ميزانية بريطانيا 2025: كيف ستؤثر التغييرات الضريبية والمعاشات على أموالك؟
مع اقتراب موعد ميزانية بريطانيا لعام 2025 بعد أقل من أسبوعين، بدأت وزيرة المالية راشيل ريفز بتقديم مؤشرات واضحة عن سياسات الحكومة المرتقبة بشأن الضرائب والإنفاق. وتأتي هذه التحركات وسط توقعات بإجراءات تستهدف حل مشكلة فقر الأطفال، وتعديل ضريبة الدخل وتحديث نظام الادخار والمعاشات بما يتماشى مع أولويات الاقتصاد الوطني.
وفي حديثها مع هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، أكدت ريفز أن الحكومة ستتخذ خطوات للحد من فقر الأطفال، ولا سيما في العائلات الكبيرة، وهو ما قد يشمل إلغاء الحد الأقصى لطفلين للحصول على بعض المزايا الاجتماعية، بعد أن فرضه حزب المحافظين عام 2017. إلا أن التفاصيل الخاصة برفع الحد الأعلى أو تقليل المدفوعات للأطفال الإضافيين لم تُعلن بعد.
وأوضحت ريفز أن الالتزام الكامل ببرنامج حزب العمال الانتخابي يتطلب خفضًا حادًّا في الإنفاق العام، وهو خيار استبعدته؛ نظرًا لتأثيره السلبي على نمو الاقتصاد.
أبرز التوقعات لميزانية بريطانيا 2025
1- الضرائب والمعاشات

وفقًا لتقارير صحيفة التلغراف، استبعدت ريفز خفض المبلغ الذي يمكن سحبه من صندوق المعاشات كأموال معفاة من الضرائب، وهو حاليًّا 25 في المئة من المدخرات بحدّ أقصى قدره 268,275 باوند لمن تجاوز سن الـ55. وقد أُثيرت تكهنات بخفض هذا الحد إلى مئة ألف باوند، لكن الخطر يبدو أقل حدّة الآن.
وأكد توم سيلبي من (AJ Bell) أن أي هجوم على الأموال المعفاة من الضرائب كان ليكون خطوة خاطئة، منبّهًا إلى أن الشائعات المتكررة تضر بثقة الأفراد في الادخار الطويل الأمد، وقد تدفعهم إلى اتخاذ قرارات قصيرة الأجل تؤثر في خططهم المالية المستقبلية.
وبحسَب دراسة أجرتها منصة (Unbiased)، يشعر أكثر من نصف البريطانيين (51 في المئة) بالتشاؤم حيال الميزانية، مع تصدر الإعفاءات الضريبية للمعاشات، وضريبة الميراث ورسوم الممتلكات قائمة المخاوف، وأكبر مستويات القلق بين الفئات العمرية 35–44 (66 في المئة) و65 عامًا فما فوق (62 في المئة).
2- زيادات محتملة في الضرائب العامة
ومن المتوقع أن تشمل الميزانية تغييرات في ضريبة الدخل، والضرائب العقارية، ورسوم السيارات ورسوم التأمين، إلى جانب تعديلات على حسابات الادخار الفردية (ISAs) لتشجيع الاستثمار في الأسهم. وقد تتضمن إجراءات لتعزيز مساهمات أصحاب المعاشات الكبيرة أو الحد من السحوبات الضخمة المعفاة من الضرائب.
وتشير التقديرات إلى أن زيادة ضريبة الدخل الأساسية من 20 إلى 21 في المئة قد تجمع نحو 23 مليار باوند على مدى ثلاث سنوات، أما الزيادات على الشرائح العليا فقد تضيف عشرات الملايين سنويًّا.
3– قطاع الأعمال والعقبات الاقتصادية
وفي ظل ارتفاع تكاليف أصحاب الأعمال وزيادة الحد الأدنى للأجور، تواجه الحكومة ضغوطًا لتعزيز النمو الاقتصادي، لكن ذلك قد يأتي على حساب الأفراد الذين سيواجهون ضرائب أعلى وتكاليف معيشية متزايدة.
بينما يترقب المواطنون تفاصيل الميزانية، يظهر أن القرار النهائي لن يكون مجرد أرقام على الورق، بل اختبارًا لقدرة الحكومة على موازنة الضرورات الاقتصادية مع حماية الفئات الضعيفة.
من هذا المنطلق، يبدو أن الحذر في التخطيط المالي الفردي أصبح ضرورة، وأن أي تغييرات ضريبية أو قيود على الادخار يجب أن تُقاس بعين الواقع، لا بالمخططات النظرية فقط. ويظل السؤال مطروحًا: هل ستتمكن الحكومة من تحقيق التوازن بين جمع الإيرادات وحماية المواطنين دون أن تُحدث صدمة في حياة الأسر البريطانية؟
المصدر: Forbes
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
