التدفئة المركزية تضع الأسر البريطانية أمام زيادة بنسبة 350% على فواتير الطاقة
تعاني الأسر البريطانية التي تعمل بنظام التدفئة المركزية من ارتفاع صاروخي في فواتير الطاقة الخاصة بها، حيث تتدافع الأسر لدفع زيادات تصل إلى نسبة 350%.
وعلى ضوء ذلك ووفقَا لبيانات حكومية، يتأثر زهاء 480 ألف أسرة في جميع أنحاء البلاد من ارتفاع أسعار الطاقة منذ الخريف الماضي، علمًا أن معظم هذه الأسر تعيش في مبانٍ تابعة للمجالس المحلية، ما يعني أنها عائلات محدودة الدخل. وبهذا الصدد قال نواب وأعضاء بعض المجالس المحلية إن العائلات المتضررة اتصلت بهم، ودعت هيئة مراقبة الطاقة، Ofgem، للتدخل.
ارتفاع تكاليف التدفئة المركزية في بريطانيا
قالت أبسانا بيغوم، النائبة من حزب العمال عن دائرة بوبلار ولايمهاوس: تكلفة المعيشة لها تداعيات خطيرة على مجتمعاتنا. وأعرف بعض الناخبين الذين ارتفعت فواتير الغاز الخاصة بهم بنسبة 100% أو أكثر وهذا غير مقبول.
وقال سايمون فرانسيس، منسق مجموعة (End Fuel Poverty Coalition): ينتمي الكثير من الأشخاص على شبكات الحرارة إلى الأسر الفقيرة، ما يتطلب حمايتهم من أزمة الطاقة لأسباب ليس أقلها أنهم لا يستطيعون تبديل المورد. إنه لأمر مقلق للغاية أن نرى هؤلاء الأشخاص يواجهون زيادات هائلة في فواتيرهم.
تعتمد السكنات المدعومة حكوميًا على الشبكات الحرارية التي تشتري الطاقة مسبقًا، ما يعني أن ارتفاع الأسعار الذي شهدته معظم الأسر في الشتاء الماضي بدأ في التأثير على سكان هذه السكنات الشهر الماضي في بداية السنة المالية الجديدة. وفي الوقت نفسه، لم يعد مبلغ 400 باوند الذي قدمته الحكومة الشتاء الماضي كدعم للأسر لتخفيف وطأة الفواتير المرتفعة متاحًا.
هذا وقال سكان منازل جمعية الإسكان (Bow Cross West) في شرق لندن إن فواتير التدفئة الخاصة بهم ارتفعت بنسبة 250% تقريبًا. وقد قيل لهم في رسالة من مالك المبنى إن تعريفة التدفئة سترتفع من 2 بنس للكيلوواط/ساعة إلى 22 بنسًا اعتبارًا من منتصف أبريل. كما زادت الرسوم الدائمة الواجب دفعها حتى في حال عدم استهلاك الطاقة، ما يعني أن متوسط فاتورة التدفئة سيرتفع من 16 باوند إلى 57 باوند شهريًا.
شهد أكثر من 3000 مقيم في السكنات التي يديرها المجلس في لامبيث، جنوب لندن، ارتفاعات هائلة في رسوم التدفئة منذ أبريل.
وفي (Southwyck House) في بريكستون، تلقى السكان إشعارًا لأربعة أسابيع لدفع 60 إلى 76 باوند إضافي في الأسبوع مقابل رسوم الخدمة التي تشمل التدفئة والماء الساخن بالإضافة إلى الخدمات المشتركة الأخرى مثل التنظيف والصيانة. وقد أُعلم المستأجرون في الشقق الأكبر حجمًا بأن فاتورة التدفئة والماء الساخن مجتمعة سترتفع من 959 باوند العام الماضي إلى 4344 باوند للسنة المالية المنتهية في مارس 2024 بزيادة قدرها 350%.
وبالنسبة لمالكي الشقق، فإن المجلس أضاف لهم رسومًا إدارية بنسبة 16.5% على جميع تكاليف خدمة المبنى، بما في ذلك التدفئة والماء الساخن.
كما تعرض المستأجرون في وارد بوينت في كينينغتون لزيادة بنسبة 350%، مع ارتفاع التكلفة الإجمالية للتدفئة والماء الساخن في بعض الشقق من 680 باوند إلى 3000 باوند سنويًا.
تجدر الإشارة إلى أن ضمان الحكومة لأسعار الطاقة، الذي قُدم لمساعدة الأسر في الشتاء الماضي فكان متوسط الفاتورة نحو 2500 باوند، لا يشمل المنازل التي تعمل بشبكات التدفئة.
ومع ذلك، يمكن لموردي شبكات الحرارة التقدم بطلب للحصول على مساعدة حكومية، ومن المفترض أن ينقلوا هذه المساعدات إلى المستهلكين أيضا. إلا أن هذا النظام تعرض لانتقادات كبيرة كونه نظامًا غامضًا ولا تندرج في فواتيره الخصومات الممولة لدافعي الضرائب.
وعلى ضوء ذلك قال مجلس لامبيث، الذي يهيمن عليه حزب العمال، في بيان: في العام الماضي، كانت عقود المجلس الطويلة تعني أننا قادرون على إبقاء الأسعار منخفضة، مقارنة بالزيادات الهائلة في فواتير الأسر التي تعاني من ارتفاع أسعار التدفئة الخاصة. ولسوء الحظ، فقد انتهت هذه العقود وارتفعت الأسعار بما يتماشى مع الأسعار التي واجهها معظم السكان في البلاد العام الماضي.
وأضاف المجلس أنه وجه 8 ملايين باوند كمساعدات مالية للسكان منذ بدء أزمة تكلفة المعيشة، كما قدم حزمة دعم أخرى بقيمة 10 ملايين باوند خُصص جزء منها لمستأجري سكنات المجلس.
ذكرت صحيفة الغارديان في يناير أن المحامين في (Leigh Day) يحققون في إمكانية رفع دعوى قانونية نيابة عن السكان الذين تُوفر لهم التدفئة المركزية. كما قال متحدث باسم جمعية الإسكان في سوان: كان هناك ارتفاع كبير في تكاليف التدفئة على الصعيد الوطني أدى إلى زيادة الرسوم على السكان. ولإبقاء الفواتير منخفضة فإننا نشتري الغاز والكهرباء مسبقًا من (Laser Energy)، مع تأمين سعر أقل من سعر السوق المحلي.
اقرأ أيضًا:
المخاوف من ارتفاع فواتير الطاقة تتسبب بوفاة امرأة مُسنّة في مانشستر!
الرابط المختصر هنا ⬇