العرب في بريطانيا | بريطانيا ترفض منح تأشيرة لطالبة فلسطينية من غزة

1447 جمادى الثانية 23 | 14 ديسمبر 2025

بريطانيا ترفض منح تأشيرة لطالبة فلسطينية من غزة

بريطانيا ترفض منح تأشيرة لطالبة فلسطينية من غزة
خلود العيط October 29, 2025

تعيش الطالبة الفلسطينية دانية الأفرنجي (16 عامًا) مأساة إنسانية مؤلمة بعد أن رفضت وزارة الداخلية البريطانية منحها تأشيرة دخول إلى البلاد، رغم حصولها على قبول دراسي في مدرسة بريطانية مرموقة منذ أكثر من عام ونصف، ضمن برنامج منح نصولي (Nsouli Scholars Programme).

وقالت الأفرنجي في حديثها لصحيفة الغارديان البريطانية: إنها تشعر بأنها “عالقة في الجحيم”، إذ لم تتمكن من مغادرة قطاع غزة المحاصر للالتحاق بدراستها في مدرسة ريدام هاوس (Reddam House) في إنجلترا، فيما تواصل منذ عامين التعليم عن بُعد وسط ظروف الحرب المدمّرة، على أمل تحقيق حلمها في دراسة الأمن السيبراني.

ووصفت دانية الأوضاع المعيشية والتعليمية في غزة بعبارات موجعة قائلة: “كان كل شيء يسير على نحو طبيعي، ثم وجدنا أنفسنا فجأة في الجحيم. لا يمكننا التعلم هنا، فـ90 في المئة من المدارس والجامعات دُمّرت، والبقية تحولت إلى ملاجئ للنازحين. الحرب ليست ذنبي، ولا ذنب 600 ألف طالب فلسطيني آخر”.

وأضافت بمرارة: “غزة تشبه الفرن، والنار تحرقنا ليس من الخارج فقط، بل من الداخل أيضًا”.

تمييز في منح التأشيرات

ضغط شعبي ورسمي لتسهيل الشروط المالية لتأشيرة الأزواج في بريطانيا

ومع أن بريطانيا استقبلت طلابًا من مناطق نزاع أخرى مثل أوكرانيا دون قيود، فإنها -بحسب عائلة دانية- ترفض منح التأشيرات لطلاب من غزة تحت سن الـ18، باستثناء المشاركين في منحة تشيفنينغ (Chevening) الخاصة بطلبة الجامعات.

وفي المقابل، حصل طلاب فلسطينيون في عمر دانية على فرص للدراسة في دول أوروبية أخرى مثل إيطاليا وبلجيكا وإيرلندا وفرنسا.

تقيم والدة دانية، حياة الغلاييني، في مدينة مانشستر البريطانية بعد أن تمكنت من مغادرة غزة في الأيام الأولى للحرب. ومنذ ذلك الحين لم ترَ ابنتها، التي كانت تبلغ آنذاك 14 عامًا.

وقالت الغلاييني: إنها تشعر “بالعجز الكامل” أمام ما تصفه بتقاعس السلطات البريطانية عن التحرك، موضحة: “يقولون إنها لا تستطيع القدوم لأنها لا تملك تأشيرة، لكنها لا تستطيع الحصول على التأشيرة دون مغادرة غزة أولًا. نحن ندور في حلقة مفرغة”.

وتابعت قائلة: “كانت بحاجة لتقديم بصمات بيومترية للحصول على التأشيرة، لكن الحرب منعتها من الوصول إلى أي مركز لإتمام الإجراءات. الوضع عبثي تمامًا، والوقت يمر بينما مستقبل ابنتي يتلاشى”.

ووجهت الغلاييني نداءً إنسانيًّا إلى وزارة الداخلية البريطانية، داعيةً مسؤوليها إلى النظر في حالة ابنتها “من منظور إنساني بحت”، مضيفةً: “كثيرٌ من المسؤولين في الداخلية لديهم أبناء، ولو رأوا ما تمر به فتاة خائفة تبلغ 16 عامًا، وتعيش وسط الدمار، فقط لأنها وُلدت في غزة، لربما غيّروا موقفهم”.

وتساءلت بحسرة: “ساعدوا الأطفال الأوكرانيين وأطفال مناطق نزاع أخرى ليست لهم أي صلة بالمملكة المتحدة، فلماذا لا يساعدون ابنتي؟”.

ترى منصة العرب في بريطانيا أن قضية الطالبة دانية الأفرنجي تعكس ازدواجية المعايير البريطانية في التعامل الإنساني مع ضحايا الحروب والنزاعات، إذ يُفتح الباب على مصراعَيه أمام بعض اللاجئين، أما أطفال غزة فيُترَكون بين الركام ينتظرون تأشيرة لا تأتي.

وتؤكد المنصة أن منع طالبة متفوقة من حقها في التعليم الآمن يتعارض مع قيم حقوق الإنسان وحرية التعليم التي تتغنّى بها بريطانيا. كما تدعو السلطات البريطانية إلى إعادة النظر في سياساتها تجاه طلاب غزة، والتعامل مع الحالات الإنسانية بمعايير عادلة تراعي مبدأ المساواة والكرامة الإنسانية للجميع.

المصدر: Arab News


اقرأ أيضًا:

اترك تعليقا

آخر فيديوهات القناة