طالبة في مانشستر تخطط لإطعام 600 شخص في رمضان 2025
مع اقتراب شهر رمضان المبارك، يستعد المسلمون في بريطانيا للصيام والعبادة، بالتزامن مع ازدياد المصاعب الاقتصادية التي تجعل تأمين وجبات الإفطار أمرًا عسيرًا على كثير من الأسر. في ظل ذلك، أطلقت تانيا حمود، وهي طالبة في علوم الطب الشرعي بمدينة بولتون، مبادرة شخصية لإعداد وجبات إفطار مجانية وتوزيعها على مئات الصائمين، في خطوة تجسّد روح التضامن والعطاء التي تميّز هذا الشهر الكريم.
رمضان.. فرصة للعطاء والتضامن
ترى تانيا، البالغة من العمر 23 عامًا، أن رمضان ليس مجرد إمساك عن الطعام والشراب، بل هو فرصة لإعادة ترتيب الأولويات والإسهام في دعم الآخرين. وتقول: “هناك روح مجتمعية خاصة خلال هذا الشهر، والمسلمون ينتظرونه بفارغ الصبر. إنه وقت للتأمل والانضباط الذاتي ورد الجميل للمجتمع”.
وتطمح تانيا هذا العام إلى إعداد وتوزيع ما يصل إلى 600 وجبة إفطار، مؤكدة أن مشاركتها في إعداد الطعام للصائمين يمنحها إحساسًا عميقًا بالانتماء والمشاركة. وتضيف: “قد يبدو الأمر بسيطًا، لكنه يسهم في تعزيز الروابط المجتمعية، ويمنح الناس شعورًا بالدفء والتواصل”.
صعوبة الجمع بين الدراسة والعمل الخيري
ومع اقتراب امتحاناتها، تدرك تانيا أن المهمة لن تكون سهلة، وبخاصة أنها ستصوم أثناء تحضير الطعام، لكنها وضعت خطة محكمة تضمن نجاح المبادرة. فمع أنها ستُعِدّ معظم الوجبات بنفسها، إلا أنها ستستعين ببعض أصدقائها الذين أبدوا استعدادهم للمساعدة.
تانيا ليست غريبة عن عالم الطهي، إذ تمتلك شهرة واسعة النطاق على منصة تيك توك حيث يتابعها أكثر من 16 ألف شخص، يشاهدون وصفاتها لأطباق حلال شهية. وخلال رمضان، ستعمل على تحضير المكونات مسبقًا، وتخصيص أوقات محددة للطهي والتوزيع، بالتعاون مع أربعة مساجد محلية ستتولى توزيع الوجبات على المحتاجين.
الغلاء يفاقم أزمة تأمين وجبات الإفطار
وتأتي مبادرة تانيا في وقت صعب، إذ تؤثر أزمة غلاء المعيشة على قدرة العديد من الأسر المسلمة في بريطانيا على توفير وجبات مغذية للإفطار. ووفقًا لتقرير الإغاثة الإسلامية عام 2022، فإن نحو نصف المسلمين في المملكة المتحدة يواجهون صعوبة في تأمين الطعام خلال رمضان. وفي 2024، كشف استطلاع أجرته المنظمة بالتعاون مع شركة سافانتا أن 30 في المئة من سكان بريطانيا يخشون اللجوء إلى بنوك الطعام بسبب الضغوط المالية المتزايدة.
وأدى ذلك إلى ارتفاع الطلب على المساعدات، ما دفع الإغاثة الإسلامية في بريطانيا إلى إطلاق أكبر حملة توزيع غذائي في تاريخها هذا الشتاء، في ظل قلق متزايد بشأن قدرة الجمعيات الخيرية على تلبية الاحتياجات المتزايدة.
رسالة تضامن وأمل
بالنسبة لتانيا، فإن مبادرتها تتجاوز مجرد توزيع الطعام، إذ تسعى إلى تسليط الضوء على أهمية التكافل الاجتماعي. وتقول: “حتى لو تمكنت من إطعام 100 شخص وكان من بينهم 10 أشخاص في حاجة حقيقية، فهذا بحد ذاته إنجاز”.
وتضيف: “أريد أن أخفف العبء عن الصائمين، ولا سيما أولئك الذين يواجهون صعوبات مادية. وإذا تمكنت هذه المبادرة من إلهام آخرين وحملهم على مساعدة المحتاجين، فسأشعر أنني حققت شيئًا ذا قيمة”.
المصدر: Manchester Evening News
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
أخبار ذات صلة
10°C
