ارتفاع مذهل في أعداد الأخطبوطات قبالة سواحل ديفون وكورنوال.. ماذا يحدث؟

تشهد المياه الساحلية في جنوب غرب إنجلترا، وتحديدًا قبالة سواحل ديفون وكورنوال، ظاهرة بيئية غير مسبوقة تتمثل في ازدهار مفاجئ وكبير لأعداد الأخطبوط، ما قد يشير إلى تحول جذري في النظام البيئي البحري في المنطقة، بحسب تحذيرات أطلقها علماء من الجمعية البيولوجية البحرية في بليموث.
تغيُّر ملحوظ في الأنواع البحرية التقليدية
قال الدكتور سيمون توماس، كبير العلماء في الجمعية، إن العوامل البيئية المتشابكة مثل التغير المناخي والصيد الجائر تؤدي إلى “عاصفة مثالية” تُحدث تغيّرات غير مسبوقة في توزيع الحياة البحرية. وأوضح: “منذ عام 2016، بدأت أعداد الأسماك التقليدية مثل القد واللينغ والبولك في التراجع، واتجهت نحو الشمال، في حين ظهرت أنواع أخرى كالتونة ذات الزعنفة الزرقاء وأسماك القرش الزرقاء بأعداد هائلة في مياهنا”.
وأضاف أن المشهد البحري الحالي يبدو كما لو أنه “تحول كامل في نظام المحيط”.
الأخطبوط يهيمن على المصائد ويهدد الأنواع الأخرى
الصيادون في المناطق الساحلية لديفون وكورنوال أكدوا بدورهم حدوث تغيّرات غير مسبوقة في مصائدهم. وقال الدكتور توماس: “لم أرَ شيئًا مماثلًا في حياتي. بعد 40 عامًا في البحر، ربما رأيت ثلاثة أو أربعة فقط من هذه الأخطبوطات الكبيرة. أما الآن، فباتت تُشاهد بانتظام، وصيادو السلطعون يبلغون عن دمار شبه كامل لمصائدهم”.
تغزو الأخطبوطات مصائد السلطعونات والكركند بحثًا عن الغذاء، وتُظهر شراهة غير معتادة، إذ تلتهم الطُعم والقشريات، وأحيانًا تتغذى على بعضها البعض.
ما الذي يفسر هذه الظاهرة؟
الجمعية البيولوجية البحرية بدأت في تحليل العوامل المحتملة وراء الارتفاع الكبير في أعداد الأخطبوط. تشير البيانات إلى أن درجة حرارة مياه البحر حول المملكة المتحدة ارتفعت بمعدل درجتين مئويتين فوق المتوسط، بينما بلغت في جنوب غرب إنجلترا ما بين ثلاث وأربع درجات أعلى من المعتاد لهذا الوقت من العام.
وصرّح الدكتور توماس أن هذه الحرارة المرتفعة قد تساعد صغار الأخطبوط على النجاة خلال فصل الشتاء، فضلًا عن تغيّرات في التيارات البحرية توفر المزيد من الغذاء. كما أن انخفاض أعداد الكائنات المفترسة التي تتغذى عادة على صغار الأخطبوط نتيجة الصيد الجائر قد يكون سببًا إضافيًا في تزايد أعدادها.
رأي منصة العرب في بريطانيا AUK
بحسب السياسة التحريرية لمنصة العرب في بريطانيا (AUK)، فإن ما تشهده المياه البريطانية من تحولات بيئية مفاجئة يُعد إنذارًا مبكرًا بخطورة تأثير التغير المناخي على النظم البيئية الحيوية، لا سيما تلك التي تشكل مصدر رزق ومعيشة لآلاف العائلات البريطانية.
وتؤكد المنصة أهمية دعم البحث العلمي في فهم هذه الظواهر، إلى جانب تبني سياسات بيئية حازمة، وتعزيز التعاون الدولي في تنفيذ معاهدات حماية المحيطات. وترى AUK أن الصيادين في ديفون وكورنوال ليسوا فقط شهودًا على التغيير، بل ضحاياه أيضًا، ما يتطلب إجراءات عاجلة لضمان توازن بيئي مستدام وأمن غذائي وعملي على المدى البعيد.
المصدر: سكاي نيوز
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇