العرب في بريطانيا | كيف تستخدم البنوك البريطانية التكنولوجيا الحديث...

1447 جمادى الأولى 9 | 31 أكتوبر 2025

كيف تستخدم البنوك البريطانية التكنولوجيا الحديثة لمكافحة الاحتيال؟

كيف تستخدم البنوك البريطانية التكنولوجيا الحديثة لمكافحة الاحتيال؟
ديمة خالد October 29, 2025

أظهرت دراسة حديثة أن المستهلكين في بريطانيا باتوا يولون حماية أنفسهم من الاحتيال المالي أهمية غير مسبوقة عند اختيار البنوك أو مزوّدي الخدمات المالية، في وقتٍ تتسابق فيه المؤسسات المصرفية إلى تبنّي أحدث التقنيات الرقمية لتعزيز ثقة العملاء وضمان أمن معاملاتهم.

الحماية من الاحتيال تتصدر أولويات العملاء

كيف تستخدم البنوك البريطانية التكنولوجيا الحديثة لمكافحة الاحتيال؟
احتيال (فليكر)

بحسب استطلاع أجرته شركة FICO، فإن نحو 70% من البريطانيين وضعوا حماية الحسابات من الاحتيال ضمن أهم ثلاث أولويات عند اختيار بنك جديد. ويرى خبراء أن هذا التحول يعكس تنامي وعي المستهلكين بالمخاطر الإلكترونية وازدياد اعتمادهم على التكنولوجيا في إدارة شؤونهم المالية.

وقال جيمس روش، مستشار الاحتيال الرئيسي في FICO لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا:

“لم تعد مكافحة الاحتيال مجرد وسيلة لتقليل الخسائر، بل أصبحت اليوم ميزة تنافسية تميّز البنوك القادرة على الجمع بين الحماية القوية والتجربة الرقمية السلسة، ما يعزز ثقة العملاء وولاءهم”.

انخفاض في حوادث سرقة الهوية

كشفت الدراسة أن نسبة البريطانيين الذين اُستخدمت هوياتهم لفتح حسابات مالية احتيالية انخفضت إلى 4.1% عام 2025، مقارنةً بـ7.7% عام 2022 و8.3% عام 2020، ما يشير إلى تحسن أنظمة الرقابة والأمن المصرفي.

ورغم هذا التراجع، لا يزال القلق قائمًا؛ إذ يعتقد 15% من المشاركين أن هويتهم قد تكون استُخدمت في عمليات احتيالية، بينما صنّف 18% سرقة الهوية ضمن أبرز مخاوفهم الأمنية. هذه الأرقام، وفق الخبراء، تعكس الحاجة المستمرة إلى توعية العملاء وتطوير أدوات تحقق أكثر فاعلية.

التحول الرقمي يفرض تحديات جديدة

كيف تستخدم البنوك البريطانية التكنولوجيا الحديثة لمكافحة الاحتيال؟

تُظهر البيانات أيضًا أن 40% من المستهلكين أصبحوا أكثر استعدادًا لفتح حسابات مالية عبر الإنترنت مقارنةً بالعام الماضي، مدفوعين بالرغبة في السرعة والراحة.
لكن هذه السرعة قد تتحول إلى نقطة ضعف؛ إذ أشار 18% من المشاركين إلى أنهم يتخلون عن طلب فتح الحساب إذا كانت عملية التحقق من الهوية تستغرق وقتًا طويلًا.
ويؤكد ذلك التحدي الذي تواجهه البنوك البريطانية في تحقيق التوازن بين الأمان والسهولة ضمن بيئة رقمية تتزايد فيها المنافسة.

القياسات الحيوية في صدارة الحلول

تشهد تقنيات المصادقة البيومترية – مثل بصمة الإصبع والتعرف على الوجه – انتشارًا متزايدًا في البنوك البريطانية. ووفق الاستطلاع، يفضّل 39% من العملاء استخدام بصمة الإصبع للتحقق من الهوية، بينما يرى 56% أن أساليب الأمان البيومترية هي الأكثر كفاءة، في حين اعتُبر مسح القزحية الوسيلة الأكثر أمانًا رغم قلة استخدامها.

ويؤكد الخبراء أن هذه التقنيات تمثل مستقبل الأمان المصرفي، إذ تتيح للمؤسسات تجربة رقمية سلسة دون المساس بمستوى الحماية، ما يعزز الثقة في التعاملات الإلكترونية.

التكنولوجيا تبني الثقة

تشير نتائج الدراسة إلى أن التقنيات الحديثة لمكافحة الاحتيال أصبحت ركيزة أساسية في استراتيجيات البنوك البريطانية، ليس فقط لحماية العملاء من الجرائم المالية، بل أيضًا لترسيخ الثقة والولاء في عصرٍ تتسارع فيه التحولات الرقمية ويزداد فيه اعتماد المستهلكين على الخدمات المصرفية عبر الإنترنت.

والتحول التكنولوجي في القطاع المصرفي البريطاني يمثل خطوة ضرورية لمواكبة التهديدات الإلكترونية المتنامية، لكنه يتطلب في الوقت نفسه التزامًا أخلاقيًا وشفافية عالية في إدارة بيانات العملاء الحساسة.

و الثقة لا تُبنى فقط بالتقنيات المتطورة، بل أيضًا بوضوح السياسات وحماية الخصوصية، إذ إن أي خلل في هذه الجوانب قد يقوّض العلاقة بين البنوك والعملاء مهما بلغت أنظمة الأمان تقدمًا.

المصدر: itbrief


إقرأ أيضًا:

اترك تعليقا

آخر فيديوهات القناة