ارتفاع حاد في عدد الشركات البريطانية المعرضة لخطر الانهيار
تشهد بريطانيا زيادة مخيفة في حالات الإفلاس والضوائق المالية التي تعاني منها الشركات هذا العام، ويُتوقَّع أن تكون هذه الزيادة هي الأعلى منذ الأزمة المالية في عام 2009.
وتُظهِر الأرقام الرسمية الأخيرة أن حالات الإفلاس ارتفعت بنسبة 10 في المئة عما كانت عليه العام الماضي منذ تموز/ يوليو وحتى نهاية أيلول/سبتمبر. ولوحظ ارتفاع حاد في عدد الشركات المعرضة لخطر الإفلاس، بزيادة بلغت 25 في المئة في الأشهر الثلاثة الماضية، وفقًا للخبير المالي (Begbies Traynor).
أزمات الشركات البريطانية
تُعرَّف الشركات التي تواجه “ضائقة مالية حرجة” بأنها التي لديها أحكام محكمة مقاطعة تتجاوز 5 آلاف باوند ضدها، وهذا في الغالب مقدمة للإفلاس.
وتشير الزيادة الكبيرة في الشركات التي تعاني من الصعوبات المالية إلى تفاقم الأوضاع الاقتصادية، إذ تعود هذه الزيادة إلى عدة عوامل، منها: ارتفاع التضخم، وتكاليف الاقتراض المرتبطة بضعف ثقة المستهلك، وانخفاض الطلب.
ويؤكد خبراء الاقتصاد أن مرحلة الدعم الحكومي قد ولَّت، ما يجعل الشركات، التي تكبدت ديونًا بأسعار منخفضة واعتمدت على الدعم الحكومي خلال وباء كوفيد-19، معرضة لخطر الإفلاس.
ما أكثر القطاعات تأثرًا؟
يُذكَر أن قطاع البناء شهد أكبر ضائقة مالية حرجة، بارتفاع بلغ 46 في المئة في ثلاثة أشهر فقط. ويعود هذا إلى ارتفاع تكاليف المواد الخام وتقلُّب أسعارها، ما يجعل الاستثمار في مجال الإنشاءات أمرًا غير مُجدٍ لكثير من الناس.
من جانب آخر، شهدنا ارتفاعًا في أسعار الفائدة وزيادة نسبة التضخم، ما أثر في أرباح الشركات ورواتب موظفيها، ويتزامن ارتفاع الفوائد والتضخم مع انخفاض الدعم الحكومي، ما يزيد من ضغوط الشركات وصعوباتها.
آثار الأزمة على أصحاب الأعمال
هذا وأصبحت إدارة الأعمال أمرًا مرهقًا وغير مستقر في الوقت الحالي. فكثير من مديري الشركات يرون ألا خيار لهم إلا خفض نفقاتهم والبحث عن مصادر دخل أخرى، حيث يصعب على أصحاب الأعمال إيجاد حلٍّ في الوقت الحالي.
وتجدر الإشارة إلى أن العقبات الاقتصادية التي تواجهها الشركات في بريطانيا تُعَد جزءًا من التحولات الاقتصادية العالمية، وتتطلب استجابة سريعة وحكيمة من الشركات والسلطات الحكومية. ويتعين على أرباب العمل تقييم أوضاعهم المالية بعناية والبحث عن استراتيجيات جديدة للتكيف مع الأوضاع الراهنة.
المصدر BBC NEWS
اقرأ أيضا
آلاف الشركات البريطانية الصغيرة تعلن إفلاسها بسبب قروض وتداعيات جائحة كورونا
أكثر من 65٪ من الشركات البريطانية منفتحة على فكرة تقليص أيام العمل
الرابط المختصر هنا ⬇