التلغراف: قائمة أفضل وأسوأ المستشفيات في بريطانيا لعام 2025
تواجه هيئة الخدمات الصحية في بريطانيا (NHS) أزمة متفاقمة في قوائم الانتظار، حيث تجاوز عدد المرضى المنتظرين للعلاج سبعة ملايين شخص، بزيادة ثلاثة ملايين عن فترة ما قبل الجائحة. ورغم وعود الحكومة بتحسين الخدمات، فإن الأهداف المتعلقة بسيارات الإسعاف، وأقسام الطوارئ، ومواعيد العلاج ورعاية مرضى السرطان لم تتحقق منذ أكثر من خمس سنوات.
وفي ظل هذا الضغط غير المسبوق، تختلف مستويات الأداء بين المستشفيات في أنحاء البلاد، ما يثير تساؤلات حول أيّها يوفر أفضل رعاية صحية، وأيّها يعاني من التدهور الأكبر.
أفضل المستشفيات في بريطانيا
وبحسَب تحليل أجرته صحيفة التلغراف، تصدّر مستشفى (Northumbria Healthcare) في شمال شرق إنجلترا قائمة المستشفيات الأفضل أداءً وفقًا لثلاثة معايير رئيسة: أوقات انتظار الطوارئ، ومواعيد العلاج، وسرعة بدء علاج مرضى السرطان.
فقد سجل هذا المستشفى أفضل أداء في أوقات انتظار الطوارئ خلال ديسمبر الماضي، كما جاء في المرتبة الثانية على مستوى البلاد في سرعة تحديد مواعيد العلاج، والمرتبة الـ17 في علاج السرطان.
كما برزت مستشفيات (Homerton University Hospital)، و( Maidstone and Tunbridge Wells) و(Dartford and Gravesham) ضمن قائمة المستشفيات الأفضل أداءً.
أسوأ المستشفيات في بريطانيا
على الجانب الآخر، تصدّر مستشفى (Shrewsbury and Telford Hospital) في ويست ميدلاندز قائمة المستشفيات الأسوأ أداءً، حيث احتل المرتبة الأخيرة في أوقات انتظار الطوارئ، وسجّل نتائج متدنية في التعامل مع التراكمات، كما جاء في المرتبة 98 من أصل 118 مستشفى من حيث سرعة تحديد المواعيد الطبية.
وضمّت قائمة المستشفيات الأدنى أداءً أيضًا:
- Western Sussex Hospitals
- Mid Cheshire Hospitals
- University Hospitals Birmingham
- Manchester University
كم يستغرق الحصول على موعد طبي؟
ووفقًا لأحدث بيانات هيئة الخدمات الصحية في إنجلترا (NHS England)، بلغ متوسط فترة انتظار المرضى للحصول على موعد طبي 14 أسبوعًا في نوفمبر الماضي. ومنذ يناير 2020، ارتفعت قائمة الانتظار من 4.4 مليون إلى 7.5 مليون مريض، ما يعني أن العودة إلى المستويات الطبيعية قبل الجائحة قد تستغرق سنوات.
حاليًّا، تؤجل المستشفيات في بريطانيا أكثر من 40 في المئة من المواعيد الطبية لأكثر من 18 أسبوعًا، مقارنة بـ16 في المئة قبل الجائحة، وهو ما يعكس حجم التحديات التي تواجهها هيئة الخدمات الصحية.
الطوارئ: أوقات انتظار قياسية
وتشير البيانات إلى أن أزمة أوقات الانتظار في أقسام الطوارئ بلغت مستويات قياسية، حيث انتظر نحو 30 في المئة من المرضى أكثر من أربع ساعات لتلقي العلاج في ديسمبر 2024، مقارنة بـ16 في المئة قبل الجائحة.
وتهدف هيئة الخدمات الصحية إلى تأمين الرعاية لـ95 في المئة من المرضى خلال أربع ساعات، لكن هذا الهدف لم يتحقق منذ عام 2014. كما ارتفع عدد المرضى الذين انتظروا أكثر من 12 ساعة قبل إدخالهم إلى المستشفى إلى أكثر من 50 ألف مريض في ديسمبر الماضي، مقارنة بـ3 آلاف مريض فقط في يناير 2020.
علاج السرطان: تأخير يتجاوز المستهدف
ورغم أهمية عامل الوقت في علاج السرطان، فإن هيئة الخدمات الصحية لم تتمكن من تحقيق هدفها في تقديم العلاج لـ96 في المئة من مرضى السرطان في غضون شهر واحد منذ ديسمبر 2020. ووفقًا للبيانات، بدأ 91 في المئة من المرضى العلاج في غضون شهر من اتخاذ قرار العلاج في نوفمبر الماضي، في حين بدأ 69 في المئة العلاج خلال شهرين من إحالتهم العاجلة من قبل طبيبهم العام.
كم يستغرق وصول سيارة الإسعاف؟
وتشهد خدمات الإسعاف أيضًا ضغوطًا كبيرة، حيث تستغرق سيارات الإسعاف المخصصة للحالات العاجلة مثل السكتات الدماغية وتعفن الدم (Category Two) نحو 50 دقيقة للوصول، مقارنة بـ21 دقيقة قبل الجائحة. في حين أن الهدف الرسمي هو 18 دقيقة، إلا أنه لم يتحقق منذ يوليو 2020.
أما سيارات الإسعاف الخاصة بالحالات الطارئة القصوى (Category One)، فتصل في غضون تسع دقائق في المتوسط، بزيادة تقارب دقيقتين عن فترة ما قبل الجائحة.
كيف صُنّفت المستشفيات؟
واعتمدت صحيفة التلغراف في تصنيفها على بيانات رسمية صادرة عن (NHS England) و(NHS Digital)، حيث شمل التحليل المستشفيات العامة (Acute NHS Trusts) فقط، مع استبعاد مستشفيات الصحة النفسية والمستشفيات التخصصية. ولم تشمل الدراسة (Isle of Wight NHS Trust) لعدم توفر بيانات كافية.
وصُنّفت المستشفيات وفقًا لمتوسط أدائها في ثلاثة معايير رئيسة:
• نسبة المرضى الذين ينتظرون العلاج لأكثر من 18 أسبوعًا.
• نسبة مرضى الطوارئ الذين ينتظرون أكثر من أربع ساعات.
• نسبة مرضى السرطان الذين ينتظرون أكثر من 31 يومًا لبدء العلاج.
وتُحَدِّث هيئة الخدمات الصحية هذه البيانات شهريًّا، وتُعدّ المستشفيات التي تحسّنت معدلاتها خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي ضمن قائمة “المستشفيات المتقدمة”، في حين تُصنَّف المستشفيات الأسوأ أداءً بناءً على متوسط تصنيفاتها في هذه المؤشرات الثلاثة.
وفي ظل هذه التحديات، باتت أزمة (NHS) أحد أبرز القضايا التي تشغل الرأي العام في بريطانيا، حيث تتزايد المطالب بإصلاح جذري للنظام الصحي وتحسين مستويات الرعاية. ومع استمرار قوائم الانتظار في تسجيل أرقام قياسية، يبقى السؤال: هل تستطيع (NHS) استعادة قدرتها على تقديم خدمات صحية تلبي احتياجات المرضى في المستقبل القريب؟
المصدر: التلغراف
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
أخبار ذات صلة
6°C
