دراسة: اتساع الفجوة بين خريجي الطبقة العاملة والمتوسطة في التدريب المهني

كشفت دراسة حديثة أن الفجوة بين خريجي الطبقة العاملة وخريجي الطبقة المتوسطة في الوصول إلى فرص التدريب المهني آخذة في الاتساع، مما يعكس تأثيرات التفاوت الاقتصادي والاجتماعي في الحياة المهنية للشباب. وأوضحت مؤسسة Sutton Trust أن هذه الفجوة تنبع من استمرار بعض أصحاب العمل في تقديم أجور منخفضة أو عدم دفع أي أجور للمتدربين، بالإضافة إلى اقتصار الفرص على الأصدقاء وأفراد العائلة بدلاً من الإعلان عنها بشكل علني.
ارتفاع في عدد المتدربين ولكن بتفاوت طبقي
وأظهرت الدراسة، التي شملت استطلاعًا لأكثر من 1200 خريج حديث وأجرتها مؤسسة Public First لصالح Sutton Trust، أن نصف الخريجين شاركوا في تدريبات مهنية، بزيادة قدرها 12% منذ عام 2018. ومع ذلك، كان خريجو لندن أكثر حظًا في الحصول على تلك الفرص مقارنة بزملائهم في مناطق مثل ويست ميدلاندز، يوركشاير، اسكتلندا، وويلز.
وأفاد ما يقرب من ثلث الخريجين بأنهم تمكنوا من الحصول على وظائفهم الحالية بفضل التدريب المهني الذي خاضوه، مما يبرز أهمية هذه الفرص كنقطة انطلاق للمسارات المهنية.
أشارت مؤسسة Sutton Trust إلى أن الفجوة بين خريجي الطبقة العاملة والمتوسطة في الوصول إلى التدريب المهني زادت بشكل ملحوظ منذ عام 2018، حيث بلغت 20% مقارنة بـ12% في ذلك العام. وأوضحت الدراسة أن نسبة خريجي الطبقة العاملة الذين أكملوا تدريبات مهنية بلغت 36% فقط، مقابل 55% لخريجي الطبقة المتوسطة.
ممارسات غير قانونية في سوق التدريب المهني

حذرت الدراسة من أن الالتباس حول القوانين وعدم تطبيقها بصرامة يسمح لبعض أصحاب العمل بتقديم تدريبات غير مدفوعة أو بأجور أقل من الحد الأدنى القانوني للأجور. وعلى الرغم من أن معظم التدريبات غير المدفوعة تُعد غير قانونية بموجب اللوائح الحالية، إلا أن النظام الحالي يعتمد على المتدربين للإبلاغ عن المخالفات، مما يحد من فاعلية الرقابة.
وأظهرت الدراسة أن حوالي 60% من التدريبات المهنية التي خاضها الخريجون الجدد كانت غير مدفوعة أو مدفوعة بأجور تقل عن الحد الأدنى. ومن بين هؤلاء، حصل 17% فقط على تغطية للمصاريف، بينما لم يتلقَّ 20% أي تعويض مالي.
وأشارت الدراسة إلى أن المتدربين الذين شاركوا في تدريبات غير مدفوعة اعتمدوا بشكل كبير على دعم مالي من الوالدين، أو عاشوا في منازلهم مع العائلة أو الأصدقاء، أو استخدموا مدخراتهم الشخصية لتغطية التكاليف.
وأوضحت مؤسسة Sutton Trust أن فرص التدريب التي يتم الحصول عليها من خلال العلاقات الشخصية أو العائلية كانت تقريبًا ضعف الفرص التي يتم الإعلان عنها علنًا، مما يضيف بعدًا آخر للتفاوت الاجتماعي في سوق العمل.
دعوات للإصلاح

قال الرئيس التنفيذي للمؤسسة، نيك هاريسون: “أصبحت التدريبات المهنية طريقًا حيويًا للحصول على أفضل الوظائف، ومن الصادم أن العديد من أصحاب العمل لا يزالون يدفعون أقل من الحد الأدنى للأجور، أو لا يدفعون على الإطلاق.”
وأضاف: “لقد تعهدت الحكومة بحظر التدريبات غير المدفوعة، وهذه خطوة ضرورية لتحقيق العدالة. ليس جميع الشباب يمكنهم الاعتماد على دعم مالي من أسرهم، ولذلك فإن إنهاء هذه الممارسات غير العادلة سيضمن تكافؤ الفرص.”
وأكد هاريسون على أهمية أن يقوم أصحاب العمل بتوسيع قاعدة المواهب التي يستهدفونها من خلال الإعلان عن فرص التدريب بدلاً من حصرها على شبكة علاقاتهم الشخصية أو عملائهم الرئيسيين.
إقرأ أيّضا
الرابط المختصر هنا ⬇