خوارزمية ذكية قد تمنع آلاف السكتات الدماغية سنويًا في بريطانيا
طور أطباء في بريطانيا خوارزمية ذكية قد تمنع آلاف السكتات الدماعية سنويًا في بريطانيا بالاعتماد على تقينات الذكاء الاصطناعي،
وتعمل الخوارزمية على مسح ملايين السجلات الطبية في عيادات الأطباء لرصد حالات الإصابة بالرجفان الأذيني (AF) غير المشخَّصة.
هذا ويعتبر الرجفان الأذيني أحد عوامل الخطر المسبّبة للسكتة الدماغية، إذ إن المصابين بالرجفان البيطني أكثر عرضة للإصابة بسكتات مميتة أو مسببة لإعاقة دائمة.
التعرّف على أعراض السكتات الدماغية قبل وقوعها
و يُقدر عدد المصابين بالرجفان الأذيني في المملكة المتحدة بنحو 1.6 مليون شخص، فيما يُرجّح وجود آلاف آخرين لا يدركون إصابتهم لعدم ظهور أي أعراض لديهم.
ومن هنا، تبرز أهمية التشخيص المبكر لهذا المرض القلبي، إذ إن رصد الحالة وعلاجها مبكرًا يسهمان بشكل كبير في تقليل احتمالات الإصابة بسكتة دماغية.
هذا وتعتمد الخوارزمية الجديدة على مجموعة من العوامل الصحية والاجتماعية، بما في ذلك العمر والجنس والأصل العرقي، فضلًا عن التحقق من الإصابة بأمراض أخرى مثل فشل القلب وارتفاع ضغط الدم والسكري وأمراض القلب ومرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD).
وتشير التقديرات إلى أن الرجفان الأذيني يتسبب في نحو 20 ألف حالة سكتة دماغية سنويًا في بريطانيا.
وكانت هذه الخوارزمية قد طوّرت على يد فريق من الأطباء والعلماء في مستشفيات ليدز التعليمية وجامعة ليدز، بتمويل من مؤسسة القلب البريطانية (BHF).
و استندوا هؤلاء الأطباء على سجلات طبية إلكترونية (مجهولة البيانات) تعود إلى 2.1 مليون شخص، بعد أن برمجوا الخوارزمية على تحديد المؤشرات التحذيرية التي تكشف المرضى المعرضين للرجفان الأذيني أو المصابين به دون علمهم. وجرى التحقق من دقة الخوارزمية باختبارها على بيانات تخص 10 ملايين شخص إضافي.
ويُجرى الأطباء دراسة حاليًا تحمل اسم (Find-AF)، بتمويل من مؤسسة القلب البريطانية وجمعية مستشفيات ليدز الخيرية، بهدف اختبار الخوارزمية في منطقة ويست يوركشاير.
اختبار الخوارزمية الذكيّة
ويأمل الخبراء أن تساهم تجربتهم في فتح الباب أمام اعتماد هذه التقنية في عموم المملكة المتحدة حال نجاح التجربة.
وعادةً ما يُزوَّد المرضى المُعرّضين لخطر الإصابة بالرجفان الأذيني بأجهزة محمولة لتخطيط القلب (ECG)، و يُطلب منهم استخدامها مرتين يوميًا على مدى أربعة أسابيع، مع إمكانية استخدامها في أي وقت يشعرون فيه بخفقان أو عدم انتظام بنبض القلب.
وفي حال رصد الجهاز علامات على وجود رجفان أذيني، يجري إخطار الطبيب العام مباشرةً لمناقشة خيارات العلاج.
وفي هذا الصدد قال البروفيسور كريس غيل، أستاذ طب القلب والأوعية الدموية في جامعة ليدز واستشاري شرفي في مستشفيات ليدز التعليمية: “غالبًا ما تكون السكتة الدماغية أول مؤشر على إصابة الشخص بالرجفان الأذيني غير المكتشَف، ما يشكّل صدمة للمريض وعائلته، ويلقي بأعباء مالية كبيرة على نظام الرعاية الصحية والاجتماعية، لكن اكتشاف الحالة وعلاجها باكرًا قد يختصر كثيرًا من الآلام والتكاليف.”
وأشارت الدكتورة سونيا بابو-ناريان، المديرة الطبية المساعدة في مؤسسة القلب البريطانية، إلى أن هذه الخوارزمية تمثل “فرصة جوهرية” للكشف عن مزيد من المصابين بالرجفان الأذيني، تمهيدًا لحصولهم على العلاج المناسب لتقليل مخاطر السكتة.
في السياق ذاته، أعلنت هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا (NHS England) أنها حققت إنجازًا في مجال الوقاية من السكتات الدماغية، بعد أن وَصَفَ الأطباء في بريطانيا أدوية مضادة للتخثر لمليون مريض بالرجفان الأذيني خلال العام المنصرم.
مضادات التخثّر تَحُدُّ من السكتات الدماغية
فيما أشارت هيئة خدمات الصحة البريطانية، إلى أن أدوية الأدوية المضادة للتخثّر أسهمت في منع 9 آلاف حالة سكتة دماغية في البلاد خلال السنوات الخمس الماضية.
هذا وقالت هيلين ويليامز، مديرة الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية في ( NHS England): “نعمل على وقاية الناس من السكتات الدماغية الفتاكة أو المسببة للإعاقة، وهو خبر سار لآلاف الأشخاص في أرجاء البلاد، من خلال توفير العلاج المضاد للتخثر لمعظم المصابين بالرجفان الأذيني المعرّضين للخطر”.
أخيرًا، أوضح الدكتور راميش ناداراجاه، من مستشفيات ليدز التعليمية، أنه إذا أثبتت الاختبارات الإضافية جدوى الخوارزمية، فقد تصبح تقنية روتينية ضمن البروتوكول الطبي اليومي، مشددًا على أن الهدف النهائي هو تشخيص المصابين بالرجفان الأذيني في مراحل مبكرة وتوفير الرعاية التي تحول دون تعرضهم لسكتات دماغية مدمِّرة.
المصدر: الغارديان
اقرأ أيضاً :
الرابط المختصر هنا ⬇