مواليد كورونا يدخلون المدارس في ظل مخاوف على صحتهم النفسية
وُلِد جيل جديد في خِضَمّ وباء كوفيد-19، جيل شهد طفولته المبكرة في ظل ظروف استثنائية لم يسبق لها مثيل. الإغلاقات، والتباعد الاجتماعي، والحد من التفاعلات الاجتماعية المباشرة تركت أثرًا كبيرًا على نمو هؤلاء الأطفال، ولا سيما صحتهم النفسية والاجتماعية. ومع دخول هؤلاء الأطفال مرحلة رياض الأطفال والمدارس الابتدائية، تتزايد المخاوف بشأن تأثر تحصيلهم الدراسي وتطورهم الشامل.
تأثير الوباء على النمو اللغوي والاجتماعي
وأظهرت الدراسات أن الأطفال الذين وُلِدوا خلال الوباء يعانون من تأخر نطقهم وبطء تطور مهاراتهم اللغوية، مقارنة بأقرانهم الذين وُلِدوا قبل الوباء. ويعزى ذلك إلى نقص التفاعلات الاجتماعية المباشرة، التي تُعَد حجر الزاوية في تعلم اللغة. أضف إلى ذلك أن ارتداء الكِمَامات حدَّ من قدرة الأطفال على فهم تعبيرات الوجه وقراءة لغة الجسد، ما أثر على تطورهم الاجتماعي والعاطفي.
فضلًا عن ذلك، أشارت التقارير إلى زيادة التصرفات السلبية لدى الأطفال، مثل العنف والعدوان، وصعوبة التركيز والتكيف مع العادات المدرسية. ويعود ذلك إلى الشعور بالقلق والتوتر الناتج عن الوباء، إضافة إلى نقص المهارات الاجتماعية التي اكتسبها الأطفال عادة من خلال اللعب والتفاعل مع أقرانهم.
صعوبات تواجه المدارس والمعلمين
ويواجه المعلمون صعوبات كبيرة في التعامل مع هذه الفئة من الأطفال. فإضافة إلى نقص الموارد والكوادر، يفتقر العديد من المعلمين إلى التدريب الكافي على طرق التعامل مع الأطفال الذين يعانون من صعوبات في التعلم والسلوك.
كما تواجه المدارس عقبات في توفير الدعم اللازم للأطفال وأسرهم، ولا سيما في المناطق المحرومة. فالنقص في خدمات الصحة النفسية والعلاج اللغوي يُصعّب مهمة تقديم الرعاية المناسبة للأطفال الذين يحتاجون إليها.
دور الأسرة في دعم الأطفال
يشار إلى أنّ للأسرة دورًا حاسمًا في دعم الأطفال وتوفير بيئة آمنة ومحفزة لهم. ويمكن للآباء والأمهات الإسهام في تعزيز نمو أطفالهم من خلال:
- القراءة اليومية: تساعد القراءة على زيادة المفردات وتحسين مهارات الاستماع والتركيز.
- التحدث إلى الأطفال: يجب على الآباء والأمهات التحدث إلى أطفالهم بانتظام، وحثّهم على التعبير عن أحاسيسهم.
- توفير فرص للتفاعل الاجتماعي: يمكن للآباء والأمهات تنظيم أنشطة اجتماعية للأطفال مع أقرانهم، مثل اللعب الجماعي أو حضور الدروس الخصوصية.
- طلب المساعدة: إذا لاحظ الآباء أي تأخر في نمو أطفالهم، يجب عليهم طلب المساعدة من المتخصصين.
المصدر الغارديان
إقرأ أيَّضا
الرابط المختصر هنا ⬇