تحذير رسمي لمسجدين في بريطانيا بسبب “آراء مناهضة لإسرائيل”

أصدرت هيئة تنظيم الجمعيات الخيرية في بريطانيا تحذيرين رسميين إلى كل من “جمعية مسجد أوكسفورد المركزي” و”المسجد والمركز الإسلامي في برنت”، وذلك على خلفية نشر محتوى اعتُبر “تحريضيًا ومثيرًا للانقسام” ضد إسرائيل في أعقاب العدوان على غزة.

وقالت لجنة الجمعيات الخيرية في إنجلترا وويلز إنها توصلت إلى أن المؤسستين فشلتا في ضبط المحتوى الذي نُشر عبر منصاتهما الإعلامية، ما أدى إلى “استخدام تلك المنصات للتعبير عن آراء غير مناسبة”، بحسب وصف اللجنة.

منشورات وخطب أثارت الجدل

ووفقًا للتفاصيل التي نشرتها الهيئة، فقد أُطلق التحقيق مع جمعية مسجد أوكسفورد في أعقاب منشورات على منصات التواصل الاجتماعي التابعة للمسجد في أكتوبر ونوفمبر 2023.

وشملت المنشورات رسومًا كاريكاتيرية تنتقد التغطية الإعلامية الغربية للعدوان الإسرائيلي على غزة، إضافةً إلى منشور يقدّم إرشادات قانونية للمحتجّين ويوجّههم إلى مكتب محاماة خاص في حال اعتقالهم خلال المظاهرات.

ورأت الهيئة أن توقيت نشر هذه المواد – بعد ثلاثة أيام فقط من دفاع حماس في 7 أكتوبر 2023 – قد يسهم في “خلق توتر داخل المجتمع”، مشيرة إلى أن بعض الرسوم تحتوي على رسائل “تحريضية ومنقسمة”، على حد تعبيرها.

وفي الوقت ذاته، شمل تحقيق منفصل “المسجد والمركز الإسلامي في برنت”، وذلك بعد تقارير إعلامية تحدثت عن خطب دينية أُلقيت داخل المسجد وتم الترويج لها عبر حسابات الخطباء على مواقع التواصل.

وأشارت اللجنة إلى أن أربعًا من أصل خمس خطب أُلقيت خلال شهري نوفمبر وديسمبر 2023 تضمنت مضامين اعتبرتها الهيئة “محرّضة ومنقسمة”، بينما احتوت اثنتان من تلك الخطب على عبارات “قد تُفسَّر على أنها تروّج لدعم حركة المقاومة حماس”، المصنفة كمنظمة محظورة في المملكة المتحدة. كما تضمّنت إحدى الخطب دعوة ضمنية للمصلين لعدم التفاعل مع المسار الديمقراطي البريطاني، بحسب ما ورد في تقرير الهيئة.

الهيئة: على المساجد الحفاظ على دورها التوحيدي

وصدر التحذير الرسمي بحق “جمعية مسجد أوكسفورد المركزي” بتاريخ 13 يونيو 2025، في حين وُجّه التحذير إلى “المركز الإسلامي في برنت” بتاريخ 7 مايو 2025.

وقال ستيفن روك، المدير المساعد للتحقيقات والامتثال في لجنة الجمعيات الخيرية: “ندرك أن ما يجري في الشرق الأوسط يثير مشاعر قوية داخل المجتمعات، لكننا نتوقع من الجمعيات الخيرية، خصوصًا في أوقات العدوان، أن تعمل على تعزيز الوحدة لا أن تزيد من الانقسام”.

وأضاف: “للأسف، لم يتخذ أمناء المؤسستين الإجراءات الكافية لضمان حماية الجمعيتين من استخدام منصاتهما بشكل يضر بسمعتهما. وقد تعرّضت هاتان المؤسستان لأذى كبير نتيجة نشر محتوى غير ملائم”.

وأشارت الهيئة إلى أن أمناء “مسجد أوكسفورد المركزي” استجابوا للتحذير الرسمي واتخذوا عددًا من الخطوات لمعالجة القضايا التي أثارتها اللجنة، بما في ذلك مراجعة سياسات النشر ومحتوى المنصات.

أما “المركز الإسلامي في برنت”، فقد طُلِب من أمنائه اتخاذ إجراءات فورية لضمان عدم تكرار تلك الانتهاكات، والحفاظ على التزامهم بمبادئ العمل الخيري في المملكة المتحدة.

وأكدت لجنة الجمعيات الخيرية أنها ستواصل متابعة الوضع في المؤسستين، مشددة على ضرورة التزام جميع الجهات الخيرية في البلاد بمعايير الحياد وعدم التحريض، لاسيما في ظل التوترات الدولية الراهنة.

وترى منصة العرب في بريطانيا أن التحذيرات التي طالت هاتين المؤسستين تأتي في سياق مناخ سياسي وإعلامي بريطاني يشهد تضييقًا متزايدًا على حرية التعبير، خاصة فيما يتعلق بانتقاد سياسات إسرائيل أو دعم القضية الفلسطينية.

ورغم أن اللجنة تؤكد على دور الجمعيات الخيرية في تعزيز الوحدة المجتمعية، إلا أن تطبيق هذه المعايير يبدو في كثير من الأحيان انتقائيًا، إذ يتم تجاهل خطابات أو مواقف أخرى تحمل طابعًا سياسيًا أو تحريضيًا إذا كانت متوافقة مع الخطاب الرسمي.

إقرأ أيضًا:

• رغم التوترات الدبلوماسية.. بريطانيا لا تزال تتبادل المعلومات الاستخباراتية مع إسرائيل
• فضح الغطاء الخيري للصهيونية: تحقيق رسمي حول منظمة محامون من أجل إسرائيل
• الأونروا تفنّد مزاعم إسرائيل بشأن إيصال المساعدات لغزة