وفاة طفل عمره 12 عاما في مقاطعة مانشستر بسبب تحدٍ على “تيك توك”
في حادثة مأساوية أعادت الجدل حول خطورة تحدّيات منصّات التواصل على حياة المراهقين، تُوفّي طفل يبلغ من العمر 12 عامًا في مقاطعة مانشستر بعد مشاركته في تحدٍ خطير انتشر عبر تطبيق “تيك توك” يُعرف باسم Chroming. وقد عاد الخبر إلى الواجهة خلال الأيام الماضية عقب صدور نتائج التحقيق الرسمي، الذي أكد أن الطفل فارق الحياة نتيجة استنشاق غاز من عبوات “ديودورانت”، موجهًا انتقادات حادة للتطبيق ومطالبًا الحكومة البريطانية باتخاذ إجراءات عاجلة لحماية الأطفال.
وقع الحادث في منزل العائلة بمدينة Hyde التابعة لمقاطعة Tameside في منطقة مانشستر الكبرى شمال إنجلترا، وذلك في مساء الخامس من مايو الماضي. وبحسب ما ورد في جلسة التحقيق، فقد دخل الطفل إلى غرفته عقب عودته من عطلة قصيرة، قبل أن تعثر عليه والدته فاقدًا للوعي بعد نحو عشرين دقيقة فقط. وتم استدعاء خدمات الطوارئ على الفور، غير أن محاولات إنعاشه في المنزل ثم في المستشفى لم تُكلَّل بالنجاح.
وأشار والدا الطفل في شهادتهما أمام الطبيب الشرعي إلى أن ابنهما لم يكن يعاني أي مشكلات نفسية أو سلوكية، مؤكدين أنه كان طفلًا هادئًا ومحبوبًا، ولم يكن لديهما أي علم بخطورة مثل هذه التحديات المنتشرة على المنصات الرقمية. وقالت والدته إنها كانت تجهل تمامًا أن استنشاق الغازات من عبوات الرذاذ المنزلية يمكن أن يعرّض الحياة للخطر خلال دقائق معدودة.
أثبت تقرير الطبيب الشرعي أن الطفل توفي نتيجة استنشاق غاز البوتان الموجود في بعض عبوات مزيل العرق ومواد الرذاذ الشائعة، ما أدى إلى فشل حاد في التنفس وتوقف مفاجئ في القلب. وصنّف الطبيب الشرعي الوفاة ضمن بند “حادث عرضي” وليس حالة انتحار أو جريمة، مؤكدًا أن الطفل لم يكن يدرك طبيعة المخاطر القاتلة المرتبطة بهذا التحدي المنتشر عبر الإنترنت.
وعلى الرغم من وقوع الحادث قبل عدة أشهر، فإن القضية عادت بقوة إلى واجهة الإعلام بعد صدور نتائج التحقيق الرسمية خلال الأيام الماضية، حيث أتاحت الجلسة القضائية نشر تفاصيل موثوقة لأول مرة، بما في ذلك السبب العلمي للوفاة، وشهادات العائلة، وتوصيات الطبيب الشرعي. وقد فتح ذلك الباب أمام نقاش عام واسع حول مسؤولية المنصات الرقمية والجهات الرقابية في منع انتشار هذا النوع من المحتوى بين القاصرين.
انتقادات الطبيب الشرعي لمنصة تيك توك

ووجّه الطبيب الشرعي خلال الجلسة انتقادات مباشرة لتطبيق “تيك توك”، معتبرًا أن المنصة تسهّل وصول الأطفال والمراهقين إلى محتوى خطير يمكن أن يؤدي إلى عواقب مميتة. ودعا إلى اتخاذ خطوات أكثر صرامة للرقابة على التحديات المنتشرة عبر التطبيق، وإلى وضع آليات تضمن حجب المحتوى الذي يشجع على ممارسات مؤذية أو سلوكيات قد تهدد الحياة.
وكشف الطبيب الشرعي أنه سيرفع تقريرًا رسميًا تحت بند “منع الوفيات المستقبلية” إلى الجهات المختصة في بريطانيا، يتضمن توصيات بتنظيم وصول القُصّر إلى منتجات الأيروسول، وتعزيز التحذيرات الصحية على عبواتها، إلى جانب مطالبة الحكومة وشركات التكنولوجيا بوضع ضوابط أكثر فاعلية للحد من المخاطر المرتبطة بالتحديات الرقمية.
ومن المتوقع أن تتم دراسة هذه التوصيات خلال الفترة المقبلة لمعرفة ما إذا كانت ستُترجم إلى تغييرات تشريعية أو تنظيمية جديدة.
يمثل تحدي Chroming واحدًا من أخطر الممارسات التي ظهرت بين المراهقين عبر الإنترنت، حيث يعتمد على استنشاق الغازات الدافعة داخل عبوات الأيروسول للحصول على شعور سريع بالدوار أو النشوة، وهو سلوك قد يؤدي خلال ثوانٍ أو دقائق إلى الاختناق، أو توقف القلب المفاجئ، أو تلف دائم في الدماغ.
وتأتي هذه القضية في ظل تحذيرات متكررة في بريطانيا خلال السنوات الأخيرة من مخاطر تحديات مشابهة ظهرت عبر منصات التواصل، وسط مطالب بزيادة الوعي داخل المدارس والأسر، وتطوير أدوات رقابية أكثر صرامة لحماية الفئات العمرية الصغيرة.
توصية من “العرب في بريطانيا”
تنصح “العرب في بريطانيا” الأسر بمتابعة ما يشاهده الأبناء على المنصّات الرقمية والتحدث معهم بوضوح حول مخاطر بعض التحديات المنتشرة، مهما بدت بسيطة أو شائعة. كما تشدد المنصة على أهمية أن تتحمّل شركات التكنولوجيا مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية في حماية القاصرين، وأن تتعامل الحكومات مع هذه الظواهر بجدية أكبر قبل وقوع مآسٍ مشابهة.
المصدر: مانشستر إيفنينغ نيوز
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
