كيف أنقذ المنتخب المغربي كأس عالم قطر 2022
تمكن المنتخب المغربي في بطولة كأس عالم قطر 2022 من اجتياز محطات العبور بكفاءة ومهارة وشحنة هائلة من عواطف الانتصار، مسنودًا بجماهير عربية غفيرة من المحيط إلى الخليج.
وكان المربع الذهبي يشهد في العادة وجود المنتخبات نفسها أو تلك التي تنافس بقوة على اللقب، ويندر أن يصل منتخب من غير عمالقة الكرة في العالم إلى دور نصف النهائي.
ولكن في مونديال قطر 2022 تمكن المنتخب المغربي من كسر هذه القاعدة، واقتحم المربع الذهبي في واحدة من أكبر مفاجآت هذا الحدث العالمي.
ورغم توقف مغامرة “أسود الأطلس” عند الدور نصف النهائي عقب خسارتهم أمام فرنسا بهدفين دون رد، فإن أنظار الجماهير المغربية والعربية تتجه يوم السبت 17 نوفمبر نحو مباراة تحديد المركزَين الثالث والرابع.
فهل سيستطيع المغرب أن يُثلِج صدور مشجعيه ويحصد المركز الثالث في كأس عالم قطر 2022؟
لا شيء مستحيل مع منتخب تتضمن تشكيلته: سفيان أمرابط وحكيم زياش وأشرف حكيمي الذين أبهروا الجميع بموهبتهم المميزة، وكذلك النجم الصاعد عز الدين أوناحي الذي تلقى عروضًا بالجملة من أهم الأندية الأوروبية؛ بعد أدائه المميز في المباراة ضد إسبانيا في دور الـ16.
ولا ننسى أيضًا وليد الركراكي الذي عُيِّن رئيس الإدارة الفنية للمنتخب المغربي في أغسطس 2022، واستطاع بخبرته المميزة وأساليبه التكتيكية المثالية الذهاب بالمنتخب بعيدًا في مونديال 2022.
منتخب إفريقي وعربي يُسطِّر التاريخ!
ويمثل إنجاز المغرب في كأس العالم حقبة جديدة لكرة القدم الإفريقية، فقد أثبت المنتخب المغربي للعالم أن القارة السمراء تُقدم أسماءً بارزة لكرة القدم. كما أظهر أن المنتخبات العربية قادرة على مواجهة الكبار، وأن الألقاب ليست حكرًا على الغرب فحسب!
وقد داعب مونديال قطر فينا حلم توحيد العرب ولمّ شملهم؛ فمن ناحية كان هذا المونديال الأول من نوعه الذي يُقام على أراضٍ عربية، ومن ناحية أخرى استطاع المنتخب المغربي بأدائه المميز أن يجمع العرب لمؤازرته في مسيرته البطولية.
وقد أظهر المنتخب المغربي أيضًا الجانب الإيجابي لثقافة كرة القدم في المنطقة، سواء من خلال موهبة الفريق أو شغف البلاد باللعبة. وكانت القاعدة الجماهيرية المغربية هي الأعلى حضورًا في نهائيات كأس العالم، حيث اجتمع عشرات الآلاف في قطر لدعم منتخبهم الوطني.
هذا وتعهد الاتحاد المغربي لكرة القدم بتوزيع 13000 تذكرة مجانية للجماهير المغربية؛ لحضور مباراة نصف النهائي في بطولة كأس العالم التي جمعت منتخب المغرب وفرنسا، قبل أن تمنع السلطات القطرية هذه الخطوة. وفعلًا لم يكن هناك حاجة إليها؛ لأن جماهير المغرب الغفيرة ملأت المدرجات، وألهبت هتافاتهم حماس اللاعبين على أرض الميدان.
وارتبطت الصور التي أحاطت برحلة المغرب في المونديال بالانتماء والهُوِية، من الفريق الذي يسجد لله على أرض الملعب عقب فوزه أو خسارته، إلى الحارس الاحتياطي منير محمدي الذي يحتفل بفوز فريقه وهو محاط بعلم الشمال الأمازيغي.
ومن النادر عدم مشاركة نجم فرحة الفوز مع منتخبه، ولكن الهداف الفرنسي كيليان مبابي لم يتردد في الذهاب إلى زميله أشرف حكيمي لمواساته بعد انتهاء مباراة نصف النهائي. وقد أثبتت الصورة التي جمعتهما أن الروح الرياضية والأخلاق العالية لا تقل أهمية عن لياقة اللاعب البدنية وقيمته السوقية في الأندية العالمية.
قطر تتألق !
وأخيرًا، فقد ظنَّ بعض الناس أن قطر تملك المال ولكنها لا تملك القدرة على الإبداع في الإعداد والإدارة من أجل نجاح بطولة كأس العالم، واستخدمت الوسائل الإعلامية كل الوسائل للنيل من قطر وإفشال إقامة البطولة فيها.
ولكن بعد نهاية كأس العالم سيعود كل من زار قطر إلى بلده، وسينقل لذويه صورة العرب والمسلمين الحقيقية، وسيتحدثون عن ما رأته أعينهم من روعة الإعداد، والنظام الذي تفوّق على كل دولة من الدول التي سبق واحتضنت كأس العالم وراهنت على إخفاق قطر.
أ
أسباب تألق المنتخب المغربي في كأس عالم قطر (يوتيوب: الغارديان)
اقرأ أيضًا:
الإعلام العالمي يحتفي بإنجاز المغرب في كأس العالم 2022
ترند بريطانيا : جماهير كرة القدم حزينة لمغادرة المغرب المونديال
الرابط المختصر هنا ⬇
6°C