من هي توليب صديق ولماذا استقالت من منصبها الوزاري في بريطانيا؟
أعلنت الوزيرة البريطانية توليب صديق، الثلاثاء، استقالتها من حكومة كير ستارمر بعدما ورد اسمها في تحقيقات تُجريها بنغلاديش بشأن الفساد، وتستهدف خالتها رئيسة الوزراء السابقة الشيخة حسينة واجد، التي أطاح بها انقلاب سياسي في بلادها.
أسباب استقالة توليب صديق
استقالة توليب صديق، التي تشغل منصب وزيرة الدولة البريطانية للخدمات المالية ومكافحة الفساد، جاءت بعد تحقيق أجراه لوري ماغنوس، مستشار المعايير الوزارية، بشأن استخدام صديق وعائلتها عقارات قدّمها لهم رجال أعمال مرتبطون بنظام الشيخة حسينة.
وخلص التحقيق إلى أن صديق لم تخالف القوانين، ولم يُعثر على أدلة تشير إلى أن أصولها المالية جاءت من مصادر غير شرعية. كما تناول التحقيق وجودها في موسكو عام 2013 خلال توقيع اتفاق نووي بين حسينة والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث أوضحت أنها كانت حاضرة بصفة شخصية وسياحية.
ومع ذلك أشار التقرير إلى نقص الوثائق وصعوبة التأكد الكامل من بعض الأمور المتعلقة بعقارات صديق في بريطانيا، ما ألقى بظلال على موقفها وأثار تساؤلات مستمرة عن قدرتها على أداء دورها الوزاري بفعالية.
رسالة الاستقالة
وفي رسالة وجهتها إلى زعيم حزب العمال كير ستارمر، أكدت توليب صديق أنها كشفت عن جميع مصالحها المالية والعائلية بشفافية، لكنها أدركت أن استمرارها في منصبها سيؤدي إلى صرف الانتباه عن عمل الحكومة.
وقالت صديق في خطاب استقالتها: “ولائي كان وسيظل دائمًا لحكومة حزب العمال وبرنامج التجديد والتحول الوطني الذي شرعت فيه، لكن من الواضح أن بقائي في هذا المنصب سيشكل عائقًا أمام تحقيق الأهداف التي نعمل من أجلها”.
وواجهت صديق اتهامات بشأن عقارات حصلت عليها من رجال أعمال لهم صلات بحكومة بنغلاديش السابقة. وشملت هذه العقارات شقة في كينغز كروس وسط لندن، حصلت عليها عام 2004، وزعمت في البداية أن والدَيها أعطيَاها إياها قبل أن يتضح أنها هدية من رجل أعمال بنغلاديشي. كما عاشت في شقة بمنطقة هامبستيد بين عامي 2015 و2018، وهذه الشقة قُدمت لشقيقتها عام 2009.
ردود فعل متباينة
دافع حلفاء صديق عن استقالتها باعتبارها تصرفًا مسؤولًا، حيث قال جوناثان آشفورث، المدير التنفيذي لمجموعة “العمال معًا”: “إن تصرفها يُظهر احترامًا كبيرًا للمعايير مقارنة بوزراء المحافظين الذين رفضوا الاستقالة رغم سلوكهم غير اللائق”.
في المقابل، دعت زعيمة حزب المحافظين كيمي بادينوك في نهاية الأسبوع إلى إقالة صديق، متهمة ستارمر بأنه ضعيف وليس مهتمًّا بالنزاهة كما يدعي، في حين قالت النائبة عن حزب الديمقراطيين الأحرار سارة أولني: “لا يمكن لوزيرة مكافحة الفساد أن تكون متورطة في فضيحة فساد”.
وشكر ستارمر توليب صديق -التي انتخبت أيضًا نائبة عن إحدى دوائر لندن- على عملها، وقال متوجهًا إليها: إنه “لم يُعثر على أي دليل على مخالفات مالية من جانبك”.
وأضاف “أقدّر أنه بهدف وضع حد للتشتيت المستمر عن تنفيذ أجندتنا لتغيير بريطانيا، اتخذتِ قرارًا صعبًا، وأريد أن أوضح أن الباب ما زال مفتوحًا أمامك للتقدّم”.
هذا وعيّن كير ستارمر إيما رينولدز، التي كانت تشغل منصب وزيرة دولة في وزارة العمل والمعاشات التقاعدية، ولديها خلفية في قطاع الخدمات المالية، خلفًا لصديق. كما عيّن تورستن بيل، النائب الجديد والمدير التنفيذي السابق لمؤسسة “ريزوليوشن”، في منصب وزارة العمل خلفًا لرينولدز.
المصدر: الغارديان
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇