مظاهرات مؤيدة لفلسطين تجتاح بريطانيا في ذكرى 7 أكتوبر الثانية رغم الضغوط
تدفّقت مظاهرات طلابية وشعبية مؤيدة لفلسطين إلى شوارع بريطانيا في الذكرى الثانية للـ7 من أكتوبر، متحدّيةً دعوات رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر ومسؤولين في حكومته إلى إلغاء هذه المسيرات التي وصفها بأنها “غير بريطانية” وتُظهر “قلة احترام للآخرين”.
ورغم التحذيرات السياسية والانتقادات الإعلامية، خرج مئات المتظاهرين في العاصمة لندن ومدن غلاسكو وإدنبرة ومانشستر، رافعين الأعلام الفلسطينية ومرتدين الكوفيات، فيما دوّى هتاف “فلسطين حرة” و”إسرائيل دولة إرهاب” في محيط الجامعات الكبرى، مثل كلية لندن للاقتصاد (LSE) وجامعة (Soas) وجامعة غلاسكو.
مظاهرات تتحدى “المنع المعنوي”
في لندن، سارت مظاهرة طلابية ضخمة وسط انتشار أمني مكثف، حيث حمل المحتجون لافتات بأسماء وأعمار ضحايا العدوان على غزة، مؤكدين أن الحكومة تحاول “إسكات الأصوات الداعمة لفلسطين”.
وقالت طاهرة علي، وهي طالبة في السنة الثالثة بجامعة كينغز كوليدج لندن: “من المهم أن نظهر وجودنا اليوم. ما حدث في مانشستر عمل مروّع، لكنه يجب ألا يكون ذريعة لإسكات المتظاهرين”.
ورغم مشاركة عدد من اليهود في المسيرات تضامنًا مع الفلسطينيين، عبّر مجلس القيادة اليهودية عن “خيبة أمل عميقة” إزاء توقيت ومكان المظاهرات التي تزامنت مع عطلة عيد العرش أو المظلات (سوكوت) اليهودي.
وقال لويس دانكر، رئيس اتحاد الطلاب اليهود وخريج جامعة إدنبرة: “نحترم حق التظاهر، لكن الطلاب اليهود يبحثون عن مساحة للحزن على أحبّائهم الذين فقدوهم قبل عامين، ويجب ألا يُجبروا على مشاهدة زملائهم وهم يمجّدون ذلك اليوم”.
في المقابل، نبّه طلاب مؤيدون لفلسطين إلى أن مشاركتهم “إنسانية لا سياسية”. وقال أحدهم، وهو طالب ألماني شارك رافعًا علم إسرائيل بين مجموعة صغيرة من المتظاهرين المؤيدين لتل أبيب: “وجودي هنا ليس دعمًا للحكومة الإسرائيلية أو للحرب في غزة، بل تضامنًا مع من فقدوا أحبّاءهم قبل عامين”.
غلاسكو وإدنبرة.. مشهد تضامن لا يتراجع
وفي اسكتلندا، دانت جامعة غلاسكو ما وصفته بـ”تمجيد العنف” بعد أن نشرت مجموعة طلابية مؤيدة لفلسطين منشورًا على إنستغرام يشيد بـ”طوفان الأقصى”.
ورغم مطالبة الجامعة بتأجيل الحدث “احترامًا للمشاعر العامة”، تجمع مئات الطلاب في حدائق “روتنرو” مرددين: “أوقفوا القصف”، في حين رفع آخرون لافتات كُتب عليها: “من النهر إلى البحر، فلسطين حرة”.
أما في إدنبرة، فقد اجتمع المئات من الطلبة وأعضاء هيئة التدريس في ساحة الجامعة حاملين لافتات تندد بالقصف الإسرائيلي على غزة، وسط هتافات تطالب بوقف دعم الحكومة البريطانية لإسرائيل.
وفي هذا السياق قالت أمينة، إحدى المشاركات في احتجاج جامعة ستراثكلايد: “الحديث عن الإنسانية لا يكفي، فالإبادة لا تتوقف اليوم، ولهذا لن نتوقف نحن عن التظاهر”.
وحاول مسؤولون بريطانيون كبح موجة المظاهرات عبر التصريحات الإعلامية، حيث قالت وزيرة التعليم بريجيت فيليبسون لقناة سكاي نيوز: “نطلب من الطلاب أن يتوقفوا قليلًا، وأن يُظهروا بعض الإنسانية، وأن يدركوا عمق الألم الذي يشعر به بعض الناس في مثل هذا اليوم”.
وبينما وصفت زعيمة حزب المحافظين كيمي بادينوك المظاهرات بأنها تعبير عن “الكراهية ذاتها التي غذّت الهجمات الهمجية قبل عامين”، استخدم السياسي المحافظ روبرت جينريك تعبيرًا قاسيًا واصفًا الاحتجاجات بأنها “عار تام”.
من جانبها أكدت وزيرة الداخلية شابانا محمود أن المظاهرات المتكررة تثير “خوفًا كبيرًا” لدى الجالية اليهودية، مشيرة إلى نية الحكومة منح الشرطة صلاحيات أوسع لتقييد المظاهرات.
هذا وترى منصة العرب في بريطانيا أن محاولات تقييد حرية المظاهرات في بريطانيا تمثل تراجعًا خطيرًا عن واحدة من أهم ركائز الديمقراطية البريطانية، وهي حرية التعبير.
وتؤكد المنصة أن دعم العدالة للشعب الفلسطيني لا يتعارض مع القيم البريطانية في التضامن والإنصاف، بل يعبّر عن الموقف الإنساني الرافض للعنف والتمييز.
كما تنبّه المنصة إلى ضرورة احترام حق الطلاب والمواطنين في التعبير السلمي عن مواقفهم، بعيدًا عن التخويف السياسي أو محاولات وصمهم بأنهم “ليسوا بريطانيين”.
المصدر: الغارديان
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
