ماذا بعد ترحيب بريطانيا بمئات اللاجئين من دول عربية وإسلامية؟
تمنّ علينا حكومة ريشي سوناك بإعلان ترحيب عدد من المجالس المحلية في بريطانيا باستضافة بضع مئات من اللاجئين من عدد من الدول العربية والإسلامية، التي تشهد نزاعات أو أوضاعًا غير مستقرة، وبالمقابل تُفاخِر غيرها من الدول باحتضان مئات الآلاف من لاجئي أوكرانيا، على الرغم من ترسيخها يومًا بعد يوم سياسات طرد المهاجرين الآخرين ومنع استقبالهم وتقييد حرية الموجودين منهم في بريطانيا، ما أدى مؤخرًا إلى وفاة ستة مهاجرين غرقًا في القنال الإنجليزي، بعد توقيع اتفاقية بنصف مليار باوند مع فرنسا لمنع المهاجرين وتضييق الخناق عليهم.
حديث رسمي بريطاني عن استضافة لاجئين دون بيان لطريقة السماح بدخولهم للمملكة المتحدة، والمسؤولون يُجدِّدون صباحَ مساءَ رفضهم لدخول المهاجرين غير الشرعيين، ولا يسمحون في الوقت نفسه بأي وسيلة أو منفذ لاستقبال مهاجرين شرعيين من غير أوكرانيا!
ماذا بعد ترحيب بريطانيا بمئات اللاجئين من دول عربية وإسلامية؟
ينتابك الذهول والعجب عندما ترى لوحات التضامن مع لاجئي أوكرانيا تملأ المطارات المختلفة في بريطانيا، وتدعوهم لتقديم شهاداتهم على ما كابدوه من مشقات وما واجهوه من أخطار، في حين لا يجد الضحية السوري أو السوداني أي تشجيع على تقديم شهادته أو ذكر روايته!
ولا يَفهمنّ أحد من كلامي عدم التعاطف مع الضحايا الأوكرانيين، فاستضافتهم ومد يد العون لهم لا شك أمر محمود، ولكن نطلب الترحيب بغيرهم من اللاجئين من ذوي البشرة الملونة والداكنة والقادمين من دول عربية وإسلامية ولو مرةً واحدة، بشكل يليق بحكومة البلاد ويُبرِز عدلها، وليس بقرارات تأتي من باب ذر الرماد في العيون!
وما قلناه لا يمنعنا البتة من النظر بعين الإنصاف والتقدير لوجود مساحة كانت وما زالت لاستقبال لاجئين من بلادنا بعد أن ضاقت بهم بلدانهم العربية والإسلامية للأسف الشديد.
ولكن رفع شعار حقوق الإنسان والدفاع عنه يلزم منه تطبيق العدالة والشفافية والمساواة بين جميع اللاجئين، بلا تفريق ولا تمييز بينهم بناء على ألوانهم أو أديانهم أو عِرقياتهم.
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇