لاجئة وأم سورية تزامل ابنها في دراسته الجامعية
من عائلة سورية جاءت إلى بريطانيا بحثاً عن بداية جديدة آملين بحياة أفضل، منال وابنها بلال بنّو من حجار الحرب سلماً ليصعدوا به نحو النجاح.
في جامعة نوتنغهام (Nottingham Trent University)، ولأول مرة، تلتقي أُم وابنها في نفس الفصل ليدرسا العلوم الطبية الحيوية.
منال ذات الـ 46 عاماً هي فنية مختبر طبي حيوي، وقد صرحت أن جل ما كانت تُريده هو إكمال العمل في نفس مجالها الذي ألفته في إدلب السورية قبل تركها البلاد بسبب الحرب. كانت اللغة العائق الأصعب أمامها لتدرس في الجامعة، حيث استغرق منها دراسة اللغة الإنجليزية حوالي ٤ سنوات.
في المقابل، كان بلال ذو الـ 18 عاماً في المدرسة وحصل على الشهادة الثانوية (GCSE) في نفس السنة التي أكملت أمه دراسة اللغة ليقدموا سوية لطلبات الجامعة. أحب الابن تخصص والدته منذ زياراته لمكان عملها في صغره. ولذلك، قرر الدراسة في مجال الطب الحيوي ليصبحا أول أم وابنها ليتشاركا الفصل الدراسي الجامعي نفسه في المملكة المتحدة بأكملها.
من جهته، قال بلال إن الدراسة مع أمه ممتعة. إذ تتمتع هي بالخبرة العالية في المواضيع المطروحة ويتقن هو اللغة الانجليزية بشكل جيد، وبذلك يتعاونان مع بعضهما لاجتياز الصعوبات. كما يؤكد أنه يجب عليهما تطوير قدراتهما ليثبتا للجميع ما يملكانه من قدرة على تخطي العقبات، وأن يبذلا قصارى جهدهما لتحقيق ما يريدانه في المستقبل.
وأوضح بلال قائلا: “لم أتوقع أبداً أن تكون أمي معي في نفس الجامعة وحتى الفصل. جميع زملائي الذين من عمري يتساءلون كيف لأمي أن تكون معي وهل هذا الشيء مريح بالنسبة لي، لأن أغلب الشباب في عمري يختارون هذه الحياة أحياناً لتكون بعيدة عن الأهل والآباء. دائماً أُجيبهم أن الأمر بمثابة دعم بالنسبة لي، وأن أمي تمتلك خبرة عالية. أنا أتعلم منها ومن الجامعة ودائمًا ما نتبادل المعلومات معًا”.
تركت منال موطنها سوريا – إدلب عام 2015، حيث كانت تعمل في مختبر طبي حيوي خاص لأكثر من عشر سنوات. وكانت تحب عملها ولم تكن تنوي التوقف بعد اللجوء. فبعد السفر إلى بريطانيا مروراً بتركيا لمدة عام، بدأت دراسة اللغة الإنجليزية للسعي نحو الدراسة الجامعية في البلاد.
أشارت ابنة سوريا إلى أن عملها السابق في مستشفى ومختبر خاص أعطاها قوةً وخبرة كبيرة. إلا أنه مع تطور العلم والمختبرات كان يجب عليها الدراسة وتطوير نفسها لمواكبة ذلك. وتقول: “المبدأ هو نفسه، ولكنه الآن في اللغة الانجليزية وبمستوى متطور أكثر”.
وكما أن الأم هي دائماً المثل الأعلى لكثير من الأولاد، كانت منال المثال الأعلى لبلال. في زياراته لمختبرها في الصغر، كان يحب بلال أن يجرب ويتعرف على كل ما حوله، وهذا ما عزز اختياره للطب الحيوي وأن يعمل في المختبرات مثل أمه تماما.
لم ولن تكن الحرب عائقا أمام منال وبلال وسعيهم إلى النجاح معا. يقول بلال: “بسبب الحرب وما مررنا به، جعلنا هذا نُدرك مدى أهمية العائلة، ومدى اعتمادك عليها”.
بينما تقول منال: “عندما بدأت دراستي في بريطانيا كنت مع شبان وشابات أصغر بكثير من عمري. ولم أشعر بهذا، وبالعكس شجعني هذا للإكمال بالجامعة. والآن فإن وجود بلال معي يشعرني بالتفاؤل أن نعمل سوية في المستقبل إن شاء الله.
الرابط المختصر هنا ⬇