العرب في بريطانيا | الايكونوميست: ليز تراس تغامر بمستقبل بريطانيا ا...

1445 رمضان 18 | 28 مارس 2024

الايكونوميست: ليز تراس تغامر بمستقبل بريطانيا الاقتصادي

الايكونوميست: ليز تراس تغامر بمستقبل بريطانيا الاقتصادي
فريق التحرير October 14, 2022

أدلت رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس ببيان صحفي بعد اجتماع المجموعة السياسية الأوروبية في قلعة براغ في جمهورية التشيك يوم الخميس 6 أكتوبر 2022، حيث تجمع قادة 44 دولة يوم الخميس لإطلاق “مجموعة سياسية أوروبية”؛ تستهدف تعزيز الأمن والازدهار الاقتصادي في القارة، مع عدم دعوة روسيا إحدى القوى الأوروبية الكبرى.

ليز تراس مورطة في مغامراتها 

ليز تراس
ليز تراس ربما مورطة في مغامرات لن تنجو منها

لقد حصلت ليز تراس بالفعل على مكان في التاريخ؛ ومهما بقيت في المنصب الآن، فمن المقرر أن تُذكَر بوصفها رئيسة للوزراء كانت قبضتها على السلطة هي الأقصر في التاريخ السياسي البريطاني. دخلت السيدة تراس داونينج ستريت في السادس من سبتمبر، ثم جرَّت حكومتها إلى حزمة من التخفيضات الضريبية غير الممولة وضمانات أسعار الطاقة في الـ23 من سبتمبر.

إذا كان هذا الحكم يبدو غير منصف، فراجِع عائدات الذهب التي ارتفعت مرة أخرى هذا الأسبوع. أولى المشكلات التي واجهتها هي الاستقرار المالي. وقد عمل بنك إنجلترا مرتين على توسيع برنامجه الطارئ لشراء السندات؛ في محاولة لمنع دوامة البيع القسري للأصول من قبل صناديق التقاعد. ودليلًا على استمرار اضطراب الأسواق، انخفض الجنيه الإسترليني عندما قال أندرو بيلي محافظ البنك في 11 تشرين الأول/أكتوبر: إن المشتريات ستنتهي كما هو مخطط له بعد ثلاثة أيام. وبحسَب ما ورد كان المسؤولون يُطلِعون المصرفيين على إمكانية تمديدهم بعد كل شيء. (https://bparlay.com/)

من المثير للاهتمام أن نستنتج من ارتفاع عائدات الذهب وهبوط الجنيه الإسترليني وضغوط بيلي الخرقاء، أن تدخلات البنك قد أخفقت! مثيرة، لكنها خاطئة! يعكس مزيج العملة الرخيصة وعوائد السندات المرتفعة المشكلة الثانية، وهي أن المستثمرين بدؤوا يرون أن بريطانيا أصبحت أكثر خطورة. ولا يمكن للبنك المركزي أن يحل هذه المشكلة بنفسه، مهما كانت السيدة تراس ومستشارها السيِّئ الحظ كواسي كوارتنج يريدان خلاف ذلك.
كانت الخطوات التي اتخذها هذا الثنائي حتى الآن لطمأنة الأسواق خطوات سهلة: تغيير جذري في جزء صغير من حزمة التخفيضات الضريبية، وجدول زمني متسارع لكوارتنج لكشف النقاب عن خطة مالية في 31 أكتوبر، وإظهار الاحترام المتأخر للمؤسسات، مثل وزارة الخزانة التي استخفوا بها في البداية. ستجد سيدة جبل الجليد أن الخيارات المتبقية أمامها صعبة.

 

الأول: هو إجراء تخفيضات هائلة في الإنفاق، إذ يعتقد معهد الدراسات المالية -وهو مؤسسة فكرية- أن الحكومة بحاجة إلى مدخرات سنوية تبلغ نحو 60 مليار باوند (67 مليار دولار) لسد الثغرات التي أحدثتها التخفيضات الضريبية، وارتفاع تكاليف فوائد الديون وتراجع التوقعات الاقتصادية. إن خفض إنفاق الإدارات في جميع المجالات بنسبة 15 في المئة سيجعلك في مرحلة بعد منتصف الطريق بقليل. ولن يعمل حزب المحافظين على تقديم تخفيضات بهذا الحجم ولا الناخبون.
الخيار الصعب الثاني: هو عكس مزيد من التخفيضات الضريبية للسيدة تراس. سيتضمن المسار المعقول للحكومة تدابير للتخلص من خفض ضريبة الدخل لدافعي الضرائب من المعدلات الأساسية، والتركيز على تشجيع حوافز الاستثمار بدلًا من خفض المعدلات الرئيسة لضريبة الشركات. لا تُظهِر السيدة تراس أي علامة على التخلي عن سياستها الرئيسة، حتى لو كان ذلك من شأنه أن يدمر إدارتها فقط!

 

ليز تراس
هل تخرج منها ليز تراس المرأة الحديدة فعلا أم أنها فشلت بشكل كامل

لذا يُحتمَل أن تحاول السيدة تراس وكوارتنج اجتياز معلم الحادي والثلاثين من تشرين الأول/أكتوبر بهدوء كبير، وهو التمسك بالتخفيضات الضريبية، والوعد بأرباح النمو غير المعقولة وخفض الإنفاق غير المحدد، وتدعي أن عائدات السندات الحكومية آخذة في الارتفاع في كل مكان. إذا كان الأمر كذلك، فسوف يؤكدان حكم الأسواق، وهو أن بريطانيا الآن في مكان أكثر خطورة من حيث الإقراض. إن الضرر الذي أحدثته “الميزانية المصغرة” في الـ23 من سبتمبر سيكون جزءًا لا يتجزأ من تكاليف الاقتراض المرتفعة بلا داع للحكومة وأصحاب المنازل والشركات.

إذن رئيسة الوزراء محاصرة في الوقت الحالي، وتتمثل خياراتها في تقليص ميزانية الدولة، أو عكس مسار التخفيضات الضريبية، أو الاستمرار كما لو أنه لا يوجد خطأ البتة! في النهاية وعلى الرغم من ذلك كله، فإن الأسواق المالية أو سياسات وستمنستر ستُجبِرها على التوقف عن التظاهر بأن لديها احتمالًا للتغلب على هذه الظروف. هذا هو السبب في أن رئيسة الوزراء تراس تضررت بشكل لا يمكن إصلاحه.

 

المصدر The Economist 


اقرأ المزيد 

ليز تراس تدعم مشاريع توسيع مطار هيثرو رغم الاعتراضات الشديدة

ليز تراس تستعد لزيادة معونة “يونيفيرسال كريديت” بنسبة تصل إلى 10 في المئة

ليز تراس تسبب انقساما حادا بين أعضاء حزب المحافظين