“إلى عالم مجهول”.. فيلم يروي معاناة اللجوء يصل إلى دور السينما البريطانية اليوم

يصل اليوم (الجمعة 14 فبراير) إلى دور العرض البريطانية الفيلم الروائي «إلى عالم مجهول»، للمخرج الدنماركي-الفلسطيني مهدي فليفل، في تجربة سينمائية تنبض بالواقعية، حيث يسلط الضوء على معاناة اللاجئين وتفاصيل حياتهم القاسية. الفيلم، الذي حصد إشادة نقدية واسعة وعددًا من الجوائز المرموقة، يقدم شهادة حية عن تجربة النزوح وما يرافقها من تحديات وجودية ومآسٍ إنسانية.
تدور أحداث الفيلم في العاصمة اليونانية أثينا، حيث يعيش شابان فلسطينيان، شاتيلا ورضا – يؤدي دوريهما محمود بكري وأرام صباغ – واقعًا قاسيًا في انتظار فرصة الهروب إلى ألمانيا بحثًا عن مستقبل أكثر استقرارًا. لكن رحلتهما، التي يفترض أن تكون بوابة للحلم الأوروبي، تتحول إلى كابوس من الخيارات الصعبة، حيث يجدان نفسيهما في مواجهة قوى لا ترحم، وسط عالم تحكمه القوانين الجائرة والهواجس الأمنية.
وبأسلوب مشوق، يستعرض الفيلم كيف تدفع الظروف القاسية اللاجئين إلى خوض معارك غير متكافئة، حيث يصبح البقاء على قيد الحياة مهمة محفوفة بالمخاطر، في ظل غياب أي أفق واضح لحياة كريمة.
أملُ الكثيرين.. اللجوء إلى أوروبا بين الحلم والمجهول
منذ عرضه الأول، لقي «إلى عالم مجهول» إشادة نقدية واسعة، إذ وصفته صحيفة فايننشال تايمز بأنه “صورة مؤرقة عن النزوح الفلسطيني”، وأشادت بقدرته على الانتقال بسلاسة من دراما اجتماعية إلى “إثارة نفسية عالية التوتر”.
أما الغارديان فأثنت على “الأداء القوي” وحبكة الفيلم “المحمّلة بالتشويق”، معتبرة أنه يعكس صورة صادقة عن واقع اللاجئين في أوروبا. بدورها، وصفت التايمز الفيلم بأنه “عمل متقن” يتميز بـ”رؤية إخراجية ناضجة وأداء تمثيلي مؤثر”.
إلى جانب الإشادة النقدية، حصد الفيلم عدة جوائز رفيعة، من بينها جائزة الأنتيغون الذهبي لأفضل فيلم روائي في مهرجان مونبلييه السينمائي المتوسطي بدورته الـ46، إضافة إلى جائزة CineCoPro في مهرجان ميونيخ السينمائي، وجائزة اختيار الجمهور في مهرجان تاورمينا السينمائي الدولي، ما يعكس الصدى العميق الذي تركه العمل لدى النقاد والجمهور على حد سواء.
مهدي فليفل.. من الوثائقي إلى السينما الروائية
يشكل “إلى عالم مجهول” نقلةً نوعيةً في مسيرة المخرج مهدي فليفل، الذي عرفه الجمهور بأعماله الوثائقية الحائزة على جوائز، مثل “عالمٌ ليس لنا”. وفي أولى تجاربه الروائية، يواصل فليفل نقل نبض القضية الفلسطينية برؤيةٍ سينمائيةٍ تتحدى القوالب التقليدية.
وفي حديثه لصحيفة الغارديان، أشار فليفل إلى ندرة التمثيل الفلسطيني في السينما القصصية قائلاً: “غالبًا ما يُختصر الوجود الفلسطيني في الأعمال الوثائقية، وكأننا مادةٌ أرشيفيةٌ لا أكثر. حان الوقت لرواية قصصنا عبر الدراما”.
اللاجئون في سينما الإثارة
يُعد «إلى عالم مجهول» أكثر من مجرد فيلم؛ فهو شهادة بصرية تكشف معاناة اللاجئين وتضيء على واقع النزوح القسري من زاوية إنسانية جريئة. ومع وصوله إلى دور العرض في المملكة المتحدة، تبرز أمام الجمهور البريطاني فرصة لمشاهدة عمل سينمائي يفتح أبواب التأمل والتفاعل مع قضايا الهجرة واللجوء، في وقت تشهد فيه هذه القضايا زخمًا عالميًا متزايدًا.
لمشاهدة الفيلم ومعرفة مواعيد العروض، يرجى التحقق من أقرب دور السينما، فبعض القصص لا تُسمع فقط، بل يجب أن تُعاش.
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇