موظف بريطاني يقاضي شركته بسبب “مكافأة مخيبة” قدرها 10 آلاف باوند!

رفع ماثيو كولياندر سميث، الشريك السابق في شركة Veritas لإدارة الأصول، دعوى قضائية بتهمة التمييز بعد أن شعر “بخيبة أمل” لحصوله على مكافأة مالية بلغت 10,000 باوند خلال عام 2022، قضى فيه فقط 18 يومًا في العمل بسبب إصابته بكوفيد طويل الأمد.
أفادت محكمة العمل أن كولياندر سميث لم يكن قادرًا على أداء سوى 8% فقط من ساعات عمله المعتادة في ذلك العام، نتيجة المعاناة من أعراض كوفيد الطويلة التي أثّرت على صحته النفسية والجسدية.
مكافأة مخفضة لموظف مريض تثير نزاعًا قضائيًا حول التمييز في العمل
وكان قد حصل على مكافأة تقارب 185,000 باوند في العام السابق، ما جعله يشعر “بصدمة” جراء تقليل المكافأة بشكل كبير بعد فترة مرضه الطويلة.
واقترح كولياندر سميث أنه يستحق مكافأة أقرب إلى 100,000 باوند، معتمدًا على أن جهده خلال المرض يجب أن يُحتسب وليس فقط الإنتاج الفعلي. وفي نهاية المطاف، وافقت شركة Veritas على زيادة المكافأة إلى 40,000 باوند، رغم أن كولياندر سميث لم يتمكن من أداء معظم مهامه.
وأدى خلاف حول عودته إلى العمل وتحديد دوره حينها إلى إنهاء شراكته مع الشركة، فقام برفع دعوى قضائية ضدها يتهمها بالتمييز بسبب الإعاقة. وأوضحت المحكمة أن كولياندر سميث لم يقم بأكثر من “إرسال رسائل إلكترونية” خلال الفترة التي عمل فيها. وجاء في الحكم أن الشركة كانت مخوّلة لتخفيض المكافأة بسبب غيابه “الشبه كامل” عن العمل.
مكافأة مشحونة بالجدل: كيف أثرت أعراض كوفيد طويل الأمد على شريك في شركة كبرى؟
وتولى كولياندر سميث منصب شريك عامل في شركة Veritas، التي تدير أصولًا بحجم 25 مليار باوند، بعد انضمامه إليها عام 2011 وترقيته في 2015.
في أكتوبر 2021، أصيب بكوفيد وأصيب بأعراض شديدة لكوفيد طويل الأمد، منها التعب الذهني والبدني وقلة التحمل، ما أثر على قدرته على العمل. وبحسب عقد عمله، كان له الحق في الحصول على مكافأة تقديرية بناء على أدائه.
لكن المكافأة التي حصل عليها في 2022 بلغت فقط 10,000 باوند، مقارنة بـ 185,000 باوند في العام السابق. وأوضحت الشركة أن هذا التفاوت نابع من عدم قيامه بأي عمل جوهري في 2022.
وبيّنت المحكمة أن كولياندر سميث عمل فعليًا نحو 8% فقط من أيام العمل خلال ذلك العام. ورفض قائلًا لرؤسائه: “في ظل هذه الظروف غير المسبوقة، تركني قرار تخفيض مكافأتي الثابتة بنسبة 94% مصدومًا ومحبطًا.”
المحكمة ترفض دعاوى شريك سابق في Veritas بعد غياب استمر 14 شهرًا
وفي يناير، رفعت Veritas المكافأة إلى 40,000 باوند، لكن كولياندر سميث طالب بزيادتها إلى 97,000 باوند. ونشأ خلاف بينه وبين الشركة بشأن عودته للدور الوظيفي، أدى إلى “جمود” انتهى بإنهاء شراكته في سبتمبر 2023.
رفع كولياندر سميث دعاوى قضائية تتعلق بالتمييز بسبب الإعاقة، الفشل في إجراء التعديلات المعقولة، والتنمر، لكن المحكمة رفضت جميع مطالبه. وقالت القاضية إيما ويبسستر: “كان سبب منح المكافأة المنخفضة أنه لم يقم بأعمال كثيرة خلال السنة، وكان غائبًا بشكل شبه كامل.”
وأضافت: “حتى وفقًا لحسابه، فقد عمل 18 يومًا فقط، أي نحو 7.5% من أيام العمل السنوية.” وذكرت أن “Veritas منحت له 10,000 باوند رغم غيابه 14 شهرًا، وكان من المنطقي مكافأة الموظفين الحاضرين بدلاً من الغائبين.”
رأي منصة العرب في بريطانيا (AUK) :
تسلّط هذه القضية الضوء على التحديات التي تواجه العاملين في القطاع المالي الذين يصارعون أمراضًا مزمنة تؤثر على قدرتهم على العمل. من ناحية، تبدو شركة Veritas في موقفها القانوني محقّة في تقليل المكافأة بناءً على الأداء الفعلي، خصوصًا عندما يكون الموظف غائبًا لفترة طويلة. ولكن من ناحية أخرى، يطرح الموقف تساؤلات مهمة حول مدى مراعاة حقوق الأشخاص ذوي الإعاقات المؤقتة، خاصة في بيئات عمل تنافسية ومربحة.
يُظهر الحكم القضائي، رغم استناد القرار إلى حقائق العمل المنخفضة، فجوة في التعاطف مع ظروف المرض المزمن التي تؤثر على الأداء. وهذا يطرح تحديًا أوسع يتعلق بسياسات الشركات تجاه الموظفين الذين يمرون بفترات صحية صعبة، وكيفية موازنة العدالة المالية مع الدعم الإنساني.
في نهاية المطاف، لا تقتصر القضية على قيمة المكافأة المالية فحسب، بل تتعلق أيضًا بكيفية بناء ثقافة عمل أكثر شمولًا وتفهّمًا للأفراد الذين يعانون من ظروف صحية معقدة.
هل تعتقد أن الشركات في بريطانيا توازن بشكل مناسب بين الأداء والتعاطف مع الموظفين المصابين بأمراض مزمنة؟
شاركنا رأيك وتجربتك في التعليقات أدناه.
المصدر : التليغراف
إقرأ أيضًا :
الرابط المختصر هنا ⬇