وزير الدفاع البريطاني يدعو إلى زيادة الإنفاق على الجيش
في دعوة صريحة لتعزيز الميزانية العسكرية، طالب رئيس هيئة الدفاع البريطانية السير توني رادكين بزيادة الإنفاق على الجيش. وأوضح خلال حديثه في برنامج “صنداي مع لورا كوينسبيرج” على قناة (BBC One) أن هذه المطالبة تُعد طبيعية من شخص في مثل منصبه، مؤكدًا أن أي مسؤول في موقعه سيسعى دائمًا للحصول على مزيد من الدعم للقطاع العسكري.
خطط حكومية لزيادة الإنفاق على الجيش
وكشف وزير الخزانة دارين جونز عن توجه الحكومة نحو رفع نسبة الإنفاق على الجيش من 2.3 في المئة إلى 2.5 في المئة من الدخل القومي. إلا أن هذا الإعلان لم يتضمن جدولًا زمنيًّا محددًا للتنفيذ، ولم يوضح ما إذا كان هذا الهدف سيُحقَّق قبل الانتخابات المقبلة المتوقعة بحلول عام 2029.
وأوضح جونز أن تحديد موعد نهائي لهذا الإنفاق مرتبط باستكمال مراجعة الاستراتيجية الدفاعية التي يقودها جورج روبرتسون، الوزير العمالي السابق والرئيس السابق لحلف الناتو. وتستهدف هذه المراجعة الشاملة، المقرر اكتمالها في الربيع، تقييم وضع القوات المسلحة والصعوبات الأمنية التي تواجه بريطانيا والإمكانات اللازمة للتصدي لها.
عقبات موازنة الإنفاق العام
نبّه جونز إلى أن زيادة الإنفاق العسكري ستتطلب إجراء تعديلات في قطاعات أخرى من الإنفاق العام. وفي هذا السياق، نقلت مصادر حكومية لهيئة الإذاعة البريطانية أن الوصول إلى زيادة الإنفاق على الجيش بنسبة 2.5 في المئة مسألة وقت فقط، مشيرة إلى أن فوز دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية قد عزز الاهتمام بضرورة تقوية القدرات العسكرية.
ويأتي هذا في ظل تصريحات متكررة لترامب يحث فيها الدول الأوروبية على رفع إنفاقها العسكري، محذرًا من أن الولايات المتحدة لن تتدخل للدفاع عن أي دولة لا تستجيب لهذه المطالب.
أما بريتي باتيل، وزيرة الخارجية المعينة حديثًا في حكومة الظل، فقد حددت موعدًا لتحقيق هذه الزيادة وهو عام 2030. وردًّا على استفسارات بشأن إمكانية قبول حزبها إجراء تخفيضات في قطاعات أخرى، أشارت إلى إمكانية تحقيق ذلك من خلال تحسين الكفاءة وإعادة هيكلة جهاز الخدمة المدنية.
وانتقدت باتيل أداء الحكومة في الميزانية الأخيرة، مؤكدة أنه كان بالإمكان اتخاذ خطوات أكثر وضوحًا نحو تحقيق هدف 2.5 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي لزيادة الإنفاق على الجيش. ونبّهت إلى أهمية هذه الزيادة في ظل الأوضاع الجيوسياسية المضطربة.
التداعيات الحالية للصراع الأوكراني
من جانبه نبّه السير توني إلى ضرورة إيجاد توازن بين طموحات البلاد والموارد المتاحة لتحقيقها، مؤكدًا حاجة القوات المسلحة لرؤية واضحة واستقرار طويل الأمد في التمويل.
هذا وقد أسهم الغزو الروسي لأوكرانيا في تصاعد المطالبات بتعزيز الميزانية الدفاعية البريطانية وزيادة الإنفاق على الجيش. وفي تحليله للوضع، كشف السير توني أن روسيا سجلت في أكتوبر أعلى معدل خسائر منذ بداية الحرب في 2022، بمتوسط 1,500 قتيل وجريح يوميًّا. ورغم تحفظ روسيا على إعلان خسائرها، أكد مسؤولو الدفاع الغربيون أن شهر أكتوبر شهد أعلى معدل للخسائر حتى الآن.
وأشار السير توني إلى أن الشعب الروسي يدفع ثمنًا باهظًا بسبب طموحات بوتين، متوقعًا أن تصل الخسائر الروسية إلى 700,000 بين قتيل وجريح. ولفت إلى أن هذه الخسائر الفادحة تأتي مقابل مكاسب إقليمية محدودة، رغم أن روسيا تحقق تقدمًا تكتيكيًّا يضغط على أوكرانيا.
وأضاف: إن روسيا تخصص أكثر من 40 في المئة من إنفاقها العام للدفاع والأمن، وهو ما يمثل استنزافًا كبيرًا لمواردها.
وبينما يلمح حلفاء ترامب إلى احتمال اضطرار الرئيس الأوكراني زيلينسكي للتنازل عن بعض الأراضي لإنهاء النزاع، أكد السير توني التزام الحلفاء الغربيين بدعم أوكرانيا مهما طال أمد الحرب، معتبرًا هذا الموقف رسالة واضحة لبوتين وطمأنة لزيلينسكي.
المصدر: بي بي سي
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇