قصة نجاح.. من أهوال الحرب في سوريا إلى افتتاح أول مطعم معجنات سورية في برايتون
لكل إنسان في هذه الحياة أهداف شخصية يسعى إلى تحقيقها، ولا بد أن يواجه العقبات والتغيرات الفجائية في مناخ الحياة المتقلب والحافل بالمفاجآت. وفي هذا التقرير سنتعرف على قصة نجاح امتزجت حروفها بمشاعر الخوف أحيانًا، وتسلَّل اليأس إلى سطورها أحيانًا أخرى، ولكن روح التحدي قادت بطلها بخُطى ثابتة نحو النجاح بافتتاحه “أول مطعم معجنات سورية في برايتون البريطانية”.
محمد علي عثمان، سوري وُلِد في شمال حلب ويقيم في برايتون، شرح لمراسل منصة العرب في بريطانيا AUK في مقابلة حصرية معه قصة هروبه من الحرب في سوريا، وكيف تغلَّب على جميع الظروف الصعبة ليحقق مراده ويفتتح أول متجر للمعجنات السورية في برايتون أطلق عليه اسم “معجنات دمشق“.
قصة لاجئ سوري عانى الأمرّين
كان محمد يبلغ من العمر 26 عامًا عندما فرَّ من الحرب في سوريا إلى تركيا ثم إلى اليونان، ليصل أخيرًا إلى المملكة المتحدة بعد رحلة محفوفة بالمخاطر دامت أكثر من ثلاثة أشهر على متن قارب. وصل إلى المملكة المتحدة بوصفه طالب لجوء، ثم بعد خمسة أشهر أصبح لاجئًا بصفة رسمية. (https://texasdls.com)
قال محمد: “كنت بحاجة ماسة إلى تعلّم اللغة الإنجليزية. وفي العامَين الأولَين من إقامتي في المملكة المتحدة، عملت في مجال توصيل الطلبات لتتسنّى لي فرصة متابعة دراستي”.
وأضاف: “كانت هذه من أصعب الأوقات التي مررت بها؛ كان عليَّ أن أحصل على أكبر عدد ممكن من نوبات التوصيل إلى جانب الدراسة؛ من أجل ادخار المال بعد أن أنفقت كل ما أملك”.
وبعد عامين ونصف من التأقلم مع بلد جديد وتعلم اللغة وتكوين صداقات وكسب لقمة العيش، تمكن محمد من إحضار زوجته من سوريا إلى المملكة المتحدة. ولكن عندما أدرك أن عمله في مجال توصيل الطلبات لن يكون كافيًا لإعالة أسرته قرر استخدام خبرته التجارية التي استفادها في سوريا والبدء بتأسيس عمله الخاص في برايتون.
قال محمد: “لقد لاحظت عدم وجود متاجر للمعجنات السورية في المدينة، ورأيت أن من الرائع إضافة طعم الوطن إلى برايتون”.
“لقد بدأت بالمشروع أنا وشخصان آخران، والآن أصبحنا ستة شركاء. لم يجمعنا العمل فقط، بل جمعتنا الغربة وجعلتنا إخوة متعاضدين ومتحابين”.
محمد يفتتح أول مطعم معجنات سورية في برايتون
اقترض محمد المال من بعض أفراد عائلته وأصدقائه؛ لتحقيق حلمه بافتتاح المتجر. وبعد أن خطا أول خطوة له في طريق النجاح استطاع دفع ديونه، وهو الآن يطمح إلى تطوير المتجر وتوسيعه.
ويُباع في مطعم “معجنات دمشق” الواقع في شارع ويسترن رود (Western Road) في برايتون أنواع مختلفة من المعجنات السورية اللذيذة المخبوزة في المنزل والمصنوعة من مواد طازجة، ويشمل ذلك: فطائر الزعتر والصفيحة (فطائر اللحم المفروم) وشاورما الدجاج والمحمرة وغيرها.
وبعد أن بدأ الزبائن بارتياد المطعم – ولو من أجل تناول فنجان من الشاي فقط – بدأ محمد بتقديم وجبات الإفطار وأنواع مختلفة من الحلويات السورية. والآن خُصّصت زاوية صغيرة داخل المطعم يجلس فيها الزبائن للتواصل والاستمتاع بالمأكولات والمشروبات اللذيذة. وسرعان ما أصبح “معجنات دمشق” مكانًا محبوبًا لجميع الزبائن من مختلف الجنسيات.
هذا ويمتلك المتجر موقعًا إلكترونيًّا خاصًّا به وحسابات على إنستغرام و فيسبوك. وفي هذا السياق قال محمد: “على الرغم من نشاطنا على مواقع التواصل الاجتماعي، فإننا نُفضِّل التواصل الشخصيّ مع معظم زبائننا؛ باعتباره أقل تكلفة في هذه الظروف المعيشية الصعبة”.
ومع ذلك فقد ساعدت مواقع التواصل الاجتماعي المتجر في توسيع قاعدته الجماهيرية المستهدفة، وبدأ بخدمة توصيل الطعام إلى حفلات الزفاف والمؤتمرات وأنشطة المساجد. ومن هنا بدأ المطعم بإضافة أطباق جديدة إلى قائمة الطعام الخاصة به، مثل: اللحوم المشوية والكبة والأرز والعديد من الأطباق السورية.
استطاع محمد خلال ست سنوات في بريطانيا التعامل مع المعوِّقات والصعوبات، وتحويل حلمه إلى حقيقة، وهو يصر على المضي قدمًا في طريق النجاح وتطوير متجره وتوسيعه، فضلًا عن احتمال فتح مستودع أو مخبز كبير.
تجربة محمد تعلّمنا ألا نسمح للخوف أو اليأس أن يَصُدَّنا عن تحقيق طموحاتنا، وأن الطموحات الأكثر نجاحًا هي التي تكون أفعالًا مجسدة وليس مجرد تمنيات لا ترقى إلى الواقع الملموس.
اقرأ المزيد
صحيفة محلية تصف نجاح لاجئ سوري بنقل ثقافة الشيشة لبلفاست!
مصنع أغذية في اسكتلندا يوظف لاجئين سوريين بالتعاون مع منظمة خيرية
الملك تشارلز يلتقي بلاجئين سوريين وأفغان خلال زيارته لمدينة أبردين الأسكتلندية
الرابط المختصر هنا ⬇
أخبار ذات صلة
13°C
