كيف نجحت السورية غفران حمزة في الطهي المميز في ويلز؟

كيف نجحت السورية غفران حمزة في الطهي المميز في ويلز؟!
كيف نجحت السورية غفران حمزة في الطهي المميز في ويلز؟

افتتحت اللاجئة السورية غفران حمزة مطعمًا ناجحًا في ويلز بعد أعوام من العيش بدون طعام، والاعتماد على السلّات الغذائية التي تُقدّمها الأمم المتحدة. فكيف تغلّبت الشابّة على جميع المصاعب والعقبات؟

نشرت صحيفة “ويلز أونلاين” (Wales Online) تقريرًا تحدّث عن رحلة الشابّة السورية غفران حمزة في جلب النكهة العربية الأصيلة لأبيريستويث (Aberystwyth) في ويلز.

 

غفران حمزة

 

كيف نجحت السورية غفران حمزة في الطهي المميز في ويلز؟!
كيف نجحت السورية غفران حمزة في الطهي المميز في ويلز؟

نشأت غفران في قرية نائية شمال شرق سوريا على الحدود التركية مع والديها وثلاثة أشقاء صغار حسبما ذكرته المراسلة لورا كليمنتس، ولكنّ الحرب السورية أجبرتهم على الفرار عبر الحدود إلى لبنان كلاجئين في عام 2012.

 

تركت العائلة كل ما تملك للسفر إلى لبنان، ثم وجدوا أنفسهم في منزل “بالكاد يصلح للحيوانات”! وأوضحت غفران قائلةً: “لم نتمكن من الحصول على التعليم أو العمل؛ لأن الحكومة اللبنانية لم تكن تدعم اللاجئين. وقد فقدنا جميع وثائقنا الرسمية في الحرب”.

 

وبينما تمكّنت غفران وأمها – بعد عناء طويل – من العثور على عمل في مَسْك الدفاتر ضمن أحد المصانع كان والدها وشقيقها يكافحان. ثم فوجئوا جميعًا عندما عرضت الأمم المتحدة على الأسرة مكانًا في البرنامج الدولي لإعادة توطين اللاجئين. فقالت غفران: “لم نعتقد قط أننا سنحصل على هذه الفرصة؛ فقد كان هناك لاجئون في حالات أسوأ منا، وأناس آخرون يستحقونها أكثر منا”.

 

بعد ذلك سارعت العائلة إلى توقيع الوثائق اللازمة، ولكنها لم تستطع الصعود على متن طائرة متجهة إلى المملكة المتحدة إلا بعد ثلاث سنوات من التوقيع على وثيقة الأمم المتحدة.

 

النكهة العربية

 

كيف نجحت السورية غفران حمزة في الطهي المميز في ويلز؟!
كيف نجحت السورية غفران حمزة في الطهي المميز في ويلز؟

وُلد حلم تأسيس مطعم “النكهة العربية” (Arabic Flavour/ Blas Arabaidd) عند غفران لأول مرة عندما دخلت في شراكة مع بعض النساء السوريات الأخريات لإنشاء مطبخ متنقّل في أبيريستويث باسم “مشروع العشاء السوريّ” (Syrian Dinner Project).

 

وأشارت غفران إلى أن أمّها هي من أتت بفكرة إطلاق مشروع للطهي العربي في بادئ الأمر. “أردنا إشراك نساء سوريات أخريات، وبدأنا كمشروع اجتماعي”، على حدّ قولها. وأضافت بأن الهدف من ذلك كان تقليل الاعتماد على دعم الدولة، ومساعدة العائلات السورية الأخرى على تحمّل تكاليف الأشياء الصغيرة، مثل: الملابس، والألعاب الجديدة للأطفال.

 

وبعد الطهي لمشروع العشاء السوري لفترة وجدت غفران عقارًا فارغًا بمحض الصدفة أثناء سيرها في شارع نورثغيت، وقررت أن تفتتح أول مطعم عربي في أبيريستويث حينها.

 

ومع ذلك فلم تنجح خطة افتتاح الأبواب في عام 2020؛ بسبب تفشي الجائحة، واضطرت الشابة السورية للعمل على طلبيات المنازل من مطبخ منزلها. وفي هذا السياق قالت غفران لمراسلة “ويلز أونلاين”: “بعد إجراءات الإغلاق كان لديّ أموال وخبرة محدودة، ولذلك كان عليّ أن أبدأ العمل في المطعم على حاله”.

 

كيف نجحت السورية غفران حمزة في الطهي المميز في ويلز؟!
كيف نجحت السورية غفران حمزة في الطهي المميز في ويلز؟

وفي آذار/ مارس عام 2021 افتتح مطعم “النكهة العربية” أبوابه لتقديم أفضل أطباق غفران لسكّان ويلز، وحقق يوم الافتتاح والأسابيع الأولى التي تلته نجاحًا باهرًا؛ حيث اصطف الناس على طول الشارع للحصول على فرصة تذوق النكهات العربية المتنوعة.

 

هذا وتعود أطباق “النكهة العربية” إلى أصول لبنانية وسورية وتركية؛ حيث تحمل القائمة أطعمة شعبية شهية؛ ويشمل ذلك الفلافل الشهيّة، والمناقيش العربية اللذيذة، وحتى ورق العنب (الدوالي) المحبوب.

 

ولم تنس الطبّاخة الماهرة تغيير بعض الوصفات؛ لجعلها خالية من الغلوتين، أو نباتية لمطابقة الأساليب الغذائية المنتشرة في الدول الغربية؛ بل وتقوم بترجمة جميع منشورات المطعم عبر فيسبوك إلى اللغة الويلزية أيضًا.

 

 

وعندما سألتها المراسلة عن حقيقة سرّ نجاح المطعم أجابت غفران: إن الناس مهتمون بتناول وتجربة أطباق الشرق الأوسط، ويهمهم أن يكون مصدره أصيلًا. ولكن لا شك أن الطعام ليس السبب الوحيد لنجاح الشابة السورية؛ حيث ساعدها إصرارها وعزيمتها وحسها العالي بالمسؤولية على إنجاح مشروعها بعيدًا عن الموطن.

 

“في لبنان كنت أقضي أيامًا دون طعام؛ وأما الآن فإنني أطبخ للآخرين. وهكذا شكّلت رحلتي دائرة مكتملة”. وقالت إن طهي أطباق موطنها يذكرها بالأصدقاء الذين أُجبرَت على الابتعاد عنهم.

 

كما قالت غفران في تصريح خاص لمنصة العرب في بريطانيا (AUK):

 

كيف نجحت السورية غفران حمزة في الطهي المميز في ويلز؟!

“بدأ المشروع بعدة عقبات وواجهت العديد من المشاكل لقلة خبرتي في هذا المجال، خصوصًا في بلد مختلف تمامًا عن بلدي.

 

بدأت في طريق صعب ولا أخفيكم، ما زال الأمر صعبًا حتى الآن. دخول عالم الأعمال ليس بالأمر السهل ولابد أن يقوم الشخص بدراسة جدوى شاملة عن البلد وقوانينه وقوانين الأعمال فيه قبل بداية أي مشروع وهذه هي نصائحي لأي شخص يريد بدء مشروعه الخاص.

 

أستطيع أن أصف شعوري تجاه المشروع، أصبح لدي تحدّ كبير لنفسي بأنني سأستمر بالعمل بأقصى جهد مادمت قادرة على ذلك.

 

تعلمت من هذا المشروع دروس كثيرة ولا زلت أتعلم، وتربطني فيه مشاعر الأمل لمستقبل أفضل لعائلتي”.

 

 

المصدر: ويلز أونلاين 

 

 


اقرأ أيضًا:

صحيفة محلية في كوفنتري ترافق عائلة سورية حديثة اللجوء

‎صانعة الأجبان السورية رزان تلفت الأنظار مجدداً

منصة العرب في بريطانيا تطلق حملة امنحوهم الدفء لإنقاذ ضحايا البرد شمال سوريا

الرابط المختصر هنا ⬇

تابعنا على التيلجرام

يرجى مسح هذا الكود على مجموعة التيلجرام التابعة لمنصة العرب في بريطانيا AUK أو الضغط هنا

آخر الأخبار