العرب في بريطانيا | يحيى حوى في محور الكون وإطلاق الأحكام

1446 محرم 20 | 27 يوليو 2024

يحيى حوى في محور الكون وإطلاق الأحكام

IMG-20240417-WA0032
تقى أبو راضي April 17, 2024

نختار في كل موسم من مواسم بودكاست عرب حلقة جمالية فنية روحانية قريبة من القلب والسمع؛ ليأنس الناس بصوت نديّ يحلّق بنا بين العذوبة والمعنى الرصين والعميق. يحيى حوى الإمام والمنشد المحبوب كان ضيفنا لهذا الموسم.

موضوعات شتى تطرقت إليها الحلقة، إضافة إلى مقاطع إنشادية أهمها: “روحي على الضحايا”، وبلا شك “حياتي كلها لله” اللصيقة باسم يحيى حوى، فضلًا عن تلاوات نديّة من سورتَي الرحمن ومريم تجلي الصدر والفؤاد.

لكن ما المختلف الذي اكتشفناه في يحيى حوى هذه المرة؟

مهرجان أم إبادة؟!

عن التخبط الذي أصاب العالم إثر العدوان على غزة يتحدث يحيى حوى، حتى إنه أصاب أدق تفاصيل حياتنا اليومية، وبدّل المزاج العام في البيوت والأماكن العامة، وعلى منصات التواصل الاجتماعي ومحطات التلفزة.

وفي أثناء ذلك كله، كان مفترضًا أن يقيم يحيى ومجموعة من الفنانين مهرجانًا خُطِّط له قبل الـ7 من أكتوبر، ومع وطأة الأحداث أُرجِئ المهرجان. لكن فيما بعد، فكر يحيى خارج الصندوق، وقال في نفسه: لماذا لا يكون المهرجان سببًا في إعانة أهلنا في غزة، وتلبية لنداء الواجب والمسؤولية ومدّ يد العون لأهلنا في غزة بدل الاكتفاء بالمشاهدة، أو الدعاء لهم على أحسن الأحوال؟ وقد كان.

ورغم معارضة كثيرين، أقام يحيى ومجموعة من الفنانين الملتزمين المهرجان، وحقق عائدًا بلغ نحو نصف مليون دولار، وقد وصل ريع المهرجان فعلًا إلى غزة وأهلها.

محور الكون 

يحيى حوى في محور الكون وإطلاق الأحكام

وعن قصر نظر الإنسان يتحدث يحيى، فيروي لنا أنه وصل إلى الأردن بنية الدراسة الجامعية، بعد أن قضى طفولته وصباه في مكة المكرمة، وتتلمذ على يد شيوخ الحرم المكي، وأصبح قارئًا متقنًا للقرآن الكريم هو وإخوته.

لكن القدر كان يُخبِّئ له أجمل مما كان يتطلع إليه، حيث أصبح إمامًا لأحد أهم المساجد في عمّان، وهو مسجد الكالوتي الشهير منذ عام 1999، وكان الناس يتوافدون للصلاة خلفه، وقدّر الله له أن يتزوج في تلك الفترة من حياته.

وهنالك ظن يحيى أنه حصل على مبتغاه، وكان يجلس في محور الكون. لكن “أقدار الله سبحانه وتعالى أوسع من نظرتنا الضيقة” كما يقول يحيى. فقد كتب الله له أن يخرج للعالم، وأن يؤمّ في عدد من مساجد أوروبا وبريطانيا وكندا، وحينها أدرك يحيى كم أن الحياة واسعة شاسعة، وأن عطاء الله وكرمه لا ينتهيان، وأن دور الإنسان لا ينتهي، “وأن سعيه سوف يُرى”، ولا بد أن يكون دؤوبًا في كل مكان أقامه الله فيه.

إمام أم فنان؟!

يفاجئ عدنان يحيى بسؤاله: “أفنان أنت أم إمام؟!”، وذلك لما يرد على ألسنة الناس من تساؤلات عن هذا الموضوع، وربّما هي خلفية مجتمعية متأصلة في العقل الجمعي العربي، بأن كلّ شخص لا بدّ أن يكون له قالب واحد رغمًا عنه ولا يغادره!

استخدم يحيى المنطق والدليل العقلي في إجابته فقال: أنا لا أرى تعارُضًا! فمع أنني بدأت الإنشاد قبل الإمامة؛ فإني عندما أمَمْتُ الناس وواصلت الإنشاد، كنت أخطو على السبيل ذاتها، وهي الدعوة إلى الله وتقديم الرسالة السامية والهادفة. إلا أن الإشكال الوحيد الذي يمكن أن يُحدث لبسًا هو استخدام الموسيقى في الأعمال الإنشادية، والموسيقى كانت محطّ خلاف بين العلماء والفقهاء منذ القدم، وما زال الخلاف قائمًا، وسيبقى إلى يوم القيامة.

معضلة الالتزام والملتزمين

عن خروج يحيى حوى في فعالية مع المؤثر ضياء عليّان، يسأل عدنان: هل كان مناسبًا رغم ما يصدر من ضياء من تصرفات تخالف المسار الذي ينتهجه يحيى، من تديّن واتزان في طرح المبادئ والأفكار؟ مع كامل الاحترام لشخص ضياء، لكن الناس على منصات التواصل تعتبر أن من حقها التعليق والانتقاد، أليس كذلك؟

يجيب يحيى هنا: فلنقرّ ونعترف: إن مشكلة الملتزمين في بعض الأحيان أنهم يجلسون في برج عاجي، وينتظرون من الناس الصعود إليهم، لا.. بل انزل إلى الناس وتواضع وقدّم ووضح واصبر على أذاهم، إلى أن ترقى بهم وبأفكارهم. وإلا فلماذا سُمّي الداعيةُ داعيةً؟ لكي ينقل الناس من مسجد إلى مسجد؟! أهذا هو الداعية؟! أم الداعية هو الذي ينقل الناس من ظلمات الضلالة إلى نور الهداية؟ والدليل على ذلك أن التعامل مع شخص مثل ضياء دفعه إلى إعلان توبته على الملأ، وتراجع عن كثير من التصرفات السيئة، وهو الآن من أهم المؤثرين المتفاعلين مع موضوع غزة على نحو إيجابي.

 


اقرأ أيضًا:

اترك تعليقا

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني.

loader-image
london
London, GB
1:44 am, Jul 27, 2024
temperature icon 15°C
broken clouds
Humidity 84 %
Pressure 1013 mb
Wind 5 mph
Wind Gust Wind Gust: 12 mph
Clouds Clouds: 75%
Visibility Visibility: 0 km
Sunrise Sunrise: 5:17 am
Sunset Sunset: 8:56 pm