الأربعون يومًا الأولى من حكم ليز تراس تشهد أكبر انهيار سياسي منذ 300 عام
يبدو أنّ تغريدات رئيسة وزراء بريطانيا الحماسية في حملتها لقيادة حزب المحافظين انقلبت لتغريدات مضحكة بعد مرور أربعين يومًا فقط من حكم ليز تراس الذي تسبب في اضطرابات سياسية واقتصادية كبيرة في البلاد.
بدأت سلسلة الاضطرابات في حكم ليز تراس بعد تراجعها عن إجراءات أساسية في سياستها لإنقاذ اقتصاد البلاد كرفض التخفيض الضريبيّ لمن تتجاوز مداخيلهم 150 ألف باوند في الوقت الذي تعاني فيه بريطانيا من انخفاض سعر الباوند وارتفاع سعر الفائدة.
وبين مطرقة الأسواق وسندان نواب حزب المحافظين الغاضبين في وستمنستر، قد تكون ليز تراس أقصر رئيس وزراء بريطانيّ خدمة عقب رسالة بريد إلكترونيّ من مكتب مسؤولية الميزانية إلى وزير الخزانة يوم الجمعة الماضي مسجلة أكبر انهيار سياسيّ في تاريخ البلاد الحديث.
حكم ليز تراس وراء الأزمة المالية في بريطانيا
ورد في رسالة تقييم مدققي الضرائب المستقلين أنّ الفجوة المالية المقدرة بـ60 مليار باوند ما هي إلا نتيجة مباشرة للميزانية المصغرة لتراس ووزير الخزانة المُقال كواسي كوارتنج. كما أنّ حجم تخفيضات الإنفاق التي ستكون مطلوبة للحيلولة دون إفلاس البلاد جراء فوائد الديون أمر غير معقول ومستحيل من الناحية السياسية حتى لحكومة قوية. (Xanax)
وكانت الفائدة الإضافية المقدرة بـ18 مليار باوند التي ستدفعها بريطانيا على الاقتراض الحكوميّ وحدها أكثر من ميزانية وزارة الداخلية بأكملها، دون ذكر ميزانية NHS وتجميد فواتير الطاقة ووعود بزيادة الإنفاق على وزارة الدفاع.
هذا وزعمت تراس في جلسة الاستجواب الوزاري المنتظم في البرلمان (PMQs) يوم الأربعاء أنّه لن يكون هناك خفض في الإنفاق العام مؤكدة للنواب أنّ زيادة ضريبة الشركات ستكون خطوة خاطئة في الوقت الذي تحاول فيه جذب الاستثمار إلى البلاد.
دفعت هذه الأوضاع رئيسة الوزراء ووزير الخزانة إلى السفر إلى واشطن مساء الأربعاء للقاء هيئة الرقابة المالية العالمية لصندوق النقد الدولي حيث أصبحت بريطانيا أحسن مثال على عدم التعامل الذكي مع أزمة التضخم خلال حكم ليز تراس الذي جعلها تظهر في موقف حرج ينافي مكانتها دوليا، الأمر الذي أثار سخط الحزب الحاكم والمستشارين السياسيين الذين لا يرون سبيلًا لتمرير ميزانية تراس من خلال البرلمان كمشروع قانون مالي.
من جهة أخرى أعرب السير غراهام برادي، رئيس لجنة 1922 التي تمارس دورًا محوريًّا في الساحة السياسية في بريطانيا، عن قلقه في عدد من المكالمات مع تراس يومي الأربعاء والخميس، وقال إنّه نبّهها في مؤتمر حزب المحافظين بضرورة إلغاء معدل 45 بنسًا لكل جنيه كضريبة يدفعها أصحاب المداخيل المرتفعة إذا أرادت البقاء في المنصب، الأمر الذي جعلها تضحي بوزير الخزانة كواسي كوارتنج لتعين مكانه وزير الخارجية السابق جيريمي هانت.
هذا وتراجعت تراس عن إلغاء ضريبة الشركات مع ارتفاع سعر الباوند وتخفيض تكلفة الاقتراض الحكوميّ على المدى الطويل.
ما ينقذ تراس الآن هو غياب الوحدة بين نواب حزب المحافظين حول طبيعة المستقبل، حيث تلوح الانتخابات العامة في الأفق بشدة بين نواب الحزب الذين أشاروا إلى فشل الحكومة الذريع.
ورغم ذلك يفكر مؤيدون سابقون لريشي سوناك في تعيين زعيم جديد دون تصويت عضوية حزب المحافظين حتى إنّهم يشككون في أنّ الحزب الحاكم يمكنه أن يتفق على مرشح واحد خاصة وأنّ المعارك بين الحكومة ووزارة الخزانة بقيادة هانت، الذي سيلتزم بخفض المساعدات الخارجية، لمّا تنته بعدُ.
المصدر: The Sun
اقرأ أيضًا:
أبرز عناوين الصحف البريطانية ليوم الأحد 16 أكتوبر 2022
الايكونوميست: ليز تراس تغامر بمستقبل بريطانيا الاقتصادي
تهديد خليجي لتراس: نقل السفارة إلى القدس بكفة و اتفاقيات التجارة الحرة بالكفة الأخرى!
الرابط المختصر هنا ⬇