غاري لينكر و500 إعلامي يطالبون بي بي سي بإعادة بث وثائقي “غزة”

أطلق عدد من الإعلاميين والشخصيات البارزة في بريطانيا حملةً تطالب “بي بي سي” بالتراجع عن قرارها وإعادة عرض فيلم وثائقي عن غزة. ومن بين الموقعين على العريضة الإعلامي الرياضي الشهير غاري لينكر، والممثلات روث نيغا، وجوليت ستيفنسون، ومريام مارغوليس، الذين أعربوا عن رفضهم لما وصفوه بـ”خضوع المؤسسة الإعلامية لضغوط سياسية غير مبررة”.
وجاءت هذه الحملة عقب قرار هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” سحب الفيلم من منصتها الرقمية، ما أثار جدلًا واسعًا في الأوساط الإعلامية والثقافية، وسط اتهامات للهيئة بالرضوخ لضغوط جهات مؤيدة لإسرائيل. وقد جاء القرار بعد حملة إسرائيلية استهدفت الوثائقي، الذي يروي معاناة الأطفال الفلسطينيين في القطاع المحاصر.
يحمل الوثائقي عنوان “غزة: كيف تنجو في منطقة حرب؟“، ويتناول تجربة الأطفال الفلسطينيين في ظل العدوان الإسرائيلي على القطاع. لكن جهات مؤيدة لإسرائيل شنّت حملة ضده، بعد الكشف عن أن الراوي الرئيسي فيه، وهو طفل فلسطيني يبلغ من العمر 14 عامًا، هو نجل أيمن اليازوري، نائب وزير الزراعة في غزة.
هجوم على الوثائقي بسبب هوية الراوي
وادّعت بعض الجهات المؤيدة لإسرائيل أن وجود الطفل عبدالله اليازوري كراوٍ للوثائقي يثير تساؤلات حول مصداقيته، بسبب منصب والده في حكومة حماس. إلا أن موقع ميدل إيست آي كشف أن أيمن اليازوري شخصية تكنوقراطية بخلفية علمية، سبق له العمل في الإمارات ودرس في جامعات بريطانية، ولا ينتمي إلى أي فصيل سياسي.
وأكدت العريضة الداعمة للفيلم أن الانتقادات تستند إلى “افتراضات عنصرية وتسييس للهويات“، مشيرة إلى أن “الهجوم على أي فلسطيني يشغل منصبًا إداريًّا واعتباره متورطًا تلقائيًّا في العنف هو نمط عنصري ينكر على الأفراد حقهم في مشاركة تجاربهم الحياتية“.
كما استنكرت الحملة استهداف الطفل الراوي، معتبرة أن ذلك يمثل “انتهاكًا واضحًا لمبادئ حماية الأطفال، إذ لا يجوز تحميل الأطفال مسؤولية أفعال البالغين، واستخدام العلاقات العائلية للنيل من شهادة طفل أمر غير أخلاقي وخطير“.
“بي بي سي” تخضع للضغوط
في البداية، حاولت “بي بي سي” احتواء الجدل بإضافة تنويه في بداية الوثائقي، وذلك بعد أن نشر الباحث المؤيد لإسرائيل ديفيد كولير تصريحات زعم فيها أن “الهوية الفلسطينية اختُرعت في القرن العشرين كسلاح ضد إسرائيل“.
لكن الضغوط تصاعدت الأسبوع الماضي عندما أرسل 45 صحفيًّا وإعلاميًّا يهوديًّا بارزًا، بينهم المديرة السابقة لـ”بي بي سي” روث ديتش، رسالة إلى الهيئة تطالب بإزالة الوثائقي من منصتها (iPlayer)، بحجة أن والد الطفل الراوي “زعيم إرهابي“، في إشارة إلى تصنيف بريطانيا لحركة حماس “منظمة إرهابية محظورة”.
انتقادات واسعة وحرية الإعلام على المحك
في المقابل، دافع عدد من الشخصيات والمؤسسات عن الفيلم، متهمين “بي بي سي” بالخضوع لضغوط سياسية. وصرّح كريس دويل، مدير مجلس التفاهم العربي البريطاني، لموقع ميدل إيست آي بأن هيئة الإذاعة البريطانية أزالت الوثائقي بسبب ضغوط من نشطاء مناهضين للفلسطينيين، الذين لم يُظهروا أي تعاطف مع معاناة سكان غزة من القصف والجوع والأمراض“.
وأضاف: “هذا الوثائقي قدّم صورة إنسانية للأطفال الفلسطينيين في غزة، وفتح نافذة على واقعهم اليومي وسط الدمار والمعاناة“.
هذا وأثار قرار الهيئة تساؤلات حول استقلالية الإعلام البريطاني ومدى تأثره بالضغوط السياسية، خاصة فيما يتعلق بتغطية القضايا الفلسطينية. وبينما تستمر الدعوات لإعادة عرض الوثائقي، يبقى الجدل مفتوحًا حول حدود حرية الصحافة في بريطانيا، وما إذا كانت المؤسسات الإعلامية قادرة على تقديم تغطية متوازنة بعيدًا عن الضغوط السياسية والمصالح المتشابكة.
المصدر: ميدل إيست آي
اقرأ أيضًا:
- مؤتمر دولي في لندن يضع النقاط على الحروف لملاحقة مرتكبي الإبادة في غزة
- التفاصيل الكاملة لمهاجمة نواب لستارمر بسبب التمييز ضد لاجئي غزة
- رئيسة القضاة في بريطانيا تطالب الحكومة بعدم التدخل في شؤون القضاء بشأن لاجئي غزة
الرابط المختصر هنا ⬇