الموافقة على علاج جديد لسرطان العين النادر في بريطانيا
وافقت هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) في إنجلترا على توفير دواء مبتكر لعلاج نوع نادر من سرطان العين، يعرف باسم “الميلانوما العنبية”، بهدف تحسين فرص البقاء على قيد الحياة لدى المرضى. القرار، الذي يُعد علامة فارقة في مجال علاج السرطان، يوفر الأمل لمئات المرضى الذين يعانون من هذا المرض الصعب.
علاج رائد يُقدم للمرة الأولى
وافق المعهد الوطني للصحة والرعاية الممتازة (NICE) على استخدام دواء “تيبنتافوسب” (Tebentafusp)، المعروف تجاريًّا باسم “كيمتراك” (Kimmtrak)، للمرضى الذين لا يمكن إزالة أورامهم جراحيًّا أو الذين انتشر المرض لديهم إلى أجزاء أخرى من الجسم. ويُعد هذا الدواء الأول من نوعه لعلاج الميلانوما العنبية، التي تنشأ من الخلايا في الطبقة الوسطى من العين والمعروفة بالعنبية. ويُقدر أن هذا المرض يصيب نحو 500 إلى 600 شخص سنويًّا في المملكة المتحدة.
يعمل تيبنتافوسب على تعزيز قدرة الجهاز المناعي على التعرف على الخلايا السرطانية وقتلها. ويرتبط الدواء بالبروتينات الموجودة على سطح الخلايا السرطانية وخلايا (T) (نوع من خلايا الدم البيضاء)، ما يُحفز الجهاز المناعي لمهاجمة السرطان ويثبّط تطور المرض.
ووفقًا للتجارب السريرية، بلغ معدل البقاء على قيد الحياة لثلاث سنوات بعد بدء العلاج بـ”تيبنتافوسب” 27 في المئة، مقارنة بـ18 في المئة باستخدام العلاج القياسي الحالي المعروف باسم مثبطات نقاط التفتيش المناعية. كما بلغ متوسط البقاء على قيد الحياة باستخدام الدواء الجديد 21.6 شهرًا، مقابل 16.9 شهرًا للعلاج التقليدي.
شروط العلاج
ويحتاج المرضى لإجراء اختبار دم لتحديد وجود علامات جينية تجعلهم مؤهلين لتلقي هذا العلاج. وتُبرِز هذه الخطوة تطورًا جديدًا في تقديم العلاجات المستهدفة بناءً على التركيب الجيني للمريض.
أشاد البروفيسور بيتر جونسون، المدير السريري للسرطان في (NHS) إنجلترا، بالقرار، قائلًا: “تمثل الميلانوما العنبية عقبة كبيرة عندما تنتشر في الجسم. لذا فإن توفير هذا العلاج الرائد عبر (NHS) يُعد خبرًا رائعًا، يمنح المرضى فرصة لإطالة أعمارهم وقضاء وقت إضافي مع أحبائهم”.
ومن جانبها، أعربت جوان فوستر، البالغة من العمر 57 عامًا، والتي شُخصت حالتها بالميلانوما العنبية في عام 2013، عن امتنانها لهذا التطور. كانت فوستر قد استفادت من العلاج العام الماضي عبر برنامج الوصول الإنساني بعد أن انتشر السرطان إلى رئتيها وكليتيها. وقالت: “معايشة هذا المرض مرهقة للغاية جسديًّا ونفسيًّا. لكن تيبنتافوسب ساعد في تقليص الورم في كليتي واستقرار حالتي في رئتي، ما يمنحني وقتًا ثمينًا مع عائلتي”.
تأثير أوسع على المجتمع الطبي
(أنسبلاش)
رحبت جو غامبس، المديرة التنفيذية لمؤسسة “أوكيلار ميلانوما يو كيه”، بالقرار، واصفة إياه بأنه إنجاز تاريخي. وأضافت: “للمرة الأولى، يمكن للمرضى المؤهلين الحصول على علاج فعّال يقدم أملًا جديدًا في مكافحة هذا المرض النادر. يُظهر هذا الإنجاز قوة التعاون بين المرضى والمدافعين والخبراء الطبيين”.
وأكدت غامبس أهمية هذه الخطوة، مشيرة إلى أنها تمنح المرضى شعورًا بالأمل الذي لا يمكن الاستهانة به. وقالت: “لسنوات طويلة، كانت الميلانوما العنبية مرضًا مدمرًا. لكننا الآن نشهد بداية فصل جديد يمكن أن يؤدي إلى تحسينات أكبر في المستقبل، بحيث يحصل كل مريض على العلاج الذي يحتاج إليه”.
هذا ويُعد توفير تيبنتافوسب خطوة مهمة في تحسين العلاجات المتاحة لسرطان الميلانوما العنبية، كما يُبرِز التزامًا متزايدًا من (NHS) بتقديم علاجات مبتكرة توفر الأمل للمرضى وأسرهم في مواجهة الأمراض النادرة والمعقدة.
إقرأ أيّضا
الرابط المختصر هنا ⬇
أخبار ذات صلة
8°C
