ما التوقعات الاقتصادية لبريطانيا في 2025؟ فرص وتحديات تنتظرنا
يدخل قطاع الأعمال في المملكة المتحدة عام 2025 وسط أجواء من الحذر والترقب، نتيجة مجموعة من المتغيرات السياسية والاقتصادية التي تؤثر على اقتصاد البلاد.
تأثير قرارات وزيرة المالية على الأوضاع الاقتصادية لبريطانيا
ومن المتوقع أن يتأثر قطاع التوظيف والاستثمار بالزيادات التي فرضتها وزيرة المالية الجديدة، راشيل ريفز، على ضريبة التأمين الوطني (NICs) المفروضة على أرباب العمل.
هذا ولا تتوقف التحديات عند مسألة التأمين الوطني؛ إذ يواجه قطاع السيارات، على سبيل المثال، خطر فرض عقوبات إذا لم يُحقّق نسبة محددة من مبيعات السيارات الكهربائية.
كما تعاني القطاعات الموجهة للمستهلك، وفي مقدمتها قطاع المطاعم والفنادق، من ضغوط متزايدة نتيجة ارتفاع الأجور الأساسية وزيادة تكاليف التوظيف.
إلى جانب ذلك، توقع خبراء الاقتصاد أن تظل ثقة المستهلك منخفضة في قطاع الضيافة والمبيعات، وهو ما يشكّل تحديًا إضافيًا لأحد أهم القطاعات الاقتصادية في بريطانيا. وقد ظهر هذا جليًا في انخفاض الإقبال على المحلات التجارية خلال فترة عيد الميلاد، تلاها ضعف في معدلات التسوق خلال فترة التخفيضات.
بالمقابل، يتوقع محللون أن يشهد قطاع البناء تحسنًا تدريجيًا خلال العام، رغم حالة الركود الاقتصادي.
كما تتسابق شركات البناء لمعرفة كيفية دمج الذكاء الاصطناعي في عمليات البناء، وهو ما قد يفتح آفاقًا استثمارية جديدة ويعزز كفاءة الإنتاج.
يتزامن هذا مع احتمال أن تواجه الشركات متعددة الجنسيات تحديات إضافية على خلفية الرسوم الجمركية التي تنوي إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب الجديدة، فرضها.
أما بالنسبة للشركات المتعاونة مع نظيراتها في فرنسا وألمانيا، فقد تتأثر بظروف اقتصادية وسياسية، خاصةً في ألمانيا التي تستعد لانتخابات مفاجئة قد تؤخر أي إصلاحات أو سياسات تحفيز.
ما سبب تراجع نمو الاقتصاد البريطاني ؟
هذا وشهد الاقتصاد تباطؤًا واضحًا في النمو خلال الربع الثالث من العام الماضي بعدما كان الاقتصاد البريطاني الأسرع نموًا ضمن مجموعة السبع في النصف الأول من عام 2024.
ولم تغفل الحكومة البريطانية المؤشرات الاقتصادية السلبية، مبررةً ذلك بالإرث الاقتصادي الصعب الذي تركه حزب المحافظين قبل مغادرته السلطة.
وتشير بيانات مكتب الإحصاءات الوطنية (ONS) إلى انكماش اقتصادي في شهر تشرين الأول/أكتوبر، بينما تُظهر استطلاعات مؤشر مديري المشتريات (PMI) انخفاضًا جديدًا في نشاط القطاع الخاص خلال شهر تشرين الثاني/نوفمبر.
ويتوقع بنك إنجلترا توقفًا شبه كامل في نمو الاقتصاد خلال الربع الأخير من العام.
هذا وقد تلعب الزيادة في ضريبة التأمين الوطني دورًا في انخفاض معدلات التوظيف، لكن تأثير هذه الضرائب على معدلات البطالة قد يبقى محدودًا في ظل وجود أكثر من 800 ألف وظيفة شاغرة.
بينما تستمر معاناة السوق البريطانية من نقص الخبرات والمهارات، وهو أحد العوامل التي تعرقل النمو أيضًا.
أما فيما يتعلق بأسعار الفائدة، فمن المستبعد أن يتّخذ بنك إنجلترا أي قرار بخفض الفوائد كما كان متوقعًا، بسبب استمرار ارتفاع معدل التضخم الذي وصل إلى 2.6%، متجاوزًا النسبة التي تعهدت الحكومة البريطانية بتحقيقها.
وعلى الصعيد الدولي، تتزايد الخشية من اندلاع حرب تجارية قد تلحق أضرارًا كبيرة بمعدلات النمو الاقتصادي العالمي، في حال نفّذ الرئيس الأمريكي المنتخب، ترامب، وعوده بفرض رسوم جمركية مرتفعة على البضائع.
وكان كل من الاتحاد الأوروبي واليابان والمملكة المتحدة قد أبدوا رغبتهم في تجنّب أي تصعيد من هذا النوع، لكن لا يزال من الصعب التنبؤ بردة فعل الصين.
توقعات بتدهور ظروف الاقتصاد في بريطانيا
ومن المرجح أن يشهد المواطنون في بريطانيا عامًا متباينًا من حيث الدخل. فقد تراجعت ثقة المستهلك في الأسواق، رغم قرار بنك إنجلترا بخفض أسعار الفائدة في تشرين الثاني/نوفمبر. بينما يتوقع معظم البريطانيين تدهور الاقتصاد خلال العام الجاري، وفقًا لاستطلاعات الرأي.
كما أن زيادة سقف أسعار الطاقة للأسر في كانون الثاني/يناير وفواتير المياه في نيسان/أبريل ستؤدي أيضًا إلى تآكل الدخول المتاحة.
وإلى جانب ارتفاع فواتير الطاقة في كانون الثاني/يناير والمياه في نيسان/أبريل، سمحت المجالس المحلية بزيادة ضريبة السكن (Council Tax) حتى 5%، ما يعني أن الفواتير السنوية التي تدفعها العديد من الأسر البريطانية ستتجاوز 3000 باوند سنويًا.
كما يعاني المستهلكون في بريطانيا من ارتفاع معدلات تضخم أسعار الغذاء منذ أيلول/سبتمبر عام 2024، في ظل تأكيد كبرى المتاجر عزمها رفع الأسعار عقب زيادة ضريبة التأمين الوطني.
هذا وقد يستفيد المتقدمون على صفقات الرهن العقاري من انخفاض محتمل لسعر الفائدة مرتين على الأقل، لكن إيجاد عقار بسعر مناسب يبقى تحديًا كبيرًا بالنسبة للباحثين عن منزلهم الأول، نظرًا لارتفاع الأسعار.
المصدر: سكاي نيوز
اقرأ أيضاً :
الرابط المختصر هنا ⬇
أخبار ذات صلة
8°C
