تقرير صادم: 90% من شوارع وحدائق إنجلترا ملوثة بالنفايات

كشف تقرير جديد عن واقع مزرٍ للنظافة العامة في إنجلترا، حيث أظهرت دراسة موسعة أن 90 في المئة من الشوارع والحدائق العامة تعاني من انتشار النفايات، في حين أن واحدة فقط من كل عشر مناطق كانت خالية من القمامة.
على مدار 11 عامًا، بين 2013 و2024، أعدّ باحثو منظمة (Keep Britain Tidy) دراسة شاملة تضمنت المشي لمسافة 1,140 ميلًا عبر مختلف البيئات الحضرية والريفية، بدءًا من القرى الصغيرة والمجمعات السكنية، وصولًا إلى الحدائق ومراكز المدن، وذلك بهدف تقييم مستوى التلوث بالنفايات في شوارع إنجلترا.
وأظهرت نتائج الدراسة، التي نُشرت في تقرير بعنوان: واقع النفايات (A Rubbish Reality)، أن تسعة فقط من كل 100 موقع خضعت للمسح كانت نظيفة تمامًا، أما الشوارع الواقعة في أكثر المناطق فقرًا فقد تبين أنها كانت معرضة للتلوث بالنفايات بمعدل ثلاثة أضعاف مقارنة بأكثر المناطق ثراءً.
أكثر النفايات انتشارًا في الشوارع

كشفت الدراسة أن أعقاب السجائر وعبواتها كانت أكثر النفايات شيوعًا، تليها أغلفة الحلويات والشوكولاتة والعلكة، إضافة إلى زجاجات المشروبات، التي تُمثل نسبة كبيرة من النفايات التي لم تُلقَ في الحاويات المخصصة.
لم يقتصر التقرير على قياس مدى انتشار النفايات، بل سلّط الضوء على تأثيراتها العميقة على الصحة النفسية، والإحساس بالأمان، والتنمية الاقتصادية. وبهذا الشأن قالت أليسون أوجدن-نيوتن، الرئيسة التنفيذية لمنظمة (Keep Britain Tidy):
“لا يُعَد انتشار النفايات من العوامل المستخدمة في قياس الفقر أو التفاوت الاجتماعي، لكن ما توصلنا إليه هو أن لها تأثيرًا عميقًا. إنها تجعل الناس يشعرون بعدم الأمان، وتجعلهم يخجلون من الأماكن التي يعيشون أو يعملون فيها”.
وتوصل الاستطلاع المصاحب للدراسة إلى أنه عند عرض صورة لشارع ممتلئ بالنفايات، أفاد ثلثا المشاركين بأنهم لن يشعروا بالأمان عند السير فيه ليلًا، في حين قال واحد من كل سبعة: إن العيش في مثل هذه البيئة قد يكون له تأثير سلبي على صحته النفسية.
النفايات تهدد الاستثمارات والتطوير العمراني

كشفت الدراسة أن 87 في المئة من المشاركين في الاستطلاع أكدوا أنهم سيترددون في شراء أو استئجار منزل في منطقة تعاني من انتشار النفايات، في حين رأى أكثر من ثلاثة أرباع المستطلعة آراؤهم أن تفشي القمامة قد يكون عاملًا بارزًا في عزوف الاستثمارات التجارية عن دخول تلك المناطق، ما يؤثر على فرص النمو الاقتصادي.
وأضافت أوجدن-نيوتن: “هذا مؤشر واضح على ضرورة التعامل مع الأزمة بجدية، ليس فقط من أجل تحسين نوعية الحياة لسكان تلك المناطق، ولكن أيضًا لجذب الاستثمارات وإيجاد فرص جديدة”.
حلول مقترحة

نبّهت أوجدن-نيوتن إلى ضرورة تحميل الشركات المصنعة مسؤولية إدارة النفايات الناتجة عن منتجاتها، مشيرة إلى أن الحلول الجذرية تتطلب استراتيجية جديدة للحد من انتشار القمامة في الشوارع. وأكدت المنظمة دعمها الكامل لإطلاق نظام استرداد الودائع، وهو مبادرة لإعادة التدوير تقتضي دفع المستهلكين وديعة على عبوات المشروبات ذات الاستخدام الواحد، يمكن استردادها عند إعادة العبوة الفارغة.
ومن المقرر أن يدخل هذا النظام حيز التنفيذ في إنجلترا واسكتلندا وأيرلندا الشمالية بحلول عام 2027، ويُتوقَّع أن يكون له أثر كبير في الحد من النفايات الناتجة عن عبوات المشروبات البلاستيكية والمعدنية.
وأوضحت أوجدن-نيوتن أن: “بريطانيا تُعدّ من أكبر مستهلكي الطعام والمشروبات الجاهزة في أوروبا، ما يؤدي إلى إنتاج كميات هائلة من العبوات البلاستيكية والمعدنية. سيُسهِم نظام استرداد الودائع في إحداث تحول جذري، من خلال تقليل عدد العبوات التي تُلقى في الشوارع، وزيادة معدلات إعادة التدوير”.
إقرأ أيّضا
الرابط المختصر هنا ⬇