عدد البالغين من مستخدمي السجائر الإلكترونية في بريطانيا يصل إلى مستوى قياسي

كشفت تحليلات حديثة عن ارتفاع نسبة البالغين الذين يستخدمون السجائر الإلكترونية في بريطانيا إلى مستويات غير مسبوقة، مع تضاعف عدد المدخنين الذين يجمعون بين السجائر التقليدية والسجائر الإلكترونية خلال السنوات الثلاث الأخيرة.
وأظهرت البيانات، التي أعدتها منظمة “أكشن أون سموكينج أند هيلث” (ASH) بناءً على استبيانات “يوغوف”، أن عدد المدخنين الذين يستخدمون السجائر الإلكترونية إلى جانب السجائر التقليدية ارتفع من 17% في عام 2021 إلى 32% في عام 2024، وهو ما يعادل نحو 2.2 مليون شخص. كما تبين أن 5.6 مليون بالغ، أي حوالي 11% من السكان البالغين في بريطانيا، يستخدمون السجائر الإلكترونية.
السجائر الإلكترونية بين المدخنين السابقين

وأوضحت الدراسة أن أكثر من نصف مستخدمي السجائر الإلكترونية، بنسبة 53%، هم من المدخنين السابقين، وهو ما يعادل ثلاثة ملايين شخص. وبين هؤلاء المدخنين السابقين، سواء الذين لا يزالون يستخدمون السجائر الإلكترونية أو توقفوا عن ذلك، بلغت مدة الاستخدام الوسيطة للسجائر الإلكترونية عامين.
ومع ذلك، أفادت المنظمة بأن أكثر من نصف المدخنين السابقين الذين يستخدمون السجائر الإلكترونية كانوا قد استخدموها لمدة تزيد عن ثلاث سنوات خلال السنوات الثلاث الأخيرة، مقارنة بنسبة 18% فقط في عام 2017.
خطط للحد من التدخين: من جهته، أعلن حزب العمال عن عزمه إعادة إحياء مشروع قانون التبغ والسجائر الإلكترونية الذي اقترحته الحكومة المحافظة السابقة. ويتضمن المشروع منع بيع السجائر لأي شخص وُلد بعد يناير 2009، بهدف التخلص التدريجي من التدخين. كما قد يشمل المشروع فرض قيود على نكهات السجائر الإلكترونية وتصميمها وتغليفها.
تعليقات الخبراء

وصفت هازل تشيزمان، نائبة الرئيس التنفيذي لمنظمة “ASH”، التدخين بأنه “أكبر قاتل يمكن الوقاية منه في المملكة المتحدة”. وأشارت إلى أن السجائر الإلكترونية أداة فعالة لمساعدة المدخنين على الإقلاع، موضحةً أن ملايين الأشخاص تمكنوا من الإقلاع عن التدخين باستخدام هذه الأجهزة، مما ساهم في تحسين متوسط العمر الصحي وزيادة الإنتاجية الوطنية. كما شددت على ضرورة فرض قيود صارمة على السجائر الإلكترونية، بحيث تتعامل مع انتشارها بين الشباب دون تقويض دورها كوسيلة للإقلاع عن التدخين.
من جانبه، دعا هنري غريغ، مدير الشؤون الخارجية في مؤسسة “أزمة الربو والرئة في المملكة المتحدة”، إلى زيادة الاستثمارات الحكومية في الخدمات المحلية للإقلاع عن التدخين، واصفًا هذه الخدمات بأنها فعالة للغاية لكنها تعرضت لخفض كبير في التمويل خلال السنوات الأخيرة.
أما ليوني بروسي، أستاذة الصحة العامة بجامعة كينجز كوليدج لندن، فقد حذرت من أن أكثر من نصف المدخنين الذين يستمرون في التدخين لفترات طويلة يواجهون خطر الوفاة المبكرة. وأكدت على أن التصورات الخاطئة بشأن أضرار السجائر الإلكترونية والأدوية المحتوية على النيكوتين مقارنة بالتدخين تُكلف أرواحًا، داعية إلى تكثيف الجهود لتصحيح هذه المفاهيم.
موقف الحكومة

أكد متحدث باسم وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية على أهمية السجائر الإلكترونية كأداة للإقلاع عن التدخين، لكنه شدد على أن “الأطفال والبالغين غير المدخنين يجب ألا يستخدموا هذه الأجهزة أبدًا”. وأوضح أن مشروع قانون التبغ والسجائر الإلكترونية يهدف إلى حماية الأجيال المقبلة من أضرار التبغ والنيكوتين، مشيرًا إلى أن هذا التشريع قد يسهم في إنقاذ آلاف الأرواح، وتخفيف الضغط على هيئة الخدمات الصحية الوطنية، وتعزيز صحة المجتمع والاقتصاد الوطني على حد سواء.
المصدر: الغارديان
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇