مهندس بريطاني يتهم الحكومة بتجاهل مسألة إجلاء مواطنيها من غزة
يتهم مهندس بريطاني محاصر في غزة حكومته بالتقاعس عن مساعدته هو ومئات المواطنين البريطانيين الآخرين على الخروج من القطاع. ويقول المهندس: إنه يخشى انتشار الكوليرا في المدارس الممتلئة بالنازحين نتيجة العدوان الإسرائيلي على القطاع.
ويقول مشير الفرّا، الذي يبلغ من العمر 62 عامًا: إنه سافر إلى غزّة في سبتمبر الماضي لزيارة أقاربه، وإنه كان ينوي العودة إلى شيفيلد في أكتوبر، حيث يعمل ويقطن مع أسرته.
ولكن بسبب العدوان الإسرائيلي والحصار المفروض على قطاع غزة، لا يستطيع مشير الفرّا، الذي شهد مقتل 43 فردًا من أسرته خلال الأسابيع الماضية، العودة إلى بريطانيا.
مهندس بريطاني محاصر في قطاع غزة
ويقيم مشير الآن في جنوب غزة في منطقة خان يونس، ويقول: إنه علم باكتشاف بعض حالات الكوليرا في إحدى المدارس التابعة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة الفلسطينيين (الأونروا) التي اتخذها أهل غزة ملجأً لهم. إذ فرّ نحو 800 ألف فلسطيني من شمال غزة إلى جنوبها بسبب تهديدات القوات الإسرائيلية.
ولكن إلى الآن، لم يُؤكَّد وجود حالات كوليرا في مدارس الأونروا.
وقال: إن المدارس تُؤوِي في المتوسط 2,000 شخص، وفي ظل منع القوات الإسرائيلية إمدادات المياه عن القطاع، فإن المراحيض إما تفيض وإما تتعطل عن العمل. وأضاف: إن الظروف المعيشية في غزة غير صحية وتتفاقم يومًا بعد يوم.
هذا وبدأت عمليات إجلاء المواطنين الأجانب والجرحى عبر معبر رفح إلى مصر يوم الأربعاء، مع مغادرة اثنين من عمال الإغاثة البريطانيين المنطقة. ولكن لم تظهر أي أسماء بريطانية في قائمة سلطات الحدود يوم الخميس للأجانب الذين سيكون بمقدورهم المغادرة عبر المعبر.
ومشير الفرّا وابنه المولود في المملكة المتحدة قاسم، 21 عامًا، وابن أخيه، البريطاني الفلسطيني محمد الغلاييني، 44 عامًا، هم من أصل 200 مواطن بريطاني عالقين في غزة.
وقالت وزارة الخارجية البريطانية يوم الأربعاء، الأول من نوفمبر: إن إجلاء المواطنين البريطانيين سيكون على “مراحل خلال الأيام المقبلة”، حيث إن “المعبر سيكون مفتوحًا لفترات محدودة وخاضعة للرقابة”.
وقالت وزارة الخارجية: إنها “قدمت قائمة كاملة بأسماء المواطنين البريطانيين وأسرهم في غزة إلى السلطات الإسرائيلية والمصرية، مع منح الأولوية لمن يعانون من مشكلات صحية أو إصابات خطيرة”.
ولكن انتقد مشير الحكومة البريطانية لعدم ضغطها على “إسرائيل” من أجل وقف العدوان الغاشم على غزة والسماح لها بإجلاء مواطنيها. وقال: إنه كان بإمكان الحكومة أن تفعل المزيد لدعم محنة الفلسطينيين البريطانيين العالقين في القطاع، الذي يتعرض لأشرس قصف إسرائيلي منذ بدء العدوان.
وقال: “نحن لسنا بريطانيين بما فيه الكفاية بالنسبة إلى الحكومة البريطانية، فعندما يتعلق الأمر بإسرائيل، لا تتدخّل أبدًا لحمايتنا!”.
View this post on Instagram
ويصف الفرّا الوضع الإنساني في غزة بأنه “مأساوي”، حيث يعاني الناس من نقص حاد في المياه والغذاء والوقود والدواء. ويقول: إنه يساعد في توزيع المؤن على المحتاجين. وإن ذلك لا يقتصر على الفقراء فقط؛ فكثير من الأثرياء فقدوا ممتلكاتهم بسبب القصف أو لا يجدون طعامًا لشرائه.
ويقول: لقد استولى الرعب على الأطفال، وهم خائفون من الموت بسبب القصف العشوائي الذي يستهدف المنازل والمدارس والمستشفيات.
المصدر: iNews
اقرأ ايضًا
محطات القطار في لندن تشهد احتجاجات تضامنية مع غزة
لماذا تصمت بريطانيا عن مصير الفلسطينيين البريطانيين العالقين في غزة؟
الرابط المختصر هنا ⬇