هل بريطانيا قادرة على الصمود أمام هجوم سيبراني كبير؟
تأثرت معظم الشركات والمؤسسات في العديد من دول العالم بعطل تكنولوجي قد يكون الأشد تأثيرًا، منذ أن بدأت الدول بالاعتماد على تكنولوجيا المعلومات في معظم المجالات، فيما حذَّر بعض خبراء التكنولوجيا في بريطانيا من إمكانية استغلال مثل هذه الأعطال، لشن هجوم سيبراني واسع النطاق.
ما أكثر القطاعات تضررًا من العطل التكنولوجي الأخير؟
هذا ونتج عن العطل، إلغاء العديد من الرحلات الجوية، وتأخير رحلات القطارات، وتوقف البث التلفزيوني، وإلغاء مواعيد المستشفيات، وتوقف خدمات الدفع الإلكتروني.
وكانت الدول الأكثر تطورًا واعتمادًا على قطاع التكنولوجيا مثل بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية من بين الأكثر تضررًا بالعطل التكنولوجي الذي اتضح لاحقًا أنه لم ينتج عن هجوم روسي كما روج البعض، وإنما كانت نتيجة تحديث إحدى الشركات التابعة لمايكروسوفت لبرنامجها الخاصة بالأمن السيبراني والذي سرعان ما خرج عن السيطرة وتسبب بالعطل.
وفي ظل الخسائر الكبيرة التي تكبدتها بعض الشركات والمؤسسات في بريطانيا نتيجة العطل التكنولوجي الحاصل يتساءل خبراء التكنولوجيا عن مدى قدرة بريطانيا على الصمود أمام هجوم سيبراني كبير.
ويبدو أن السؤال المطروح اليوم هو مدى قدرة الشركات المتضررة من العطل على العودة إلى ماكانت عليه، وليس المقصود هنا بالطبع الرحلات الجوية التي ستعاود شركات الطيران تنظيمها قريبًا.
لكن الأمر يتعلق بالقطاعات التي تعاني أصلًا من من ضغوطات ومشكلات تقنية مثل مؤسسات الخدمات الصحية، فمن غير المعروف ما إذا كانت هذه المنظمات قد احتفظت بنسخ احتياطية فعالة من البيانات.
استغلال الأعطال التقنية لتنفيذ هجوم سيبراني واسع النطاق
هذا ويعتقد البعض أن حكومة حزب العمال في بريطانيا تمتلك اليوم فرصة ذهبية لمناقش المسائل المتعلقة بأمن تكنولوجيات المعلومات، حيث أشار أحد الموظفين الحكوميين في بريطانيا إلى أنه يجب على بريطانيا وغيرها من الدول الغربية أن تنظر فيما إذا كانت معرضة للمخاطر التكنولوجية.
وعلى الرغم من أن العطل الأخير ناجم عن خطأ بشري، إلا أنه من السابق لأوانه البت في السبب الحقيقي للعطل، وسبق وأن تعرضت أنظمة التحديث التلقائية لبرامج الأمن السيبراني للاختراق من قبل دولة وصفتها بريطانيا بالمعادية.
وفي عام 2020 تمكن قراصنة روس، من اختراق إحدى تحديثات برنامج إدارة الشبكة (Orion)، واستخدموه للوصول إلى البيانات الخاصة بالإدارات الحكومية الأمريكية مثل البنتاغون ووزارة المالية.
ولم يتضح بعد إلى أي مدى استطاع القراصنة الروس التجسس على بيانات الإدارة الأمريكية، لكن الهجوم الإلكتروني تسبب بإحراج الولايات المتحدة الامريكية بعد أن فضح الثغرات في نظامها الأمني الإلكتروني.
وبكل الأحوال فإنه من المستبعد أن ينتهي الصراع الأمني السيبراني مع روسيا بإعلان الحرب، لكن الخطير في الأمر هو أن العطل التكنولوجي الناجم عن أي خطأ في تحديث إحدى برامج الأمن السيبراني، يمكن استغلاله لإحداث خرق إلكتروني أشد تأثيرًا.
هشاشة النظام التكنولوجي!
وخير مثال ذلك، الهجوم الإلكتروني على شركة اتصالات كييف (Kyivstar)، والذي أدى لتعطل الشركة عدة أيام في كانون الأول/ ديسمبر عام 2023، بعد أن تمكنت البرمجيات الخبيثة من تعطيل خوادم الشركة.
ولعل ما يزيد خطورة الحرب الإلكترونية هي أنها لا تكترث بحدود البلدان، كما أن أي اختراق للثغرات الأمنية الإلكترونية في شركة معينة يمكن أن ينتشر سريعًا في شركات أخرى.
ولعل أبرز مثال على ذلك، الهجوم الإلكتروني الذي استهدف الشركات الأوكرانية عام 2017، والذي سرعان ما وصل إلى شركة شحن دنماركية وكاد أن يقضي على نظامها التكنولوجي.
ويبقى التحدي الأكبر أمام خبراء التكنولوجيا هو وضع حد للأعطال التكنولوجية، التي تحدث على نطاق واسع، سواء كانت عرضية أو مقصودة، إذ لا يوجد حتى الآن طريقة واضحة لتجنب هذه الأعطال.
وفي هذا الصدد يقول كياران مارتن المدير السابق لمركز الأمن الوطني السيبراني في بريطانيا:” إن ما يجري الآن هو مثال على الهشاشة الكامنة في قلب نظامنا التكنولوجي، لكن الأمر لا يقتصر على هذا العطل فقط، بل إن العواقب المترتبة على أي هجوم أو عطل إلكتروني آخر قد تكون وخيمة..
المصدر: الغارديان
اقرأ أيضاً :
الرابط المختصر هنا ⬇
16°C
