وثائقي غزة.. وزيرة الثقافة تطالب بمراجعته بعد جدل بشأن التمويل

دعت وزيرة الثقافة البريطانية، ليزا ناندي، هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) إلى اتخاذ إجراءات بشأن الإخفاقات التي شابت بث وثائقي عن غزة؛ لضمان عدم تكرار “خطأ جسيم” من هذا النوع، منبّهة إلى ضرورة أن تشمل المراجعة قضايا الترجمة والتمويل.
أُزيل فيلم “غزة: كيف تعيش في منطقة حرب؟” من منصة (BBC iPlayer) بعد الكشف عن أن الطفل الراوي عبد الله هو نجل أيمن اليازوري، الذي شغل منصب نائب وزير الزراعة في حركة حماس. وقدمت (BBC) اعتذارًا عن إنتاج الوثائقي عقب مراجعة أولية، فيما أُطلقت تحقيقات داخلية إضافية.
تمويل الراوي
أفادت (BBC) بأنها طلبت “ضمانات إضافية” من شركة الإنتاج هويو فيلمز بعد اعتراف الأخيرة بأنها دفعت لوالدة الطفل عبد الله مبلغًا محدودًا عبر الحساب البنكي لشقيقته مقابل أداء التعليق الصوتي.
ظهرت مزاعم أخرى بشأن أخطاء في ترجمة بعض أجزاء الوثائقي، فضلًا عن ارتباط أطفال آخرين ظهروا في الفيلم بحركة حماس المصنفة منظمةً إرهابية في بريطانيا.
موقف الحكومة البريطانية
في بيان مكتوب إلى النواب، أعربت ناندي عن “الصدمة وخيبة الأمل الكبيرة”، مشيرة إلى أن (BBC) ومجلس إدارتها أقروا بوجود “عدد من الإخفاقات الجسيمة” في عمليات التكليف والتحرير. وأضافت أن هذه الأخطاء “تقوض الثقة الحيوية في مؤسسة يجب أن تحظى بثقة الجمهور”.
أشارت ناندي إلى أنها تواصلت مع رئيس مجلس إدارة (BBC)، سمير شاه، وأبلغته بمخاوفها، مطالبةً بأن تشمل المراجعة تدقيقًا ماليًّا صارمًا ومعالجة المخاوف المتعلقة بالترجمة. كما أكدت أنها تنتظر مزيدًا من التفاصيل والضمانات بشأن الإجراءات التصحيحية.
قال المدير العام لـ(BBC)، تيم دايفي، أمام لجنة الثقافة والإعلام والرياضة: إنه “يعرب عن أسفه البالغ” للجمهور، مؤكدًا أن المؤسسة لا ترغب في أن تظهر “عيوب” في عملية إنتاج البرامج.
ردود فعل الإعلاميين أدان أكثر من 500 شخصية إعلامية، من بينهم المذيع غاري لينيكر والممثلة مريم مارغولييس والممثل رضوان أحمد، قرار سحب الوثائقي. في المقابل، دعا مسؤولون سابقون في (BBC) إلى إجراء تحقيق مستقل شامل.
تدخل هيئة الرقابة
من جانبه حذر رئيس هيئة تنظيم الاتصالات (Ofcom)، اللورد غرايد، من أن الهيئة قد تتدخل إذا لم تكن نتائج التحقيق الداخلي مرضية. أكدت ناندي أن “واجب الإبلاغ عما يحدث للناس في غزة أمر أساسي”، منبّهة إلى ضرورة أن تمارس (BBC) وغيرها من المؤسسات الإعلامية “أقصى درجات الحيطة والاجتهاد” في تغطية النزاع.
وأوضحت الوزيرة أن “من مصلحة الجميع أن يحظى الجمهور بالثقة في المعلومات التي يتلقاها”.
إقرأ أيّضا
الرابط المختصر هنا ⬇