تصعيد محسوب أم مقامرة إقليمية؟ دوافع هجوم إسرائيل وتوقّعات الرد الإيراني

في تطور مفاجئ يمثل نقطة تحول خطيرة، شنّت إسرائيل فجر اليوم سلسلة ضربات جوية مكثفة استهدفت المنشآت النووية والقواعد العسكرية الإيرانية. هذه العملية العسكرية المحفوفة بالمخاطر قد تشعل فتيل حرب إقليمية واسعة النطاق، حسَب ما يرى العديد من المراقبين.
العملية التي أطلق عليها رئيس وزراء دولة الاحتلال اسم “عملية الأسد الصاعد” أسفرت عن مقتل عدد من أبرز القادة العسكريين والعلماء النوويين الإيرانيين، في ضربة موجعة للنظام الإيراني.
الضربة الإسرائيلية: أبعاد استراتيجية ودوائر متداخلة

تشير المعطيات الأولية إلى أن إسرائيل نفذت ضربات دقيقة ومتعددة، مستهدفة البنية التحتية النووية، ويشمل ذلك منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم، كما طالت منظومة القيادة العسكرية حيث استشهد قائد الحرس الثوري وقائد أركان الجيش. ولم تتوقف الضربات عند هذا الحد، بل شملت أيضًا مراكز الأبحاث المتقدمة ومواقع الصواريخ الباليستية.
ويبدو أن هذه الضربات تندرج ضمن استراتيجية “الضربة الاستباقية الشاملة” حسَب ما وصفتها مصادر إسرائيلية، حيث تسعى دولة الاحتلال من خلالها إلى تحقيق عدة أهداف، أولها: شلّ القدرة النووية الإيرانية على المدى المتوسط، يليها تفكيك شبكة القيادة والسيطرة الإيرانية، وأخيرًا إضعاف البنية التحتية العسكرية والبحثية.
لماذا الآن؟
هناك ثلاثة سيناريوهات رئيسة قد تفسر توقيت هذه الضربات. السيناريو الأول يشير إلى أن إسرائيل قد تكون حصلت على معلومات استخبارية عن تقدم إيراني حاسم في البرنامج النووي. أما السيناريو الثاني فيربط التوقيت بالسياسة الداخلية الإسرائيلية وضغوط اليمين المتطرف على الحكومة. في حين يطرح السيناريو الثالث احتمال تنسيق إقليمي ودولي مسبق لهذه الضربات.
الرد الإيراني المتوقع: بين الانتقام المحدود والتصعيد الكبير

تواجه طهران الآن معضلة استراتيجية حقيقية. فمن جهة، يتطلب الموقف الرد العسكري للحفاظ على المصداقية الإقليمية. ومن جهة أخرى، فإن أي رد قوي قد يؤدي إلى مواجهة مفتوحة مع إسرائيل والغرب. وعلى ضوء ذلك، يتوقع المراقبون أن تختار طهران مسارًا وسطًا، ويتمثل ذلك في رد معقول عبر وكلائها في المنطقة، مع تصعيد دبلوماسي في المحافل الدولية.
إضافة إلى ذلك، لم تقتصر تداعيات هذه الضربات على الجانب العسكري المباشر. ففي الجانب الاقتصادي، شهدت أسواق النفط العالمية ارتفاعات حادة تجاوزت 13 في المئة منذ ساعات الصباح الأولى. على الصعيد السياسي، توترت العلاقات بين القوى الكبرى، حيث سارعت واشنطن إلى نفي أي تورط مباشر في العملية، في حين أبدت موسكو قلقها من التصعيد الخطير.
رأي منصة العرب في بريطانيا
ترى منصة العرب في بريطانيا أن هذه التطورات الخطيرة تمثل امتدادًا لسياسة المحاور الإقليمية التي تزيد من تأزم الوضع في الشرق الأوسط. نحن نؤكد أن الحلول العسكرية لم تثبت جدواها في حل الأزمات، بل زادتها تعقيدًا.
المصدر: التلغراف
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇