ترحيل طالب لجوء من بريطانيا بعد اتهامه بالغش في امتحان اللغة الإنجليزية
أصدرت محكمة الهجرة البريطانية حكمًا بترحيل مهاجر بنغلاديشي يُدعى محمد عبد الرحمن، يبلغ من العمر 37 عامًا، بعد 13 عامًا من الاتهامات باستخدام شخص آخر لأداء اختبار اللغة الإنجليزية نيابةً عنه. وكان الغش المزعوم في اختبار اللغة الإنجليزية الذي خضع له عام 2012 سببًا في رفض طلبه للحصول على الإقامة الدائمة.
الكشف عن الغش عبر برنامج استقصائي
تعود بداية القضية إلى عام 2014 عندما بثت بي بي سي (BBC) حلقة من برنامج “بانوراما” كشفت فيها عن انتشار واسع لحالات الغش في مراكز اختبار اللغة الإنجليزية التابعة لمؤسسة الخدمات التعليمية للاختبارات (ETS). وقد أدت التحقيقات التي تلت الحلقة إلى اعتبار آلاف النتائج، من بينها نتيجة السيد عبد الرحمن، غير صالحة.
وزارة الداخلية ترفض الطلب بسبب “خداع”
عقب ذلك، رفضت وزارة الداخلية طلب الإقامة الدائمة الذي قدمه عبد الرحمن في أكتوبر 2017، مستندة إلى استخدامه “الخداع” في اختبار اللغة المطلوب لطلب تمديد الإقامة الذي كان قد قدمه عام 2012. واتهمته الوزارة باستخدام “شخص بديل” لأداء الاختبار، وهو ما نفاه عبد الرحمن، مشيرًا إلى أنه حضر الاختبار بنفسه.
معركة قانونية استمرت سبع سنوات
بدأت المعركة القانونية في محكمة الدرجة الأولى للهجرة في ديسمبر 2018، حيث عرض عبد الرحمن شهادته عن أدائه للاختبار، لكنه لم يقدم أدلة داعمة قوية. في المقابل، قدمت وزارة الداخلية أدلة تعتمد على تقنية “تحليل الصوت البيومتري”، أظهرت وجود تطابقات صوتية تدل على استخدام شخص آخر لأداء الامتحان.
ورغم محاولاته الاستئناف أمام المحكمة العليا مرتين، رُفضت طلباته. ثم لجأ إلى محكمة الاستئناف عبر طلب مراجعة قضائية. وفي تطور لاحق، أُعيد فتح الملف بسبب خطأ قانوني ارتكبته محكمة الدرجة الأولى في تفسير عبء الإثبات.
حكم نهائي: “من المحتمل جدًا أنه استخدم شخصًا آخر”
في جلسة استماع عُقدت في أبريل 2025، ترأسها القاضي “بولبيت”، خلصت المحكمة إلى أن هناك احتمالاً كبيرًا بأن عبد الرحمن لم يخضع للاختبار بنفسه. وأشار القاضي إلى أن شهادته كانت “غامضة عمدًا وتفتقر للشفافية”، خاصة مع غياب أي دليل من الأشخاص الذين قال إنهم أوصوه بالمركز.
ولفت الحكم إلى أن مركز الاختبار الذي استخدمه عبد الرحمن – “كلية لندن للإعلام والتكنولوجيا” – سُجّل فيه 131 اختبارًا غير صالح من أصل 159 في يوم أداء الامتحان، مما يعزز فرضية وجود عملية غش ممنهجة.
سياق أوسع: أزمة تأخر البت في قضايا الهجرة
تعكس قضية عبد الرحمن أزمة أوسع في نظام الهجرة البريطاني، حيث ارتفع عدد قضايا الاستئناف المعلقة إلى مستوى قياسي بلغ 41,987 قضية. وقد تعهدت الحكومة البريطانية بخفض مدة عرض هذه القضايا أمام المحاكم إلى 24 يومًا فقط، في محاولة لتسريع الإجراءات وتقليل التراكمات.
وبعد سنوات من التقاضي، حكمت المحكمة بأن وزارة الداخلية كانت محقة في رفض طلب الإقامة بسبب “استخدام شخص بديل” في اختبار اللغة. ويُتوقع ترحيل عبد الرحمن من المملكة المتحدة بعد استنفاد كافة طرق الطعن القانونية.
المصدر: التلغراف
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
8°C
