أطلق المدير العام للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر (IFRC)، جاغان تشاباغين، نداءً دوليًا لوقف استهداف العاملين في المجال الإنساني، في وقت تتفاقم فيه الأزمات والنزاعات في عدد من مناطق العالم، وعلى رأسها الحرب على قطاع غزة الذي يشهد حصارًا خانقًا وتضييقًا غير مسبوق على دخول المساعدات الإنسانية.
وفي تصريحات خاصة أدلى بها لوكالة الأناضول خلال مشاركته في منتدى أنطاليا الدبلوماسي الذي تحتضنه تركيا هذا الأسبوع، أعرب تشاباغين عن بالغ قلقه إزاء الانتهاكات المتكررة ضد الطواقم الإنسانية، محذرًا من أن استمرار هذه الممارسات يهدد المبادئ الأساسية للقانون الإنساني الدولي ويُقوّض حيادية العمل الإغاثي.
شلل في إيصال المساعدات إلى غزة

قال تشاباغين إن إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة “أصبح في غاية الصعوبة”، وإنه منذ أكثر من شهر لم تتمكن أي قوافل إغاثية من دخول القطاع. وأشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي أوقف منذ الثاني من مارس/آذار الماضي جميع أشكال إدخال المساعدات إلى غزة، مما فاقم من الأوضاع الإنسانية الكارثية التي يعيشها أكثر من مليوني فلسطيني محاصر.
وأكد المسؤول الدولي أن الاتحاد الدولي طلب من جميع الأطراف الكف عن استهداف العاملين في المجال الإنساني، موضحًا: “طالبنا بشكل واضح بأن تتوقف عمليات قتل العاملين في المجال الإنساني في جميع أنحاء العالم. لا بد من احترام المبادئ الأساسية والقانون الدولي المتعلق بالطوارئ.”
أزمات بلا حلول.. والمأساة مستمرة

وحذّر تشاباغين من تزايد الأزمات الدولية، مشيرًا إلى أن العالم يشهد تراكبًا في الكوارث والصراعات بشكل لم يسبق له مثيل، قائلاً: “نعيش اليوم في عالم مليء بالأزمات المتعددة، والكوارث المتكررة، والنزاعات الممتدة.”
وأضاف أن غياب الحلول السياسية يُعدّ أحد الأسباب المركزية في تفاقم هذه الأوضاع، قائلاً: “إحدى المآسي الكبرى هي أن الأزمات تندلع دون أن تُحَلّ، وتستمر لسنوات، فيما تتوالى أزمات جديدة فوق القديمة. هذا الواقع غير قابل للاستمرار.”
الدبلوماسية بوصفها المخرج الوحيد

وشدّد تشاباغين على أن السبيل الوحيد لكسر هذه الحلقة المفرغة يكمن في إعادة الاعتبار للدبلوماسية والحوار السياسي الفاعل، قائلًا:”الطريقة الوحيدة لتغيير هذا المسار الكارثي هي عبر الدبلوماسية والانخراط الجاد بين الأطراف.”
وفي ظل هذا التصعيد الممنهج ضد الطواقم الإنسانية، وفي الوقت الذي تتحول فيه غزة إلى ساحة مأساة إنسانية غير مسبوقة، تبرز أسئلة جوهرية:
هل تُترجم هذه النداءات الدولية إلى أفعال؟ وهل تتحمّل القوى الفاعلة مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية؟ أم أن العاملين في المجال الإنساني سيظلون يدفعون ثمن الحروب والصراعات التي لا تنتهي؟
إقرأ أيّضا