اسكتلندا تُلزم المدارس بدورات مياه منفصلة للجنسين

أصدرت الحكومة الاسكتلندية اليوم توجيهات رسمية تُلزم المدارس بتوفير دورات مياه منفصلة للبنين والبنات. ويأتي هذا القرار بعد أن كانت التوجيهات السابقة، الصادرة عام 2021، تسمح للتلاميذ المتحولين جنسيًا باستخدام المراحيض التي يشعرون بالراحة في دخولها، مع التأكيد في حينه على أنه لا يوجد نص قانوني يفرض استخدام المراحيض وغرف تبديل الملابس بناءً على الجنس البيولوجي.
خلفية قانونية وحكم قضائي
أُجبرت الحكومة على مراجعة موقفها عقب حكم بارز للمحكمة العليا في المملكة المتحدة حول تعريف الجنس، إضافة إلى قضية رفعها أولياء أمور في منطقة الحدود. وقد قضت المحكمة بأن المدارس الحكومية ملزمة قانونيًا بتوفير مراحيض منفصلة للجنسين.
وفي قضية خاصة بمدرسة إيرلستون الابتدائية، اعترف مجلس مقاطعة “بوردرز” بأنه أخطأ بعدم تركيب مراحيض منفصلة للبنين والبنات. وكان أولياء الأمور، شون ستراتفورد وليه هيرلي، قد تقدموا بشكوى ضد هذه السياسة التي رفضها المجلس في البداية، قبل أن يعترف في محكمة الجلسة في إدنبرة بمسؤوليته القانونية.
موقف الحكومة الاسكتلندية
وزيرة التعليم في حكومة الحزب الوطني الاسكتلندي (SNP)، جيني جيلروث، أكدت أن الحكومة تقبل بحكم المحكمة العليا وتعمل منذ أبريل على تنفيذ الإجراءات التفصيلية اللازمة. وقالت: “يجب احترام حقوق جميع الأطفال والشباب في مدارسنا. لقد قدمنا تحديثات على التوجيهات لتوفير الوضوح والثقة للمعلمين والموظفين، ودعم الصحة النفسية والجسدية والعاطفية للشباب المتحولين جنسيًا في ضوء التطورات القانونية والسياسية الأخيرة”.
تغيير جوهري في السياسة السابقة
تشكل التوجيهات الجديدة تغييرًا كبيرًا في موقف الحكومة الاسكتلندية؛ إذ نصت التوجيهات القديمة على أن “الأشخاص الذين وُلدوا ذكورًا فقط ليسوا وحدهم المسموح لهم باستخدام مراحيض وغرف تبديل الذكور، وكذلك الحال بالنسبة للإناث”. أما اليوم، فقد أصبح لزامًا على المدارس تقديم مراحيض مفصولة حسب الجنس البيولوجي، مع إمكانية توفير خيارات إضافية محايدة بين الجنسين.
وترى منصة العرب في بريطانيا AUK أن هذا التغيير يعكس التحولات الجارية في التوازن بين الحقوق الفردية والالتزامات القانونية في المؤسسات التعليمية.
فبينما يشكّل القرار خطوة نحو تعزيز الوضوح القانوني وضمان المساواة بين الجنسين، إلا أنه يطرح في الوقت ذاته تحديات متصلة بكيفية دعم الطلاب المتحولين جنسيًا وحماية صحتهم النفسية والاجتماعية. وتؤكد المنصة أن النقاش حول هذا الموضوع يعكس عمق التوتر بين الاعتبارات الحقوقية من جهة، والالتزامات المجتمعية والقانونية من جهة أخرى، وهو نقاش مرشح للاستمرار في الساحة البريطانية خلال الفترة المقبلة.
المصدر: dailyrecord
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇