خمس إشارات تدل على أن ضغوط العمل تؤثر على صحتك

في عصر يتسم بتسارع وتيرة العمل وتزايد الضغوط المهنية، أصبح من الصعب تجاهل التأثيرات السلبية التي قد تلحق بالصحة النفسية والجسدية نتيجة بيئة العمل المتوترة.
فبين ساعات العمل الطويلة والمطالب المستمرة لتحقيق الإنتاجية، يجد الكثيرون أنفسهم محاصرين في دوامة من التوتر المزمن الذي يبدأ بالتسلل تدريجيًا إلى حياتهم اليومية، ويؤثر بشكل خاص على النوم.
ووفقًا للخبير مارتن سيلي من مؤسسة (MattressNextDay) البريطانية، يمتلك الجسم طرقًا خفية لتحذيرك من هذه الضغوط، وغالبًا ما تظهر هذه التحذيرات أثناء الليل.
وفي هذا التقرير، نستعرض خمس إشارات رئيسية قد تدل على أن ضغوط العمل بدأت تؤثر سلبًا على صحتك:
1- الاستيقاظ المتكرر عند الساعة الثالثة صباحًا
إذا لاحظت أنك تستيقظ في نفس التوقيت تقريبًا كل ليلة، وخاصة في ساعات الفجر المبكرة، فقد يكون هذا علامة واضحة على أن عقلك الباطن يعيش حالة من التوتر المرتبط بالعمل.
يرتبط ذلك بارتفاع مستويات هرمون الكورتيزول، المسؤول عن استجابة الجسم للتوتر، حيث تكون هذه المستويات في ذروتها خلال ساعات الصباح الأولى.
ويُحذر سيلي من أن الاستمرار في هذه الحالة يشير إلى أن التوتر الناتج عن العمل لا يتوقف حتى في أوقات الراحة، ما يؤدي إلى اضطراب دورات النوم الطبيعية.
2- صعوبة النوم في ليالي الأحد
يعاني الكثيرون مما يُعرف بـ “رُهاب الأحد”، وهو شعور بالقلق يزداد حدة مع اقتراب بداية أسبوع العمل الجديد.
وأظهر استطلاع أجرته مؤسسة (The Sleep Foundation) أن 63.9% من المشاركين يعانون من صعوبة في النوم ليلة الأحد تحديدًا، حيث تُعد الضغوط المرتبطة بالعودة إلى العمل السبب الرئيسي في هذا التوتر.
إذا لاحظت أن هذه الحالة تتكرر بشكل أسبوعي، فقد يكون هذا مؤشرًا واضحًا على أن ضغوط العمل بدأت تؤثر على الاتزان النفسي لديك.
ينصح الخبراء بمراقبة تصاعد مشاعر القلق خلال عطلة نهاية الأسبوع، إذ قد تكون هذه المشاعر دلالة على أن العمل يتعدى حدوده الزمنية المعتادة ليؤثر على أوقات الراحة.
3- الكوابيس المتعلقة بالعمل
ليس من الغريب أن نحلم أحيانًا بالعمل نظرًا للوقت الكبير الذي نقضيه فيه يوميًا، لكن إذا بدأت أحلامك المتعلقة بالعمل تتحول إلى كوابيس متكررة مليئة بالمواقف السلبية – مثل الفشل في إنجاز المهام أو فقدان الوظيفة – فهذا يعد مؤشرًا على تغلغل التوتر المهني في عقلك الباطن.
وفقًا لسيلي، تعني هذه الكوابيس أن دماغك لم يعد قادرًا على الانفصال عن التوتر اليومي المرتبط بالعمل، حتى أثناء النوم، ما قد يؤدي إلى اضطرابات نوم مزمنة تؤثر على الصحة الجسدية والنفسية معًا.
4- تأخير النوم بدافع الانتقام
إذا كنت تجد نفسك تتأخر في النوم عمدًا، على الرغم من شعورك بالإرهاق، فقد تكون هذه وسيلة غير واعية لمحاولة استعادة شعورك بالتحكم في حياتك الشخصية.
يُعرف هذا السلوك بـ “تأجيل النوم الانتقامي”، حيث يقوم الأشخاص بتأخير النوم بغرض قضاء وقت لأنفسهم بعد يوم عمل طويل.
ويشمل هذا التأجيل القيام بأنشطة غير منتجة مثل تصفح وسائل التواصل الاجتماعي، أو مشاهدة التلفاز لساعات متأخرة، أو حتى ممارسة ألعاب الفيديو.
يُحذر الخبراء من أن هذا السلوك يؤدي إلى تفاقم الشعور بالإرهاق في اليوم التالي ويُضعف القدرة على التركيز والإنتاجية.
5- اضطراب جدول النوم بين الأسبوع وعطلة نهاية الأسبوع
إذا لاحظت أنك تنام لساعات أطول خلال عطلة نهاية الأسبوع لتعويض الحرمان من النوم خلال أيام العمل، فهذا يشير إلى وجود خلل في دورة نومك.
يُعرف هذا الاضطراب بـ “اضطراب السفر الاجتماعي”، ويحدث عندما يختلف نمط النوم بين أيام الأسبوع وعطلة نهاية الأسبوع بشكل كبير.
هذا الاضطراب يؤثر سلبًا على الصحة الجسدية والنفسية، حيث يؤدي إلى الشعور بالإرهاق الدائم وانخفاض الأداء الذهني. من المهم الحفاظ على جدول نوم منتظم طوال الأسبوع لتجنب هذه المشكلات.
كيف تتعامل مع هذه الضغوط؟
إذا لاحظت ظهور هذه الإشارات في حياتك اليومية، فلا داعي للاستسلام للتوتر. يوصي مارتن سيلي بعدة خطوات يمكن اتخاذها للحد من تأثير ضغوط العمل على نومك وصحتك العامة:
- تحديد حدود واضحة: تجنب العمل خارج ساعات الدوام وتوقف عن التحقق من البريد الإلكتروني المهني بعد انتهاء ساعات العمل.
- وضع روتين ليلي مهدئ: مارس أنشطة مريحة قبل النوم مثل القراءة، التأمل، أو أخذ حمام دافئ.
- الحفاظ على جدول نوم منتظم: حاول الذهاب إلى الفراش والاستيقاظ في نفس التوقيت يوميًا، حتى في عطلات نهاية الأسبوع.
- طلب مساعدة مختص: إذا استمرت المشكلات وأثرت على جودة حياتك، استشر مختصًا في النوم أو الصحة النفسية.
المصدر: Huffingtonpost
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇