ما أسباب ارتفاع أعداد المهاجرين في بريطانيا؟

كشفت دراسة حديثة صدرت الأسبوع الماضي عن ثلاثة أسباب لارتفاع أعداد المهاجرين في بريطانيا، ويأتي في مقدمة هذه الأسباب: كرم البريطانيين، الذين احتضنوا الفارين من الحرب في أوكرانيا والاضطهاد في هونغ كونغ وفتحوا لهم بيوتهم.
والسبب الثاني: إخفاق البلاد المستمر في السيطرة على نظام اللجوء، حيث انخفض عدد القرارات المتخذة بشأن طلبات اللجوء بمقدار الخُمس، ما تسبب في تراكم طلبات اللجوء ووصولها إلى أرقام قياسية. ويرى بعض البريطانيين أن اللاجئين الحقيقيين غير قادرين على العيش بحرية والاندماج الكامل في المجتمع، في حين يستغرق الأمر سنوات لإعادة أولئك الذين قدموا ادعاءات كاذبة.
لماذا ترتفع أعداد المهاجرين في بريطانيا؟

وأما السبب الثالث في ارتفاع أعداد المهاجرين في بريطانيا فهو إهمال الشباب البريطاني وتقاعسه عن أداء واجباته ومهماته، ولا أدَلَّ على ذلك مما نراه في هيئة خدمات الصحة البريطانية (NHS)، حيث يكثر عدد الأطباء المهاجرين، ما يبرز إهمال الشباب البريطانيين وتقاعسهم عن اكتساب المهارات اللازمة لاقتناص الفرص التي يحتاجون إليها للمنافسة في سوق العمل الحديث.

وفي هذا السياق تقول مواطنة بريطانية مرت بتجربة العلاج مع هيئة الخدمات الصحية: عندما أُصِبت بسرطان الكلى أجرى لي العمليةَ الجراحيةَ جراحون عالميون، وبعد ذلك اعتنت بي بعض الممرضات المتعاطفات، وكان بعضهن من الخارج. وأضافت: إن القوى العاملة الدولية تُكسِب (NHS) مكانة عالية وسمعة حسنة في العالم، ويجب أن يكون مصدرَ فخر لنا -نحن البريطانيين- أن كثيرًا من المتخصصين في الرعاية الصحية يختارون العمل في المملكة المتحدة.
في حين تقول مؤسسة الصحة: إن (NHS) توظف واحدة من كل عشر ممرضات وقابلات من الدول المدرجة في القائمة الحمراء لمنظمة الصحة العالمية (WHO)، بزيادة عشرة أضعاف منذ عام 2019. ويشمل ذلك مسعفين من دول مثل نيجيريا وأفغانستان، على الرغم من حظر منظمة الصحة العالمية توظيفهم؛ نظرًا إلى نقص مهارات الرعاية الصحية في أوطانهم.
فضل سياسة حزب المحافظين

وفي الوقت نفسه، تحرم الحكومة الشباب في هذا البلد من الفرص. ففي الصيف الماضي، خفضت عدد المقاعد المتاحة في كلية الطب بنحو 3000، وهذا التصرف غير أخلاقي دون أدنى شك!
وبهذا الشأن يقول أحد الطلاب: إنه زار جامعة ورسستر في مارس، التي أمضى السنوات السبع الماضية في انتظار افتتاح كلية طب جديدة فيها. وقد تسلَّم القائمون على الكلية التي من المقرر أن تفتح أبوابها هذا الصيف أكثر من 1000 طلب للتسجيل على الكلية، لكن الحكومة لا تدفع قرشًا واحدًا مقابل رسومهم الدراسية! ثم تعاونت صناديق (NHS) المحلية مع مؤسسة خيرية؛ لتمويل 20 مقعدًا للطلاب المحليين، مع تقديم الباقي للقبول الدولي.
ويقول بعض النقاد: هذا مثير للسخرية، لكنه ليس غريبًا! افتتحت جامعة برونيل كلية الطب العام الماضي دون وجود طالب محلي واحد في سجلاتها بفضل الحد الأقصى المركزي للتمويل. هذه الحكومة يُعوزها الطموح بخصوص شبابنا. إنها تطلب منهم جني الثمار ولكنها لا تعينهم على ذلك، بل تحرمهم من فرصة أن يصبحوا أطباء!

وقال وزير التعليم السابق جيمس كليفرلي في ذلك الوقت: إن قرار خفض عدد المقاعد المتاحة كان من أجل توفير التكاليف، وإن إخفاق حزب المحافظين في علاج المرضى في الوقت المحدد حوَّل بريطانيا إلى دولة مريضة!
جدير بالذكر أن السير كير ستارمر يسعى لإنهاء سياسة حزب المحافظين الحالية وإصلاح الأسباب الجذرية بدلًا من ذلك. لقد فقد المحافظون السيطرة على الهجرة، ومن ثَمّ ستسعى حكومة حزب العمال المقبلة للاعتماد على المواهب المحلية في مقابل خفض اعتمادها على الموظفين القادمين من الخارج.
اقرأ أيضا
كيف تغيرت أعداد المهاجرين في بريطانيا خلال ولاية 5 رؤساء وزراء محافظين؟
كيف تسبب البريكست بتغير أوضاع المهاجرين في بريطانيا؟
أفضل المواقع للعثور على وظائف في بريطانيا للسكان والمهاجرين 2023
الرابط المختصر هنا ⬇
https://alarabinuk.com/?p=90196