ندوة عرب بريطانيا: هذا ما تعلمه أطباؤنا من أطفال غزة
“لم يطلبوا منه سوى أقلام ليرسموا وطنهم محررًا” هكذا كان رد مجموعة من أطفال غزة على الدكتور محمد شعلان عندما شاهد رسوماتهم وطلب منهم المزيد، بينما قال الدكتور رياض مشارقة “ذهبنا لنواسيهم فعلمونا معنى الصمود” واصفًا صلابة إيمان الغزيين في مواجهة المحن، بينما رأى الدكتور خالد دواس أن التعاطف مع غزة وحده لا يكفي خلال ندوة لمنصة العرب في بريطانيا بعنوان “أطباء عائدون من غزة كيف كانت التجربة؟”
أقيمت الندوة يوم السبت الموافق 27 نيسان/ إبريل في (P21 Gallery) وسط العاصمة البريطانية لندن، واستمرت فعاليات الندوة ساعتين، وسط حضور لافت وكبير من عرب وبريطانيين تفاعلوا طوال الندوة بأسئلتهم للأطباء المشاركين في الندوة.
لقاء وجاهي مع أطباء عائدين من غزة
منصة العرب في بريطانيا التقت الدكتور محمد شعلان وهو طبيب واستشاري مقيم في إيرلندا، وكان له تجربة طويلة خلال حصار غزة، إذ إنه كان في القطاع مع الطواقم الطبية التي واجهت كثيرًا من المخاطر والمصاعب.
شعلان قال للعرب في بريطانيا: “خلال الفترة التي قضيتها شاهدت أكبر كارثة إنسانية، فور دخولي المستشفى وجدت آلاف المصابين، افتقرت المشافي للمعدات الطبية، والكثير من المصابين تلوثت جروحهم بسبب بقائهم على الإسعافات البدائية لأشهر.
وأضاف: “لقد كنت شاهدًا على عدوان سابق على غزة في العام 2012، المستشفى تعني للغزيين كل شيء، لا أتحدث هنا عن أنها المكان الذي يتلقون فيه العلاج، بل هنالك الكثير من الأسر التي لم يعد لها بيت فبقيت تقطن ممرات المشفى، وهي أيضًا مصدر للكهرباء، ومكان يلعب فيه الأطفال الذين رغم ما يعيشونه ظلوا يرسمون صورًا تحمل آمالهم بفلسطين محررة”.
من ناحيته قال الدكتور رياض مشارقة رئيس تجمع الأطباء الفلسطينيين في أوروبا إن غزة تحت الحصار منذ 17 عامًا وليس منذ أشهر، وكل هذه الفترة منع جيش الاحتلال دخول الإمدادات الطبية لها، وما دخل لها من معدات وهو القليل الذي جلبه الأطباء المتطوعون معهم ولا يكفي لعلاج الأعداد الهائلة من الجرحى، واجه الأطباء نقصًا في كل المعدات الطبية وأنواع الأدوية.
وأردف قائلًا: “هنالك جانب لا يتحدث عنه كثير وهو المرضى وليس فقط الجرحى، لقد واجهنا كارثة على مستوى أصحاب الأمراض المزمنة، وكذلك بالنسبة لمرضى الفشل الكلوي، أو من يواجهون مشكلات في النظر ومرضى الربو وغيره من الأمراض، هؤلاء كانوا يعانون الأمرين بسبب تركيز الأطباء على الإصابات الخطيرة، فالعدوان خلف عشرات آلاف الإصابات الخطيرة بقصفه الهمجي ما جعل التركيز على الأمراض أمرًا صعبًا جدًا.
معاناة أهل غزة
أما الدكتور خالد دواس وهو استشاري جراحة عامة، قال للعرب في بريطانيا: “أصعب ما واجهته خلال تواجدي في غزة هو مرحلة انتهاء علاج المصابين، كان يجب أن يتبعوا نظامًا غذائيًّا بعد العمل الجراحي، كانوا لا يستطيعون تأمين أبسط أنواع الطعام ما جعل حالاتهم تزداد سوءًا حتى بعد نجاح العمل الجراحي”.
دواس أضاف: “يعيش أهل غزة الآن أشد أنواع الفقر، وأقسى أنواع المجاعات حول العالم، في الدول التي شهدت مجاعات كانت المنظمات الإغاثية تقوم بدورها، لكن الوضع مختلف في غزة، ما يحدث الآن هو إبادة جماعية لا تقتصر على الإبادة باستخدام السلاح، بل بالتجويع أيضًا وهو أشد قسوة، مع تعلمنا من أهل غزة معنى الصمود وكانوا هم من يرفعون معنوياتنا وليس العكس”.
يذكر أن عددًا كبيرًا من الأطباء العرب طالبوا بفتح جسر إنساني لإدخال المساعدات الطبية إلى القطاع المحاصر، معظم هؤلاء الأطباء يواجهون القصف الإسرائيلي على مدار الساعة، ويقدم الأطباء الذين أتيحت لهم فرصة الدخول إلى غزة قصص شهادات صادمة عما رأوه داخل القطاع المحاصر، وتستخدم هذه الشهادات أمام المحاكم الدولية كدليل موثوق على جرائم الاحتلال الإسرائيلي.
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
أخبار ذات صلة
16°C
