لاجئون عرب يتحدثون عن تأثير مظاهرات إيبينغ على حياتهم اليومية

أعرب عدد من طالبي اللجوء العرب المقيمين في فندق “بيل” الواقع في منطقة إسيكس عن شعورهم بالخوف الشديد على حياتهم، في أعقاب تعرضهم لهجمات جسدية ولفظية في الشوارع منذ بدء مظاهرات حاشدة من قبل نشطاء اليمين المتطرف أمام الفندق. وقد أكد البعض منهم أنهم احتاجوا إلى علاج طبي نتيجة هذه الاعتداءات، وأنهم لم يعودوا يشعرون بالأمان كما كانوا في السابق.
“كأنهم كانوا ينتظروننا”
في شهادة مؤثرة، تحدث نبيل، طالب لجوء من اليمن، عن تعرضه لهجوم عنيف من قبل ستة رجال أثناء تجوله خارج الفندق، مؤكدًا أنهم كانوا في سيارتين ويبدو أنهم كانوا يترصدونه. وخلال حديثه، صرخ أحد المارة بكلمات مسيئة من داخل سيارة عابرة، ما يعكس الجو العدائي الذي يعيشه اللاجئون في المنطقة.
“نعيش في عزلة ولا نشعر بالأمان”
جبريل، لاجئ من الكويت، أشار إلى أن المقيمين في الفندق يُجبرون على البقاء في غرفهم خلال أيام التظاهرات التي باتت تُنظم بشكل دوري طوال الأسبوع، مؤكدًا: “نحن هنا لأسباب مختلفة، في حالتي السياسية والاضطهاد، وكل ما نريده هو أن نعيش وندرس ونبني مستقبلًا في هذا البلد”. وأضاف أنه عبر القناة الإنجليزية من فرنسا في قارب صغير، وقد فقد صديقه في تلك الرحلة المأساوية.
الشرطة تتحرك ولكن القلق مستمر
الشرطة البريطانية اعتقلت 18 شخصًا ووجهت اتهامات إلى سبعة آخرين على خلفية المظاهرات التي بدأت بعد توجيه تهمة اعتداء جنسي لأحد طالبي اللجوء، رغم أن استهداف الفندق من قبل الجماعات اليمينية المتطرفة يعود إلى سنوات. وقد شارك في الاحتجاجات مئات الأشخاص من السكان المحليين ونشطاء من اليمين المتطرف.
“لم أرتكب أي خطأ، فقط كنت أشتري بعض الحاجيات”

عبدي، طالب لجوء من شرق أفريقيا، قال إنه لم يستطع النوم منذ أن طارده بعض المحتجين في الشارع، مشيرًا إلى أنه كان هدفًا لهجوم عنصري لأنه أسود البشرة. وأضاف: “كنت فقط أمشي وأحمل بعض المشتريات، ولم أؤذِ أحدًا”. كما أكد أن التعايش مع السكان المحليين كان إيجابيًا قبل بدء المظاهرات، لكن الوضع تغير تمامًا بعد ظهور المتظاهرين.
الحماية الجماعية والاعتماد على الشرطة
وأوضح عبدي أن طالبي اللجوء لم يعودوا يغادرون الفندق بشكل فردي، بل أصبحوا يتحركون في مجموعات من أجل الحماية، وأضاف: “لو لم تكن الشرطة هنا، لا أعرف ماذا كنا سنفعل. الشرطة هي الحاجز الوحيد بيننا وبين بعض المحتجين”.
وتُعبر منصة العرب في بريطانيا AUK عن قلقها العميق إزاء تزايد مظاهر الكراهية والتحريض ضد طالبي اللجوء، خاصة من أبناء الدول العربية، والذين لجأوا إلى بريطانيا بحثًا عن الأمان بعد أن عانوا من الحروب أو الاضطهاد السياسي في أوطانهم. وتؤكد المنصة أن ما يحدث أمام فندق بيل في إيبينغ يمثل خرقًا واضحًا للقيم الإنسانية البريطانية التي طالما رحّبت بالمظلومين.
المصدر: الغارديان
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇