ابتداءً من أكتوبر 2025: بصمة الوجه والإصبع بدل ختم الجواز عند دخول أوروبا

أعلنت السلطات الأوروبية أن نظام “الدخول والخروج” الجديد (EES) سيبدأ تطبيقه رسميًّا في الـ12 من أكتوبر 2025، ويستبدل بذلك ختم الجواز التقليدي بفحص بصمة الإصبع والوجه عند عبور الحدود الأوروبية. النظام سيشمل جميع المسافرين من خارج الاتحاد الأوروبي، ويشمل ذلك البريطانيين، ويُتوقَّع أن يُستكمل تعميمه بالكامل بحلول الـ10 من إبريل 2026، بعد تطبيق تدريجي في الدول الأعضاء.
بصمات بدلًا من الختم… وتسجيل إلزامي عند المغادرة
بموجب النظام الجديد، سيُطلب من كل مسافر غير أوروبي تسجيل بياناته البيومترية (بصمة الإصبع وصورة الوجه)، إضافة إلى بيانات جواز السفر، وذلك عند نقطة المغادرة سواء في المطارات أو الموانئ أو محطات القطار. ومن يرفض تقديم هذه البيانات لن يُسمح له بدخول دول الاتحاد الأوروبي. وستُسجّل هذه المعلومات مرة واحدة وتبقى صالحة لثلاث سنوات، ما يسهّل المرور لاحقًا عبر التحقق البيومتري السريع فقط.
سيجري التسجيل عبر أكشاك مخصصة، ولا يتطلب أي رسوم. ويُسمح باستخدام البوابات الإلكترونية (e-gates) لمن يحملون جوازات إلكترونية بعد إدخال بياناتهم البيومترية. أما من يتجاوزون فترة الإقامة المسموحة (90 يومًا دون تأشيرة)، فستُحتفظ بياناتهم لخمس سنوات بدلًا من ثلاث.
الهدف: أمان أسرع أم ازدحام أكبر؟
يسعى هذا النظام إلى تعزيز أمن الحدود الأوروبية عبر رقابة رقمية أكثر صرامة، إلا أن المخاوف تتزايد بشأن الطوابير الطويلة التي قد تنتج خاصة في الأسابيع الأولى من التطبيق. الحكومة البريطانية حذّرت المسافرين من احتمال الانتظار لفترات أطول، لا سيما خلال مواسم الذروة، حيث ستستغرق عمليات التحقق عدة دقائق في كل مرة.
الاتحاد الأوروبي من جهته أكّد أن النظام الجديد سيساعد لاحقًا على تقليل أوقات الانتظار من خلال إتاحة الفرصة للمسافرين لتسجيل بياناتهم مُسبقًا وتسريع المعابر، ولا سيما مع استخدام البوابات الإلكترونية.
الموانئ والأنفاق التي تربط بريطانيا بفرنسا، مثل ميناء دوفر ونفق يوروتانل، شهدت ازدحامًا لافتًا منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، حيث بات يتحتم التحقق من جوازات البريطانيين يدويًّا وختمها، ما زاد من زمن الانتظار. ويُخشى أن يؤدّي النظام الجديد إلى تفاقم هذه الأزمة، رغم الخطط لاستخدام أجهزة محمولة للتسجيل داخل السيارات.
وكان الاتحاد الأوروبي قد توصّل في مايو إلى اتفاق مع بريطانيا يسمح للمواطنين البريطانيين باستخدام البوابات الإلكترونية، بشرط التسجيل في نظام (EES)، وهو ما قد يخفف الضغط جزئيًّا في نقاط العبور المزدحمة.
جدير بالذكر أن تطبيق نظام (EES) يمثّل تحولًا رقميًّا كبيرًا في إدارة الحدود الأوروبية، وقد يشكّل نقلة نوعية في تسريع المعابر على المدى الطويل. لكن في ظل غياب الاستعدادات الكافية والتجارب السابقة في دوفر ويوروتانل، يبدو أن تكلفة البداية ستكون على حساب راحة المسافرين، خصوصًا البريطانيين الذين لم يعتادوا هذا النوع من الإجراءات. تدعو منصة العرب في بريطانيا إلى الشفافية في تقييم آثار هذا النظام خلال الأشهر الأولى من التطبيق، وضمان عدم تحوّله إلى عبء إضافي على السفر أو بابٍ جديد للتمييز والمعاناة عند الحدود.
المصدر: بي بي سي
إقرأ أيّضا
ملايين البريطانيين مهددون بخسارة تعويضات قروض السيارات بعد حكم المحكمة العليا
الرابط المختصر هنا ⬇