العرب في بريطانيا | العنف المفاجئ في مدينة ليستر المعروفة بتنوعها ا...

1446 شوال 14 | 13 أبريل 2025

العنف المفاجئ في مدينة ليستر المعروفة بتنوعها الثقافي

مدينة ليستر
فريق التحرير September 24, 2022

تمتّعت مدينة ليستر بسمعة طيبة لعشرات السنوات كنموذج للمجتمع المتماسك، لكنّ الاضطرابات الأخيرة غير المسبوقة بين مسلمين وهندوس أثارت أسئلة حساسة بشأن المدينة التي تفتخر بتنوع الثقافات.

 

في إحصاء عام 1951، كان يعيش في مدينة ليستر 624 شخص فقط من أصول جنوب آسيوية، والآن بعد مرور 70 عامًا، تضم المدينة واحدة من أعلى نسب السكان البريطانيين من أصول آسيوية.

 

تعود وفود الآسيويين الأوائل إلى ما بعد الحرب من شبه القارة الهندية ليستقروا في شرق ميدلاندز، ففي عام 1947 قسمت الهند البريطانية إلى دولتي الهند وباكستان بعد نزاع دينيّ دمويّ خلف ما بين 10-12 مليون نازح. وفي عام 1948 أعلنت الحكومة البريطانية عن قانون الجنسية الذي يمنح كلّ مواطن في الكومنولث الحقّ في الانتقال إلى المملكة المتحدة ما ضاعف أعداد الهنود والباكستانيين في البلاد.

 

ومنذ خمسينيات القرن الماضي، جاء هؤلاء النازحون إلى ليستر فيما يُسمّى بالهجرة المتسلسلة، وكانت ليستر جذابة لازدهارها وتوفرها على مناصب عمل لدى أرباب العمل كـ Dunlop و Imperial Typewriters ومصانع الملابس المحبوكة العديدة.

 

وعاش العديد من الوافدين الجدد في البداية في مساكن خاصة ميسورة التكلفة حول سبيني هيل بارك وبلجريف روود في شمال وشرق ليستر التي أصبحت موقع بعض الاضطرابات الأخيرة. وجاء معظمهم من البنجاب، وهي منطقة تمتد عبر شمال باكستان حاليًا إلى شمال غرب الهند. وكانوا من السيخ والمسلمين والهندوس الذين رأوا آثار التقسيم والكراهية الدينية وعملوا معًا في جمعية العمال الهنود (Indian Workers Association) الداعية للمساواة ومتابعة القضايا العرقية.

 

بحلول أوائل الستينيات، انضمت الزوجات والأطفال من شبه القارة الهندية إلى أزواجهم. وبعد ذلك بدأت المجموعات من جنوب آسيا في شرق إفريقيا في التوافد إلى بريطانيا إثر حصول بعض الدول على الاستقلال مثل كينيا وتانزانيا ليستوطنوا في بلجريف، وروشي ميد، وميلتون روود في ليستر.

 

وعندما طرد رئيس الوزراء الأوغندي، عيدي أمين، الآسيويين في عام 1972، توقع مجلس مدينة ليستر المزيد من الوافدين الذين اشتهروا بالتجارة وصناعة المنسوجات.

 

مدينة ليستر والتعددية العرقية

white and blue concrete building during daytime
مدينة ليستر (آنسبلاش)

 

عاش الأستاذ الفخري لدراسات السيخ والبنجاب في جامعة SOAS بلندن، جورهاربال سينغ، طوال حياته تقريبًا في ليستر بعد قدومه من البنجاب في عام 1964. وكان والده مديرًا في مصنع “Walkers Crisps” في المدينة.

 

يتذكر جورهاربال العنصرية العلنية المنتظمة التي تعرض لها سواء في المدرسة أو من جيرانه والرعب الذي كانوا يشعرون به من مسيرات حركة “الجبهة الوطنية” اليمينية في الشوارع.

 

بلغت العنصرية أوجها عندما حصل اليمين المتطرف في الانتخابات المحلية لعام 1976 على 18 في المئة من إجمالي الأصوات في جميع أنحاء المدينة. وعلى مدار عشر سنوات شهدت المعركة المناهضة للعنصرية تكاتف البريطانيين المسلمين والسيخ والهندوس معًا. ومع ذلك كانت الشوارع مسرحًا لاشتباكات عديدة بين مناهضي العنصرية والجبهة الوطنية.

 

كلّف التعديل في القانون عام 1976 المجالس المحلية مسؤولية العلاقات العرقية، وبحلول الثمانينيات كان البريطانيون من جنوب آسيا ممثلين في مجلس المدينة. واعتنقت السلطة المحلية تعزيز الأنشطة الدينية والثقافية، فأصبحت ليستر مدينة للمهرجانات الآسيوية ومدينة نموذجية حسب وصف البروفيسور طارق مودود مدير مركز دراسات الأعراق والمواطنة في جامعة بريستول.

 

ومع ذلك كانت هناك أوقات امتدت فيها الاضطرابات السياسية في شبه القارة الهندية إلى شوارع ليستر.

 

people walking on street between commercial buildings
مدينة ليستر (آنسبلاش)

 

يتذكر البروفيسور سينغ الهجمات العشوائية التي شنها مسلحون من السيخ في ليستر عام 1984 بعد أن اقتحمت القوات المسلحة لرئيسة الوزراء الهندية إنديرا غاندي ضريح السيخ الذهبيّ في أمريتسار، ما أسفر عن سقوط مئات الضحايا.

 

وفي عام 2002، شاهد البروفيسور سينغ أيضًا أعمال العنف في ولاية غوجارات، غرب الهند، بعد نشوب حريق في قطار يقل حجاجًا هندوس أسفر عن مقتل أكثر من 50 شخصًا. تبع ذلك أعمال عنف أسفرت عن مقتل أكثر من ألف شخص معظمهم من المسلمين في واحدة من أسوأ حوادث العنف الطائفيّ بين الهندوس والمسلمين منذ الاستقلال الهنديّ في عام 1947. (hotcanadianpharmacy.com)

 

وقال أيضًا إنّ بعض التوترات في ليستر كانت تتراكم يومًا عن يوم بينما لم يتضح بعد سبب الأحداث الأخيرة التي أظهرت مقاطع الفيديو الخاصة بها رجالًا ملثمين يسحبون الزخارف الدينية ويقرعون بها نوافذ الناس في المناطق ذات الأغلبية الهندوسية. وظهر في مقطع فيديو رجلًا يتسلق سطح معبد هندوسيّ ويسحب الراية الدينية وفيديو آخر يظهر علمًا مشتعلًا.

 

وفي الشوارع ذات الأغلبية المسلمة، ظهر شعار “باكستان مرداباد” ؛ بمعنى “مع باكستان إلى الممات” وهو الشعار الذي ردد بعد مباراة الكريكيت التي جمعت بين منتخبي الهند وباكستان في نهاية أغسطس. في حين سُمعت هتافات “جاي شري رام” التي تعني المجد أو النصر للورد الهندوسيّ راما.

 

الجدير بالذكر أنّ البروفيسور مودود نبّه إلى المعلومات المزيفة والمضللة التي يستغلها هؤلاء وسائل التواصل الاجتماعيّ لتأجيج النزاعات في المدينة الهادئة والمعروفة بتعدد الثقافات.

 

 

المصدر: BBC  


 

اقرأ المزيد: 

قادة المجتمعين الإسلامي والهندوسي في بريطانيا يحثون على إنهاء العنف في ليستر

نصف المعتقلين في اشتباكات ليستر قادمون من خارج المدينة!

تفاصيل المواجهات بين مسلمين وهندوس في ليستر شمال إنجلترا

 

loader-image
london
London, GB
6:10 am, Apr 13, 2025
temperature icon 12°C
broken clouds
Humidity 77 %
Pressure 1001 mb
Wind 3 mph
Wind Gust Wind Gust: 8 mph
Clouds Clouds: 71%
Visibility Visibility: 10 km
Sunrise Sunrise: 6:08 am
Sunset Sunset: 7:52 pm