جمع المغرب والعشاء في بريطانيا صيفا: عادت علامة دخول الوقت وبقيت المشقة

مع انقضاء أسابيع من غياب الشفق الأحمر في سماء بريطانيا، بدأت علامة دخول وقت صلاة العشاء تعود تدريجيًا إلى الظهور في عدة مدن، وذلك وفقًا لمعيار رابطة العالم الإسلامي (MWL) الذي يعتمد غياب الشفق الأحمر عند بلوغ الشمس زاوية 17° تحت الأفق.
وخلال أشهر الصيف، تعاني مناطق واسعة من البلاد – خصوصًا في الشمال – من ظاهرة طول الشفق، أو حتى اختفائه، حيث لا تغرب الشمس بما يكفي لإدراك العلامة الفلكية التي تُحدد بداية وقت العشاء. وفي ظل هذه الحالة، تعتمد المساجد والمراكز الإسلامية في بريطانيا رخصة جمع صلاتي المغرب والعشاء، استنادًا إلى فتاوى شرعية معتبرة، أو تلجأ إلى حلول تقديرية مثل اعتماد ثلث الليل أو منتصف الليل، أو تحديد وقت العشاء بثبات زمني (كـ90 دقيقة بعد المغرب).
ومع بداية شهر أغسطس 2025، بدأت علامة العشاء بالعودة تدريجيًا في معظم المدن، ما يعني من الناحية الفلكية عودة إمكانية التفريق بين المغرب والعشاء. إلا أن هذه العودة لا تعني انتهاء رخصة الجمع بالضرورة، إذ إن المشقة ما زالت قائمة في العديد من المدن، حيث يدخل وقت العشاء فعليًا بعد الساعة العاشرة مساءً، بل يتجاوز منتصف الليل في بعض المناطق، وهو ما يُبقي الجمع جائزًا حتى حين عودة العلامة.
متى تعود علامات صلاة العشاء في مدينتك؟
وفقًا للحسابات الفلكية، إليك قائمة بأهم المدن البريطانية وفترة انعدام دخول وقت العشاء فيها هذا العام:
المدينة | عودة علامات العشاء | انتهاء المشقة (قبل الـ10 مساء) | انتهاء المشقة (قبل الـ10:45 مساء) |
غلاسكو | 6 أغسطس | 22 أغسطس | 6 أغسطس |
إدنبرة | 5 أغسطس | 20 أغسطس | 5 أغسطس |
نيوكاسل | 2 أغسطس | 25 أغسطس | 7 أغسطس |
بلفاست | 1 أغسطس | 29 أغسطس | 11 أغسطس |
ليدز | 26 يوليو | 17 أغسطس | 13 يوليو |
برادفورد | 26 يوليو | 27 أغسطس | 14 أغسطس |
مانشستر | 27 يوليو | 28 أغسطس | 27 يوليو |
شيفيلد | 27 يوليو | 6 أغسطس | 27 يوليو |
ليفربول | 27 يوليو | 18 أغسطس | 27 يوليو |
برمنغهام | 25 يوليو | 4 أغسطس | 25 يوليو |
نوتنغهام | 25 يوليو | 3 سبتمبر | 31 يوليو |
ليستر | 24 يوليو | 9 أغسطس | 24 يوليو |
كارديف | 23 يوليو | 15 أغسطس | 23 يوليو |
لندن | 22 يوليو | 30 يوليو | 22 يوليو |
أوكسفورد | 22 يوليو | 17 أغسطس | 14 أغسطس |
برايتون | 21 يوليو | 29 يوليو | 21 يوليو |
بورنموث | 19 يوليو | 16 أغسطس | 19 يوليو |
ملحوظة: تم اعتماد الساعة 22:00 (العاشرة مساءً) كعلامة أولية لانتهاء المشقة، استنادًا إلى توصية المركز الدولي للفلك، الذي يرى أن دخول وقت العشاء بعد هذا التوقيت يُعد مشقة معتبرة، لا سيما في مناطق العروض العليا. إلا أن عددًا من المعنيين بالشأن الشرعي في بريطانيا يرون أن توقيت العاشرة لا يُمثل مشقة حقيقية في بعض المدن ذات الطابع الليلي المعتدل كلندن وشيفيلد، ويقترحون اعتماد توقيت متأخر نسبيًا – حتى 22:45 – كخيار أكثر توازنًا.
بناءً على ذلك، يعرض الجدول عمودين: الأول يبيّن أول ليلة ينخفض فيها وقت العشاء إلى 21:59 أو أقل، وفقًا لمعيار المركز الدولي للفلك، والثاني يوضح أول ليلة يصل فيها إلى 22:44 أو أقل، مراعاةً لاجتهادات بعض أهل الفتوى والواقع المحلي في بريطانيا.
وفي حال تطابق تاريخ انخفاض وقت العشاء إلى 22:44 أو أقل مع تاريخ عودة العلامات الفلكية (أي غياب الشفق الأحمر)، فإن ذلك يشير إلى أن وقت العشاء كان يدخل قبل الساعة 22:45 حتى قبل عودة العلامات الفلكية، ما يعني أن المشقة كانت قد زالت فعليًا من حيث التوقيت، وإن لم تكن العلامة قد عادت بعد.
ويُنصح دومًا بالرجوع إلى المساجد المحلية المعتمدة في كل مدينة لاختيار التقدير الأنسب بناءً على الواقع والفتوى.
لماذا يحدث هذا الانقطاع في توقيت العشاء؟
تتسبب الزوايا الصغيرة للشمس فوق دوائر العرض العليا في صيف بريطانيا في استمرار الشفق طوال الليل، حيث لا تغيب الشمس أبدًا إلى عمق 17 درجة تحت الأفق، وهو العمق المعتمد لدخول وقت العشاء وفقًا لبعض المذاهب. ويؤدي ذلك إلى انقطاع وقت العشاء في الجداول الحسابية لمدة تمتد من مايو إلى يوليو أو حتى أغسطس، حسب الموقع الجغرافي للمدينة.
وفي هذا السياق، قال الدكتور خالد حنفي عضو المجلس الأوروبي للإفتاء: “حظيت مسألة وقت العشاء عند انعدام علامتها الشرعية أو اضطرابها أو تأخر وقتها في صيف أوروبا باهتمام الفقهاء المعاصرين ومعهم علماء الفلك، وتواصلت الدراسات والبحوث منذ عام 1978 م تقريبًا، ويجد المسلمون فى أوروبا حرجًا كبيرًا في أداء الصلاة والعبادة في فصل الصيف؛ ذلك لأنهم يعيشون في بلد ومجتمع غير إسلامي لا تُنظَّم الحياة والأعمال فيه وفق أوقات العبادة وظروفها، ومسلمو أوروبا يقعون في المشقة والحرج بوضوح، وبخاصة فى تربية أبنائهم على العبادة والصلاة؛ فالأبناء اعتادوا النوم في الساعة الثامنة وصلاة المغرب يبدأ وقتها في التاسعة والنصف! يضاف إلى ذلك أن الوجود الإسلامي فى الغرب يشكل بوابة للتعريف بالإسلام، ولزامًا علينا لهذا أن ننحاز إلى الاجتهاد الفقهي الذي ييسر على الناس حياتهم بالدين في الغرب، وحفظ هُويتهم وهُوية أبنائهم، والذي يقدم الإسلام بصورة مناسبة، ما دام هذا الاختيار الفقهي قد صح دليله، وكان اجتهادًا فقهيًّا معتبرًا، حتى لو لم يكن راجحًا”.
وأكد الدكتور حنفي أن مسألة غياب وقت العشاء قد نوقشت فقهيًّا وفلكيًّا منذ سبعينيات القرن الماضي، وأن المسلمين في أوروبا يعانون حرجًا بالغًا في أداء الصلاة خلال هذه الفترة، خصوصًا في تربية الأبناء والمحافظة على شعيرة الجماعة.
وأوضح أن المجلس يرجح القول بالجمع رفعًا للحرج، واستنادًا إلى:
- أحاديث صحيحة، منها ما رواه ابن عباس أن النبي ﷺ جمع بالمدينة لرفع الحرج.
- أن الرخصة تبقى ما دام سببها قائمًا.
- أن الجمع يتفق مع مقاصد الشريعة في حفظ النفس والهوية والراحة والنظام.
- أن التجربة العملية في المساجد تُظهر أن الجمع يمكّن أعدادًا كبيرة من أداء الصلاة جماعة، في حين تخلو المساجد عند اعتماد التقدير بعد منتصف الليل.
وبناء عليه، فإن المجلس الأوروبي يُرشد مسلمي بريطانيا إلى الأخذ برخصة الجمع في الفترة الممتدة من منتصف مايو حتى أوائل أغسطس، ولا سيما في المدن التي لا يظهر فيها وقت العشاء فلكيًّا أو يتأخر إلى ما بعد منتصف الليل.
ماذا يعتمد المسلمون خلال هذه الفترة؟
تختلف الهيئات الإسلامية في معايير تحديد مواقيت الصلاة، وأبرزها:
- رابطة العالم الإسلامي (MWL) – زاوية 17°.
- الهيئة المصرية العامة للمساحة – زاوية 17.5°.
- مجمع الفقه الإسلامي في أمريكا الشمالية (ISNA) – زاوية 15°.
- أم القرى (مكة) – مدة ثابتة بعد المغرب (90 أو 120 دقيقة).
لكن حتى بين هذه المعايير، تظل ظاهرة غياب العشاء قائمة في بعض المدن الشمالية. لذا تعتمد المساجد في تلك الفترات على الاجتهاد، أو الجمع، أو تقويمات بديلة.
مع عودة غياب الشفق الأحمر في الأفق، يُنصح المسلمون في بريطانيا بمتابعة تقاويم الصلاة المحلية أو التواصل مع المساجد الكبرى في مناطقهم لمعرفة التوقيت المعتمد لصلاة العشاء، خاصة في المدن التي عادت فيها العلامة الفلكية للظهور.
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇