العرب في بريطانيا | منصة جديدة تنطلق لتُعطي صوتًا للصحفيين في غزة و...

منصة جديدة تنطلق لتُعطي صوتًا للصحفيين في غزة ومناطق النزاع

ojaswi-pratap-singh-wYmTbbeDEdY-unsplash

في زمن يتآكل فيه الفضاء الإعلامي المستقل، وتتزايد فيه القيود المفروضة على الصحفيين في مناطق النزاع وتحت الاحتلال، تبرز مبادرة إعلامية جديدة تسعى لإعادة تشكيل العلاقة بين المراسل والجمهور، وفتح نوافذ لروايات غالبًا ما تُقصى أو تُشوَّه في المنصات التقليدية.

منصة “نوسفير” (Noosphere)، التي أطلقتها هذا العام الصحفية المرموقة جين فيرغسون، التي سبق لها التغطية في مناطق نزاع مثل اليمن وسوريا وأفغانستان، تقدم نموذجًا مختلفًا في عالم الصحافة الرقمية؛ حيث يمكن للمراسلين المستقلين أن ينشروا تقاريرهم الميدانية وتعليقاتهم وتحقيقاتهم مباشرة، دون الحاجة إلى وسيط مؤسسي. يدفع المشترك رسومًا شهرية ثابتة تتيح له الاطلاع على محتوى جميع الصحفيين المشاركين في المنصة.

وقد يكون لهذا النموذج الجديد وقع خاص على الصحفيين العاملين في بيئات شديدة التعقيد، كما في غزة والضفة الغربية، حيث غالبًا ما يُحرم الصحفي المحلي من الوصول إلى منابر عالمية، إما بفعل الحصار والرقابة، أو لأن أولويات التحرير في الإعلام الغربي لا تمنح الأولوية لروايتهم.

ومن بين الأسماء المشاركة في المنصة، الصحفية شروق العيلة التي قدّمت مشاهد من غزة توثق توزيع المساعدات في ظل إطلاق النار، في حين عرض الصحفي أورين زيف مشاهد من داخل أحد مستشفيات إسرائيل بعد ضربة صاروخية.

رغم أن المنصة لا تعرّف نفسها كمتخصصة في العالم العربي، فإن وجود مراسلين ينقلون الواقع من الميدان في مناطق النزاع بالمنطقة قد يفتح أفقًا جديدًا للرواية العربية، ويكسر احتكار الصوت والخطاب.

تقوم فلسفة “نوسفير” على فكرة نشر الوعي الجمعي، وهو مفهوم استعارته فيرغسون من الفيلسوف اليسوعي “بيير تيار دي شاردان”. وبعد سنوات قضتها في ميادين النزاع في اليمن وسوريا وأفغانستان، انتقلت فيرغسون إلى الولايات المتحدة لتبدأ فصلًا جديدًا من العمل الإعلامي، يجمع بين التجربة الميدانية والابتكار الرقمي. ويشاركها في تأسيس المنصة الصحفي سيب ووكر، الذي سبق له العمل في “فايس”، المعروفة بتقاريرها الجريئة من مناطق النزاع قبل أن تعلن إفلاسها عام 2023.

وتتيح المنصة للمشتركين تحديد الصحفي الذي دفعهم للاشتراك، مما يمنح المراسلين حصة أعلى من العائدات، في محاولة لإعادة التوازن إلى العلاقة بين المراسل والممول، بعيدًا عن حسابات الإعلان والمؤسسات الكبرى. كما تضم شخصيات إعلامية بارزة مثل تشاك تود، الذي انضم إلى المنصة ببرنامج حواري أسبوعي.

لكن نجاح نوسفير لا يُقاس فقط بحجم الأسماء المنضمة إليها، بل بقدرتها على تمكين الصحفيين الذين يعملون في الظل، وينقلون روايات غالبًا ما تُهمّش أو تُحجَب. وفي هذا السياق، تبدو المنصة خطوة ممكنة — وإن كانت متواضعة — نحو إعلام أكثر انفتاحًا وعدالة في تمثيل أصوات الشعوب تحت الحصار والحرب والاحتلال.

ترى منصة “العرب في بريطانيا” أن المبادرات الإعلامية التي تمنح الصحفيين في العالم العربي، وتحديدًا في مناطق مثل غزة والضفة الغربية، مساحة لنقل روايتهم بعيدًا عن هيمنة المؤسسات الكبرى، تشكل خطوة مهمة، ولو مبدئية، في إعادة التوازن إلى المشهد الإعلامي العالمي.

ورغم أن هذه المنصات لا تخلو من التحديات التجارية والتحريرية، إلا أن مجرد إتاحة نافذة إضافية للرواية الفلسطينية — بصوت من يعيشها لا من يُحللها عن بعد — يعد تطورًا يستحق المتابعة والنقد والتطوير، بما يخدم الحقيقة والعدالة الإعلامية.

 


اقرأ أيضًا:

اترك تعليقا

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني.

loader-image
london
London, GB
6:59 pm, Jul 31, 2025
temperature icon 22°C
moderate rain
77 %
1014 mb
9 mph
Wind Gust 0 mph
Clouds 69%
Visibility 10 km
Sunrise 5:22 am
Sunset 8:50 pm