توقعات بتدهور الأوضاع المالية لملايين البريطانيين في عام 2025

تواجه الحكومة البريطانية ضغوطًا متزايدة لمعالجة الأوضاع الاقتصادية السيئة، وسط تحذيرات من ارتفاع الأسعار وتزايد البطالة، في وقت يعاني فيه ملايين البريطانيين من تدهور الأوضاع المالية خلال العام الجاري.
ووفقًا لاستطلاع حديث أجرته مؤسسة “ستيب تشينج” الخيرية، فإن نحو 41 في المئة من البالغين في بريطانيا، أي ما يعادل 21.3 مليون شخص، سيشهدون تدهورًا في أوضاعهم المالية خلال الأشهر المقبلة، نظرًا لارتفاع تكاليف المعيشة وأسعار الطاقة، إلى جانب عبء الديون المتزايد.
تدهور الأوضاع المالية يفاقم معاناة العائلات في بريطانيا
وفي هذا الصدد قالت فيكي براونريدج، الرئيسة التنفيذية لمؤسسة “ستيب تشينج”: “يتضح أن الملايين في المملكة المتحدة يعانون من عدم استقرار الأوضاع المالية وارتفاع تكاليف المعيشة، بما في ذلك فواتير الطاقة، وهو ما يضع ضغوطًا كبيرة على الأفراد والعائلات، مع تأثيرات أكبر على النساء وأولياء الأمور.”
وأضافت براونريدج: “إن ما يثير القلق هو أن التحديات المالية التي يواجهها الكثيرون ليست مؤقتة، بل تعكس ضغوطًا طويلة الأمد.
وقالت أيضًا: “إن استمرار هذه الظروف دون الحصول على الدعم الكافي، سيفرض على الناس صعوبات كبيرة في إدارة شؤونهم المالية.”
من جهة أخرى، أشار اتحاد الصناعات البريطانية (CBI) إلى أن النشاط الاقتصادي في البلاد لا يزال يعاني من ركود منذ منتصف عام 2022.
استمرار الضغوط المالية على بنك إنجلترا
وتوقع الاتحاد انخفاضًا كبيرًا في نشاط الشركات خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، مع استمرار الضغوط الناجمة عن زيادة الضرائب وارتفاع الحد الأدنى للأجور.
وقال ألبش باليجا، نائب كبير الاقتصاديين المؤقت في الاتحاد: “لم يجلب العام الجديد أي بوادر انتعاش للشركات، حيث لا يزال من المتوقع حصول بانخفاض كبير في النشاط الاقتصادي.”
هذا وتواجه كل من الحكومة والبنك المركزي البريطاني ضغوطًا متزايدة لاتخاذ تدابير عاجلة لدعم الاقتصاد.
بينما يحذر خبراء الاقتصاد من أن بنك إنجلترا قد لا يمتلك القدرة الكافية على خفض أسعار الفائدة بالشكل المطلوب بسبب عودة الضغوط التضخمية.
وتتوقع الأسواق المالية أن يخفض البنك أسعار الفائدة بمقدار 0.25 نقطة مئوية لتصل إلى 4.5 في المئة في اجتماعه المقبل، مع إمكانية إقرار تخفيض واحد إضافي فقط بنهاية العام.
انخفاض أرباح الشركات البريطانية
على صعيد الشركات، كشفت شركة “EY-Parthenon” الاستشارية أن واحدة من بين كل خمس شركات مدرجة في المملكة المتحدة أصدرت تحذيرات بشأن انخفاض أرباحها في عام 2024، وهو ثالث أعلى مستوى منذ 25 عامًا.
وقالت جو روبنسون، الشريكة في الشركة: “لا يزال الطريق مليئًا بالتحديات، بما في ذلك التحديات المتعلقة بالتجارة، والجيوسياسة، كما أن أسعار الفائدة التكاليف المرتفعة وإلغاء الطلبيات يمثلان أبرز التحديات التي تواجه الشركات.”
آفاق اقتصادية قاتمة
وتشير الأرقام إلى أن بريطانيا تواجه فترة من التباطؤ الاقتصادي المطول، مع ارتفاع التضخم مجددًا فوق هدف بنك إنجلترا البالغ 2 في المئة.
ومع تزايد المخاوف بين الشركات والأسر، يتفاقم الضغط على الحكومة لاتخاذ خطوات حاسمة لدعم الاقتصاد وتحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين.
المصدر: الغارديان
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇