لماذا يفضل كثير من أهالي بريطانيا التعليم المنزلي على المدارس؟
شهدت السنوات الأخيرة ارتفاعًا ملحوظًا في عدد الأهالي البريطانيين الذين يفضلون تعليم أبنائهم في المنزل بدلًا من إرسالهم إلى المدارس التقليدية. هذا الاتجاه الذي تزايد بشكل ملحوظ منذ جائحة كوفيد-19، يعكس تغييرات كبيرة في نظرة الأسر إلى التعليم وأولوياتها. في هذا التقرير، نستعرض أسباب هذه الظاهرة ومسارات التعليم المنزلي في المملكة المتحدة.
حق قانوني ومسارات متعددة
يُعدُّ التعليم المنزلي الاختياري حقًّا قانونيًا في المملكة المتحدة، حيث يمكن للأهالي اختيار تعليم أبنائهم في المنزل خارج النظام المدرسي التقليدي. في إنجلترا، لا يُطلب من الأهالي تسجيل أطفالهم لدى السلطات المحلية إذا قرروا اعتماد التعليم المنزلي، ما يجعل من الصعب تحديد العدد الدقيق للأطفال الذين يتلقون هذا النوع من التعليم. مع ذلك، تشير التقديرات إلى أن حوالي 92,000 طفل كانوا يتلقون تعليمهم في المنزل.
إجراءات التعليم المنزلي
تختلف إجراءات البدء في التعليم المنزلي بحسب مكان إقامة الأسرة. في إنجلترا، يتعين على الأهل الذين يرغبون في سحب أطفالهم من المدارس التقليدية إرسال خطاب رسمي للمدرسة لطلب إلغاء التسجيل. أما في اسكتلندا، فيتطلب الأمر الحصول على موافقة المجلس المحلي قبل سحب الطفل من المدرسة.
إلى جانب التعليم المنزلي الكامل، هناك خيارات أخرى مثل التعليم المرن “flexi-schooling” حيث يجمع الطفل بين حضور المدرسة جزئيًا والتعلم في المنزل. ومع ذلك، يتطلب هذا المسار موافقة مدير المدرسة ولا يُعتبر حقًا قانونيًا بحد ذاته.
دوافع اختيار التعليم المنزلي
تتعدد الأسباب التي تدفع الأهالي في بريطانيا لاختيار التعليم المنزلي. بالنسبة لبعض الأسر، يمثل هذا الخيار طريقة لتقديم تعليم يركز أكثر على احتياجات الطفل الفردية، خاصة في ظل عدم رضا الأهالي عن المناهج الدراسية التقليدية. كذلك، يُفضل بعض الأهالي هذا النمط من التعليم لأنه يتماشى بشكل أفضل مع أسلوب حياتهم، مثل الأسر التي تسافر باستمرار وتختار “التعليم العملي” لأطفالها.
في المقابل، يضطر بعض الأسر إلى تبني التعليم المنزلي كخيار أخير بسبب ظروف معينة. مثلًا، قد يكون لدى الطفل احتياجات تعليمية خاصة أو يعاني من التنمر أو القلق الشديد الذي يمنعه من الاندماج في المدرسة التقليدية.
دور وسائل التواصل الاجتماعي
ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير في انتشار معرفة الأهالي بخيار التعليم المنزلي. عبر منصات مثل إنستغرام وفيسبوك، يتشارك الأهالي تجاربهم وتحدياتهم مع التعليم التقليدي، ما دفع المزيد من الأسر للنظر في التعليم المنزلي كخيار واقعي.
المصدر: theconversation
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇