مطالبات بفتح تحقيق في تعرض مؤسس ويكيليكس للتعذيب في سجون بريطانيا

دعت ستيلا أسانج، زوجة جوليان أسانج مؤسس موقع ويكيليكس، إلى فتح تحقيق في تعرض زوجها للتعذيب داخل السجون البريطانية. وكان المجلس، الذي تعد المملكة المتحدة عضوًا فيه، قد أصدر في وقت سابق من هذا الشهر قرارًا يصنّف أسانج كـ”سجين سياسي”، مطالبًا بريطانيا بمراجعة معاملتها له وفق المعايير الدولية.
وأمضى جوليان أسانج خمس سنوات في سجن بلمارش شديد الحراسة في لندن قبل الإفراج عنه في يونيو الماضي وانتقاله إلى أستراليا. وكانت الحكومة البريطانية قد احتجزته بطلب من الولايات المتحدة التي سعت إلى تسليمه لمحاكمته على خلفية نشره وثائق سرية أمريكية، بينما خضع أسانج طوال تلك الفترة لإجراءات قضائية معقدة.
وأثار احتجاز أسانج المطول في بلمارش انتقادات شديدة من مجلس أوروبا. وقد دعا المجلس السلطات البريطانية إلى مراجعة ما إذا كان أسانج قد تعرض للتعذيب خلال فترة احتجازه، محذرًا من أن استمرار احتجازه كان “غير متناسب” مع التهم الموجهة إليه، لا سيما أن التهم كانت ذات طبيعة سياسية بحتة.
وزارة الداخلية تتهرب من الإجابة
أثار قرار مجلس أوروبا تساؤلات واسعة في الأوساط الحقوقية والإعلامية، حيث طلبت منصة ديكلاسيفايد البريطانية رد وزارة الداخلية على قرار المجلس، لكن الوزارة تجنبت الرد المباشر.
ورغم أن قرارات مجلس أوروبا ليست إلزامية، إلا أن الجمعية البرلمانية للمجلس أكدت ضرورة رد بريطانيا رسميًا على دعوته لإجراء تحقيق في ظروف احتجاز أسانج.
تعذيب ومعاملة قاسية لمؤسس ويكيليكس
وذكر تقرير صادر عن المقرر الأممي الخاص بالتعذيب، نيلس ميلزر، أن أسانج تعرض “لأشكال مختلفة من المعاملة القاسية وغير الإنسانية”، وقال نيلس إن ذلك قد يؤثر على سلامته العقلية.
وكان تقرير ميلزر، الصادر في عام 2019، قد دعا للتحقيق في معاملة أسانج، ولكن لم يحظ بتغطية واسعة في الإعلام البريطاني.
وصوّت مجلس أوروبا على القرار بأغلبية 88 صوتًا مقابل 13 ضده، وامتنع 20 عضوًا عن التصويت.
ومجملًا عارض جميع أعضاء الجمعية البرلمانية من المملكة المتحدة القرار، بمن فيهم اللورد ريتشارد كين، الذي دافع عن موقفه بالقول إن أسانج “خالف شروط الكفالة” واعتُبر “خطيرًا على الهرب”، محمّلًا أسانج مسؤولية تدهور حالته النفسية، نظرًا لعزلته الطوعية داخل سفارة الإكوادور في لندن.
هذا وأعرب مجلس أوروبا عن مخاوفه من أن معاملة أسانج قد تخلق “تأثيرًا سيئًا” على حرية الصحافة.
وأشار التقرير أيضًا إلى قلق المجلس من التقارير التي تفيد أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية كانت تراقب أسانج سرًا أثناء وجوده في سفارة الإكوادور، بل ووردت مزاعم عن تخطيطها لتسميمه أو اغتياله على الأراضي البريطانية.
وأكدت ريبيكا فينسنت، مديرة الحملات في منظمة “مراسلون بلا حدود”، أن معاقبة أسانج بالسجن لمدة 50 أسبوعًا بسبب انتهاكه شروط الكفالة كانت “غير متناسبة”، وأن احتجازه في بلمارش دون توجيه تهم مباشرة ضده في بريطانيا يشكل “انتهاكًا صارخًا لحقوقه”.
—————————————————————-
اقرأ أيضًا
تقارير سرية: الولايات المتحدة تتجسس على غزة بمساعدة بريطانية!
إطلاق سراح مؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانج
14 يوما للاستئناف ضد القرار.. بريطانيا توافق على تسليم مؤسس ويكيليكس لأمريكا
الرابط المختصر هنا ⬇