العرب في بريطانيا | التفاصيل كاملة.. ماذا يعني اعتراف الدول الكبرى ...

التفاصيل كاملة.. ماذا يعني اعتراف الدول الكبرى بدولة فلسطين؟ 

man-6860636_1280
شروق طه July 27, 2025

تستعد فرنسا لتصبح أول دولة في مجموعة السبع تعترف بدولة فلسطين. وقد أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن هذا التحول الكبير في السياسة في رسالة وجّهها إلى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مساء الخميس، ومن المتوقع أن يُعلن عن القرار رسميًا خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول المقبل.

وقال ماكرون إنه يأمل أن تُسهم هذه الخطوة في إحلال السلام في المنطقة، إلا أنها قوبلت بردود غاضبة من كل من إسرائيل والولايات المتحدة.

ولا يوجد أيضًا ما يضمن أن تحذو الدول الأخرى في مجموعة السبع – وهي سبع من أكبر اقتصادات العالم المتقدمة – حذو فرنسا.

فيما يلي ما تحتاج لمعرفته حول أهمية الاعتراف بدولة فلسطينية، وتوقيت القرار، ومدى احتمال أن تتبع دول أخرى نفس النهج.

قرار ثلاثي.. ورسائل سياسية

في خطوة وُصفت بالتاريخية، أعلنت ثلاث دول أوروبية كبرى، هي إيرلندا وإسبانيا والنرويج، اعترافها الرسمي بدولة فلسطين، لتعيد بذلك الزخم إلى القضية الفلسطينية في الأوساط الدولية، وتفتح الباب أمام تحوّل دبلوماسي جديد في المواقف الغربية تجاه القضية الفلسطينية.

ويأتي هذا الإعلان في ظل تصاعد العدوان الإسرائيلي في قطاع غزة، والتنديد العالمي المتزايد تجاه سياسات الاحتلال الإسرائيلي، لا سيما مع استمرار العمليات العسكرية التي خلّفت عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى من المدنيين، وأحدثت دمارًا واسعًا في القطاع المحاصر.

أعلنت الدول الثلاث اعترافها بدولة فلسطين رسميًا ابتداءً من 28 أيار/ مايو، معتبرة أن هذه الخطوة تصب في صالح “حل الدولتين”، وتشكل مساهمة مباشرة في تحقيق “السلام الدائم” في المنطقة، وفق ما جاء في بيان مشترك.

وقال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إن بلاده اتخذت هذا القرار دعمًا للشعب الفلسطيني وحقوقه، مؤكدًا أن الاعتراف لا يعني اتخاذ موقف معادٍ لإسرائيل، بل خطوة ضرورية للحفاظ على مستقبل السلام. 

كما اعتبر أن حكومة بنيامين نتنياهو تُعرض هذا الحل للخطر عبر مواصلة الحرب في غزة وتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية.

من جانبه، شدد رئيس الوزراء النرويجي يوناس غار ستوره على أن “السلام في الشرق الأوسط يمرّ عبر الاعتراف بحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم”، مضيفًا أن بلاده اختارت الوقوف إلى جانب “الشرعية الدولية والعدالة”.

أما رئيس الوزراء الإيرلندي سيمون هاريس، فاعتبر أن الاعتراف بدولة فلسطين يعكس التزام بلاده الثابت بالقانون الدولي، ويأتي ردًا على معاناة المدنيين الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية.

ردود أفعال إسرائيلية غاضبة

قوبل الاعتراف الأوروبي بردود أفعال غاضبة من حكومة الاحتلال الإسرائيلي التي سارعت إلى استدعاء سفرائها من الدول الثلاث، ووصفت القرار بأنه “مكافأة للإرهاب”، كما هاجم وزير الخارجية الإسرائيلي هذا التحرك واعتبره خطوة “غير مسؤولة”، تقوّض الجهود الدولية المبذولة لإعادة إطلاق عملية السلام.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الاعتراف بدولة فلسطين في الوقت الراهن “يُعد دعمًا لحركة حماس”، حسب زعمه، في إشارة إلى استمرار العمليات العسكرية في غزة.

دلالات وتداعيات دبلوماسية

يُنظر إلى قرار إسبانيا وإيرلندا والنرويج باعتباره تطورًا نوعيًا في تعامل الدول الأوروبية مع القضية الفلسطينية، لا سيما وأن هذه الخطوة قد تمهّد لاعترافات أوسع من دول أوروبية أخرى.

ويقول مراقبون إن الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين من قبل هذه الدول الثلاث يحمل أكثر من بُعد، فهو من جهة يعكس تراجعًا في الدعم الغربي المطلق لإسرائيل، ومن جهة أخرى يبعث برسالة قوية مفادها أن العالم لم يعد يقبل باستمرار الاحتلال دون محاسبة، خاصة في ظل الجرائم المرتكبة في غزة.

وبحسب تقديرات رسمية فلسطينية، فإن أكثر من 140 دولة حول العالم اعترفت حتى الآن بدولة فلسطين، لكن اعتراف دول أوروبية كبرى يحمل وزنًا سياسيًا ومعنويًا مضاعفًا، وقد يسهم في تحريك الجمود الدبلوماسي الذي يخيّم على ملف السلام منذ سنوات.

ماذا يعني الاعتراف فعليًا؟

الاعتراف بدولة فلسطين لا يغير على الفور من وضعها القانوني في الأمم المتحدة، حيث لا تزال تحت صفة “مراقب غير عضو”، لكنه يمنح القيادة الفلسطينية دعمًا أكبر في المحافل الدولية، ويعزز من موقعها في التفاوض، في حال أُعيد إحياء عملية السلام.

كما أن الاعتراف يُمكّن الفلسطينيين من المضي قدمًا في الجهود القانونية ضد الانتهاكات الإسرائيلية، خصوصًا في المحكمة الجنائية الدولية، ويمنحهم دعمًا سياسيًا ومعنويًا في مواجهة الضغوط الإسرائيلية والأمريكية.

وفي السياق نفسه، زعمت الولايات المتحدة من أن خطوات الاعتراف الأحادية “قد تعيق التوصل إلى حل الدولتين”، مؤكدة تمسكها بمفاوضات مباشرة بين الجانبين، رغم أن جهود الوساطة الأمريكية ظلت متعثرة لعقود.

دعم شعبي وتطلعات فلسطينية

قوبل القرار الأوروبي بترحيب واسع في الشارع الفلسطيني، حيث خرجت مظاهرات في مدن الضفة الغربية وقطاع غزة للاحتفال بما وصفوه بـ”الانتصار الدبلوماسي”، ورفع المتظاهرون أعلام الدول الثلاث وصورًا للشهداء.

وأكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن الاعترافات المتتالية بدولة فلسطين “تمثل انتصارًا للحق والعدالة”، مطالبًا باقي الدول الأوروبية باتخاذ خطوات مماثلة، باعتبار أن “السلام العادل يبدأ من الاعتراف بالحقوق الفلسطينية المشروعة”.

في المقابل، شددت الحكومة الفلسطينية على أن هذا الاعتراف يجب أن يتبعه ضغط دولي حقيقي لوقف الحرب في غزة، ووقف الاستيطان، وضمان انسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة.

مستقبل القضية.. إلى أين؟

بينما لا تزال الأوضاع على الأرض في الأراضي الفلسطينية تتدهور، يُعد الاعتراف الأوروبي بدولة فلسطين رسالة قوية إلى المجتمع الدولي بأن تجاهل حقوق الفلسطينيين لم يعد مقبولًا.

ويبقى السؤال مفتوحًا: هل ستمضي دول أخرى على خطى إيرلندا والنرويج وإسبانيا؟ وهل يؤدي هذا الزخم الدولي إلى تحوّل فعلي في موازين القوى، أم سيظل رمزيًا ما لم يصاحبه تحرك سياسي وقانوني ملموس لوقف الانتهاكات وإنهاء الاحتلال؟ شاركنا برأيك في التعليقات.

المصدر: سكاي نيوز


اقرأ أيضًا:

اترك تعليقا

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني.

loader-image
london
London, GB
8:53 am, Jul 31, 2025
temperature icon 17°C
moderate rain
90 %
1016 mb
6 mph
Wind Gust 0 mph
Clouds 75%
Visibility 10 km
Sunrise 5:22 am
Sunset 8:50 pm